طموحات شخصية وإرث ماضٍ ثقيل

مي عمر تثير «الجدل» في دراما رمضانية «صادمة»

صورة
1/2

على امتداد أيام الشهر الفضيل، يتبارى نجوم الدراما في العالم العربي، ليس على تقديم أهم الأدوار الفنية فقط، بل على جذب عشاق الدراما خلال الماراثون الرمضاني، وموسم المتابعة الأبرز. «الإمارات اليوم» تقف في هذه الإطلالة اليومية على أهم الأعمال الرمضانية لنجوم الدراما المحلية والخليجية والعربية، وأبرز الأدوار التي لفتت انتباه الجمهور من ناحية الأداء والخصوصية الفنية، وقدرة الممثل على تقديم أداء متفرّد.

رغم الضجة الإعلامية والحملات التسويقية والإعلانية الموسعة التي رافقت عرض مسلسل «إش إش» للمخرج محمد سامي، على شاشات الفضائيات منذ اليوم الأول من رمضان، وصولاً إلى أخبار تصدره المراتب الأولى للمشاهدة على مستوى العالم العربي، إلا أن المتابع الدقيق لتفاصيل هذا العمل الجديد، الذي يروي قصة «راقصة»، سيكتشف منذ انطلاق أول مشاهد العمل، أولاً سلسلة لا نهاية لها من الإسقاطات الاجتماعية السلبية، التي تنحدر للأسف بالذوق العام، وتؤذي عقلية المشاهد، وثانياً حزمة من القصص الدرامية «الخيالية» و«الساذجة» التي تغص بتراكمات أحداث «لا منطقية»، وخيارات مآلات «اعتباطية» و«خارجة عن النص»، قد سارع مخرجها ومؤلفها، بشكل لا يدعو إلى الشك، إلى «حشد» نخبة من نجوم الأغنية الشعبية المصرية الأشهر، للانضمام إلى نخبة من نجوم الدراما المصرية لتقديم «توليفة» درامية «صادمة» في رمضان، تتصدى لبطولتها زوجته الممثلة الشابة، مي عمر، في سابع لقاء تلفزيوني يجمعهما.

كعادتها على الشاشة الصغيرة أو الكبيرة، لم تخرج مي عمر من عباءة «إطلالتها البديعة» ذات الإمكانات الفنية المحدودة، التي تتوق لإقناع المشاهد بأدائها والإبحار في أعماق شخصية «إش إش» التي تقدمها هذا العام، والتي لم تبدُ مطابقة لا لشخصية «العالمة» ولا للفتاة المصرية الشعبية التي عهد الجمهور رؤيتها مراراً وتكراراً في الدراما السينما المصرية، زد على ذلك كم التراكمات الدرامية «المؤسفة» التي تم «إقحامها» بتعنت في العمل، من دون جدوى ظاهرة، لإشعال فتيل «الأكشن»، وإلهاب حماسة التوقعات حول مآلات شخصية العمل المحورية «إش إش» التي شغلت الناس في هذا العمل الرمضاني.

في الوقت الذي لايزال العمل يثير الكثير من «الضجيج» الفارغ و«أسئلة الجدوى» حول مقاصد تقديم هذه النوعية من الأعمال «السامة» التي تخرج عن «اللياقة»، لتخدش «حياء الشهر الفضيل» من جهة، وتهدد مبادئ وأعراف مجتمعها من جهة أخرى، بما تحمله من أثقال صراعات بغيضة وتناقضات صادمة وشبكة «علاقات مشبوهة»، تقدم على طاولة درامية غير موضوعية، لتوغل في إهانة المرأة و«إثارة الجدل» الذي أصر مؤلفه ومخرجه محمد سامي على تضمينه في المسلسل، لإبراز معاناة وقهر بطلته «إش إش» الطامحة إلى تغيير واقعها، والمصطدمة بمحيطها الاجتماعي الفقير والمنزوع الإرادة، وعالم «العوالم» الوعر والكاسر المنحدرة منه، الذي أجبرها على الدخول في صراعات ومشكلات بدت «فانتازية» وخارجة عن المنطق مع «مختار» الذي تزوجته «عرفياً» بعد يومين من معرفتها السطحية به، لتقرر بعد أن غدر بها الانتقام من عائلته كلها، عبر الزواج بوالده «رجب الجريتلي»، صاحب التاريخ المخزي، والمسؤول في الماضي عن سجن والدتها.

ورغم دراستها للصحافة والإعلام وتخرجها في الجامعة الأميركية بالقاهرة، إلا أن مي عمر غيرت الاتجاه نحو المجال الفني لتبادر بإخراج فيديو كليب للمغنية اللبنانية، رولا سعد، قبل أن تقرر خوض غمار التمثيل، وتقف أمام كاميرا زوجها المخرج محمد سامي في مسلسل «حكاية حياة» في رمضان 2013، والمشاركة في العام التالي بمسلسل «كلام على ورق»، ومسرحية «بابا جاب موز» لأشرف زكي.

وفي رمضان 2015 أتيحت لها الفرصة للوقوف أمام كاميرا المخرج إبراهيم فخر في مسلسل «حالة عشق»، ومشاركة في مسلسل «الطبال» في رمضان 2016 للمخرج أحمد خالد أمين، فيما شهد رمضان 2017 مشاركتها مع عادل إمام في مسلسل «عفاريت عدلي علام»، ومسلسل «ريح المدام» للمخرج كريم العدل، ومسلسل «الفتوة» في رمضان 2020 للمخرج حسين المنباوي، ثم مسلسل «لؤلؤ» 2020 مع المخرج محمد عبدالسلام، وصولاً إلى مسلسل «رانيا وسكينة» في رمضان 2022، ومسلسل «علاقة مشروعة» في رمضان 2023، قبل أن تعود في رمضان 2016 للتعامل مع زوجها محمد سامي، والمشاركة في مسلسل «الأسطورة»، و«ولد الغلابة»، ثم مسلسل «نسل الأغراب» في رمضان 2021، و«نعمة الأفوكاتو» رمضان 2024، ومسلسل «إش إش» في رمضان هذا العام.

تويتر
log/pix