(مهن الاولين).. السدو
«أم محمد»: السدو.. نسيج الجدات يروي قصص الطيبين
تعدّ الحِرف التراثية مكوناً رئيساً من مكونات التراث الإماراتي، وشاهداً على مهارة الأجداد وقدرتهم على توظيف الإمكانات القليلة التي كانت تجود بها البيئة من حولهم، لتحقيق أفضل استفادة منها. وتزامناً مع إعلان الإمارات عام 2025 «عام المجتمع»، نحتفي في هذه المساحة بالحِرف التراثية في الإمارات وبأصحابها الذين مازالوا يعملون بجهد واعتزاز لنقل هذا التراث للأجيال المقبلة.
يعد السدو من أبرز الحرف اليدوية التي اشتهر بها سكان الإمارات، والتي لعبت دوراً أساسياً في مساعدة أهل البادية على الاستفادة من موارد الطبيعة في شبه الجزيرة العربية، وكذلك حياكة نسيج من وبر الإبل وشعر الماعز وصوف الأغنام، لصناعة مستلزمات الحياة اليومية، مثل بيت الشعر والسجاد والوسائد والخيام وزينة رِحال الإبل، وتقديراً لمكانة وأهمية حرفة السدو، تمكنت دولة الإمارات، عام 2011، من إدراجها في قائمة «اليونسكو» للتراث الثقافي غير المادي الذي يحتاج إلى صون عاجل.
وأوضحت الوالدة (أم محمد) لـ«الإمارات اليوم»، أن السدو من أهم الحرف التي يتوارثها أبناء الإمارات عن الآباء والأجداد، حيث استخدمه السكان قديماً لصناعة بيوت الشعر وهي منازل البدو التي كانوا يحملونها معهم في حلهم وترحالهم، والنسيج الذي يستخدم للفصل بين المكان المخصص للرجال ومكان النساء، ويسمى «الرواق»، وكذلك «الحجاب» وتلفـظ عند البدو «حياب»، وهو عبارة عـن قطعة لحجــب البيت أو إغلاقه، ليكون حاجزاً من جهــة هبوب الرياح الرملية، ويســمى أيضـاً «الذاري»، إلى جانب العديد من المستلزمات والأدوات الأخرى، مثل «الخرج» الذي توضع فيه الأشياء، و«العدل» وهو أكبر حجماً من «الخرج»، وعتاد الإبل، وغيرها، لافتة إلى أن صناعة السدو تعتمد على أدوات هي «النول والنيرة والحف»، وهي قطعة خشـــبية مستطيلة الشـــكل، ذات طرفين، وتســـتعمل لرص الخيوط على السدو بعد تشـــكيلها.
أما الخيوط المستخدمة في صناعة السدو، فتكون من القطن والصوف ووبر الإبل، كما أشارت إلى أن هناك نقوشاً معينة تعارف عليها صنّاع السدو، وهي مستمدة من الطبيعة والبيئة المحيطة بهم، من أبرزها وعويريان أو «عويرجان»، ونقش عين الغدير، والشجرة، وضروس الخيل، والمزخر، والحبوب، والعوينة، والمضيلعية، ودرب الحية، والمشط، وغيرها.
الوالدة «أم محمد»:
السدو من أهم الحِرَف التي يتوارثها أبناء الإمارات عن الآباء والأجداد.
تمكنت الإمارات، عام 2011، من إدراج السدو في قائمة «اليونسكو» للتراث الثقافي غير المادي الذي يحتاج إلى صون عاجل.