الخوص.. إبداعات من جدائل «الشجرة الأم»
تعدّ الحِرف التراثية مكوناً رئيساً من مكونات التراث الإماراتي، وشاهداً على مهارة الأجداد وقدرتهم على توظيف الإمكانات القليلة التي كانت تجود بها البيئة من حولهم، لتحقيق أفضل استفادة منها. وتزامناً مع إعلان الإمارات عام 2025 «عام المجتمع»، نحتفي في هذه المساحة بالحِرف التراثية في الإمارات وبأصحابها الذين مازالوا يعملون بجهد واعتزاز لنقل هذا التراث للأجيال المقبلة.
تُعدّ حِرفة ﺳﻒ اﻟﺨﻮص من ﺃﺑﺮﺯ المهن التقليدية التي عرفها أهل الإمارات في الماضي، وهي مرتبطة بالنخلة التي يعدّها العربي منذ مئات السنين «الشجرة الأم» لكرمها معه، فمنها اعتاد أن يحصل على طعامه، ومن سعفها وجذوعها صنع البيوت والأدوات التي استخدمها في حياته اليومية، والتي باتت تُعرف بالسعفيات أو الخوصيات، لأنها تصنع من سعف النخيل.
وعلى الرغم من تطور الحياة فإن حِرفة سف الخوص لاتزال حاضرة في الإمارات، بفضل ما تحرص عليه الدولة من اهتمام وحماية للتراث ومفرداته.
وقال الوالد خميس راشد (أبوخالد) لـ«الإمارات اليوم»، إن دولة الإمارات تبذل جهوداً كبيرة للتعريف بالتراث وصونه اعتزازاً به وتكريماً له، وللآباء والأجداد الذين عملوا فيه منذ سنوات طويلة، وكذلك لتشجيع الأجيال الجديدة على ممارسته والحفاظ عليه.
وكانت حِرفة سف الخوص من أكثر المهن التراثية انتشاراً بسبب توافر أشجار النخيل، وكذلك سهولة السف وعدم الحاجة إلى استخدام أدوات كثيرة خلاله، وهي من الحِرف التي مارسها الرجال والنساء على السواء، فكان يجمع الخوص ويفرز لاختيار الجيد منه، وينقع في الماء ليكتسب مرونة تساعد الحِرفي على تشكيله، ومن هذا السعف تتم صناعة أدوات، منها الخصافة والحصر والسجاد والمخاريف والسراريد والمكانس والمكاب والمهاف والمزامي والجفران وكل أثاث البيت وأدواته.
كما اعتاد الحِرفيون على تلوين السعف خصوصاً في صناعة السراريد والمجبة والقفة، وكانوا يقومون بإضافة ألوان للماء الذي ينقع فيه الخوص، ومنها البرتقالي والأزرق والأخضر والأحمر. وفي الوقت الحالي ومع دخول العديد من شباب الإمارات مهنة سف الخوص، شهدت تطوراً واضحاً في نوعية وأشكال المنتجات التي يتم تقديمها، والتي أصبحت تواكب العصر وذوق الأجيال الجديدة، مثل حقائب اليد بأحجام وتصميمات متنوعة وعلاقات المفاتيح بجانب أشكال للزينة وغير ذلك من المنتجات التي تلقى رواجاً كبيراً من أهل الإمارات ومن السائحين من مختلف أنحاء العالم.
الوالد خميس راشد:
. الإمارات تبذل جهوداً كبيرة للتعريف بالتراث وصونه اعتزازاً به وتكريماً له.
. المهنة التراثية شهدت تطوراً واضحاً في نوعية وأشكال المنتجات التي يتم تقديمها.