المعمري: دباغة الجلود مهنة تقاوم الاندثار

صورة
1/3

تعدّ الحِرف التراثية مكوناً رئيساً من مكونات التراث الإماراتي، وشاهداً على مهارة الأجداد وقدرتهم على توظيف الإمكانات القليلة التي كانت تجود بها البيئة من حولهم، لتحقيق أفضل استفادة منها. وتزامناً مع إعلان الإمارات عام 2025 «عام المجتمع»، نحتفي في هذه المساحة بالحِرف التراثية في الإمارات وبأصحابها الذين مازالوا يعملون بجهد واعتزاز لنقل هذا التراث للأجيال المقبلة.

في ظل الحياة البسيطة قديماً، حرص الآباء والأجداد على الاستفادة من الإمكانات المحدودة التي كانت تجود بها الحياة، للحصول على ما يحتاجون إليه في حياتهم اليومية، وذلك من خلال مهارات تعلموها، ومع الوقت أصبحت حِرفاً يدوية يتوارثونها جيلاً بعد جيل، ومن هذه الحِرف صناعة الجلود ودباغتها، التي اعتمدت على الاستفادة من جلود الحيوانات التي كانوا يربونها.

وقال سلطان المعمري لـ«الإمارات اليوم» إن دباغة الجلود من الحِرف الشعبية التي عرفها أهل الإمارات منذ سنوات طويلة، وتعتمد على جلود الحيوانات التي كانت تتوافر في البيئة من حول الإنسان الإماراتي، إذ يتم استخدام جلود الأغنام أو الأبقار.

وأوضح أن دباغة الجلود قديماً كانت تقوم على خطوات عدة، تبدأ عند ذبح الذبيحة، إذ كان يؤخذ جلدها ليُنقى من قطع اللحم التي قد تكون ملتصقة به، وثم يغطى بالملح ويترك في الشمس لمدة يومين أو ثلاثة حتى يجف من دون أن يتعفن، بعد ذلك يتم وضع التمر والملح على الجلد لتنظيفه جيداً، ثم يترك في الشمس مرة أخرى لمدة يومين أو ثلاثة، ويوضع عليه القرط والملح، للتأكد من نظافته مرة أخرى.

وأشار المعمري إلى أن الجلود كانت تستخدم في صناعة منتجات مختلفة، منها النعال والحقائب، وغمد الأسلحة والأحزمة، إلى جانب مستلزمات تستخدم في البيوت، مثل المفروشات والدلاء (جمع دلو)، وبعض الأدوات التي تستخدم في الصيد والغوص، إذ يتم استخدام الجلود السميكة في بعض الأدوات والجلود الرقيقة في أشياء أخرى، ولفت إلى أن الوضع تغيّر حالياً مع تطور الحياة وانتشار المصانع الحديثة، ولم تعدّ دباغة الجلود التقليدية منتشرة، وقليل من يعمل فيها، لذا تحرص الدولة على دعم وتشجيع هذه الصناعة التي تواجه الاندثار وغيرها من المهن التقليدية للحفاظ عليها وتعريف الجمهور بها، خصوصاً من الأجيال الجديدة، باعتبارها جزءاً من الموروث الذي تعتز به الدولة وتقدره.

سلطان المعمري:

. الجلود كانت تستخدم في صناعة منتجات مختلفة، منها النعال والحقائب، وغمد الأسلحة والأحزمة.

. الدباغة من الحِرف الشعبية التي عرفها أهل الإمارات منذ سنوات طويلة، وتُعدّ جزءاً من الموروث.

تويتر
log/pix