مهن الأولين
الوالدة أم سالم: «الجامي» والتمر.. طعم الضيافة الأصيل
تعدّ الحِرف التراثية مكوناً رئيساً من مكونات التراث الإماراتي، وشاهداً على مهارة الأجداد وقدرتهم على توظيف الإمكانات القليلة التي كانت تجود بها البيئة من حولهم، لتحقيق أفضل استفادة منها. وتزامناً مع إعلان الإمارات عام 2025 «عام المجتمع»، نحتفي في هذه المساحة بالحِرف التراثية في الإمارات وبأصحابها الذين مازالوا يعملون بجهد واعتزاز لنقل هذا التراث للأجيال المقبلة.
يمثل الجبن التقليدي (الجامي) إحدى الأكلات التراثية التي عرفها أهل الإمارات منذ سنوات طويلة، ومازالت مفضلة لدى الكبار والصغار، ويتم تناولها ضمن وصفات مختلفة، خصوصاً الجامي والتمر.
وعن كيفية صناعة الجامي، أشارت الوالدة أم سالم لـ«الإمارات اليوم»، إلى أنه يصنع من الحليب، حيث اعتادت النساء حلب الماعز أو البقر في المساء، وفي اليوم الثاني تقوم المرأة بخض الحليب في وعاء مصنوع من جلد الماعز يسمى السقا، وفي الوقت الحالي تم استبداله بوعاء من الألمنيوم. وتهدف عملية خض الحليب إلى فصل الدسم منه، واستخراج «الروب» الذي يوضع على النار ليتحول إلى جبن، ويجب أن تكون النار هادئة، ولا يترك اللبن حتى يغلي كي لا يتغير طعمه، ومع الوقت يبدأ الجامي في التجمع على شكل قطع جبن بيضاء يتم جمعها وتركها حتى تبرد، وعند الأكل تتم إضافة السمن العربي للجامي أو تناوله مع التمر، لافتة إلى أن صناعة الجامي مازالت تتم بالطريقة نفسها التي اعتادت الجدات القيام بها.
وأضافت: «صناعة الجامي من العادات والحِرف المتوارثة التي تعلمناها من أمهاتنا وجدّاتنا، ومازلنا نتبع الطريقة نفسها والخطوات التي تعلمناها منهن، كما نحرص على تعليمها للفتيات والأجيال الجديدة حتى يظل تراثنا متواصلاً من جيل إلى جيل».
ويتميز الجامي بأن له العديد من الفوائد الصحية للجسم، فهو غني بالمواد الغذائية المفيدة، خصوصاً للأطفال والشباب، فإلى جانب كونه مصدراً للبروتين والطاقة، فهو أيضاً غني بالفيتامينات والمعادن مثل الكالسيوم والبوتاسيوم والبكتيريا النافعة، كما يساعد على بناء كتلة العضلات، بفضل احتوائه على نسبة عالية من الأحماض الأمينية.
. اعتادت النساء حلب الماعز أو البقر في المساء، وفي اليوم الثاني تقوم المرأة بخض الحليب في وعاء مصنوع من جلد الماعز يسمى السقا.
. الجامي له العديد من الفوائد الصحية للجسم، فهو مصدر غني بالبروتين والطاقة والفيتامينات والمعادن، مثل الكالسيوم والبوتاسيوم والبكتيريا النافعة.