راشد عبدالله: الحدادة مهنة شاقة.. للرجال فقط

تُعدّ الحِرف التراثية مكوناً رئيساً من مكونات التراث الإماراتي، وشاهداً على مهارة الأجداد وقدرتهم على توظيف الإمكانات القليلة التي كانت تجود بها البيئة من حولهم، لتحقيق أفضل استفادة منها. وتزامناً مع إعلان الإمارات عام 2025 «عام المجتمع»، نحتفي في هذه المساحة بالحِرف التراثية في الإمارات وبأصحابها الذين مازالوا يعملون بجهد واعتزاز لنقل هذا التراث للأجيال المقبلة.

تعد مهنة الحدادة من الحرف التقليدية التي عرفها ومارسها أهل الإمارات على مدى سنوات طويلة، ورغم تطور الحياة في الوقت الحالي، إلا أن هذه الحرفة مازالت حاضرة في المجتمع، بفضل اهتمام دولة الإمارات بالتراث، وحرصها على صونه والحفاظ عليه.

ويوضح راشد عبدالله لـ«الإمارات اليوم»، أن الحدادة من المهن الشاقة التي اقتصرت ممارستها على الرجال، فهي تتطلب قوة جسدية إلى جانب الصبر والدقة والمهارة في استخدام الحديد والنار والماء معاً لإنتاج أدوات مختلفة استخدمها الآباء والأجداد، مثل الخناجر والسيوف وغيرها من الأدوات التي كانت تستخدم في حياتهم اليومية، لافتاً أن السيوف والخناجر أصبحت اليوم تستخدم للزينة والديكورات والاحتفالات وعروض الأداء المختلفة، حيث يقوم بصناعتها وتزيينها بالنقوش والنحاس. كما ذكر أن الحديد متوافر بكثرة بسبب الاعتماد على إعادة تدويره، مثل حديد السيارات القديمة وغيره، وغالباً تتم معالجة القطعة من خلال صهرها بالنار لتشكيلها أو غمرها في المياه لتكتسب قوة ومتانة، وهو ما يحتاج إلى مهارة وإتقان وصبر من الحرفي.

وأكد عبدالله أن هذه الصناعة تمثل جزءاً مهماً من المجتمع قديماً ومن الموروث في دولة الإمارات، ولذلك يتمسك الحرفيون بها، رغم تزايد الاعتماد على الآلات الحديثة في هذا المجال، مشيراً إلى حرص الدولة على صون الحرف التراثية وتكريسها في المجتمع، وذلك من خلال دعم أصحاب هذه الحرف، وتشجيعهم على المشاركة في فعاليات ومهرجانات جماهيرية لتعريف الجمهور بالتراث الإماراتي، وتعليم الأطفال والشباب وتدريبهم بشكل عملي على ممارسة الحرف لإجادتها حتى تستمر وتتواصل من جيل إلى جيل.

. الحدادة من المهن التي تتطلب قوة جسدية إلى جانب الصبر والدقة والمهارة في استخدام الحديد والنار والماء معاً، واقتصرت ممارستها على الرجال.

. هذه الصناعة تمثل جزءاً مهماً من المجتمع قديماً ومن الموروث في دولة الإمارات، ولذلك يتمسك الحرفيون بها رغم تزايد الاعتماد على الآلات الحديثة في هذا المجال.