غزل الصوف.. خيوط بألوان الطبيعة
تعدّ الحِرف التراثية مكوناً رئيساً من مكونات التراث الإماراتي، وشاهداً على مهارة الأجداد وقدرتهم على توظيف الإمكانات القليلة التي كانت تجود بها البيئة من حولهم، لتحقيق أفضل استفادة منها. وتزامناً مع إعلان الإمارات عام 2025 «عام المجتمع»، نحتفي في هذه المساحة بالحِرف التراثية في الإمارات وبأصحابها الذين مازالوا يعملون بجهد واعتزاز لنقل هذا التراث للأجيال المقبلة.تُعدّ حِرفة غزل الصوف واحدة من المهن التراثية التي عرفها أهل الإمارات والمنطقة، وارتبطت بالبيئة البدوية والصحراوية بشكل خاص، إذ اعتاد أهل هذه المناطق تربية الغنم والماعز والإبل، والاستفادة من صوفها ووبرها، إلى جانب الاستفادة من لحومها وألبانها، ومن خلال عملية غزل الصوف يتم تحويله إلى خيوط باستخدام المغزل.
وقالت الوالدة (أم محمد) لـ«الإمارات اليوم» إن الغزل يكون بصوف الغنم أو وبر الإبل (البوش)، وسمي الوبر لأنه خفيف، مشيرة إلى أن للصوف ألواناً مختلفة، مثل اللون الأشهب والأبيض والأسود.
وأوضحت أن عملية غزل الصوف تكون عبر مراحل عدة، تتضمن قص صوف الأغنام وغسله وتنظيفه ونفشه وغزله، وينفش الغزل بأداة تسمى المنفاشة، وهي قطعة من الخشب مزودة بأسنان معدنية، وقديماً كان يتم عمل ذلك بالأيدي، لكنها كانت مهمة شاقة، وكثيراً ما تكون هناك أشواك في الصوف قد تسبب جروحاً، ويسهم نفش الصوف في إزالة الأوساخ العالقة فيه وتسهيل الغزل، بعد ذلك يكون الغزل باستخدام المغزل وهو عبارة عن عصا خشبية مصلبة الشكل، يلف عليها الصوف الطبيعي ويتوسـطها خطاف لبرم الصوف الملفوف حول المغزل، كذلك تُستخدم أداة أخرى تُسمى بالمغزلة أو التغزال، وهي قطعة من الخشب مقسومة في المنتصف، ويعلق فيها الصوف خلال الغزل.
وأضافت الوالدة (أم محمد) أنه في حالة الرغبة في صبغ الصوف فإنه يتم استخدام ألوان طبيعية، مثل الكركم والحِنَّاء واللومي الأسود والزعفران وقشور الرمان، وبعد الغزل يُصنع الصوف المغزول على شكل «كرات» تُسمى «الدرية»، وقد يكون الغزل خيطاً واحداً أو خيطين ليكون أكثر قوة وقدرة على التحمل، ويستخدم في صناعة بيت الشعر والحجاب، كذلك يستخدم الصوف في صناعة أشياء أخرى كالمفروشات والألبسة.
الوالدة أم محمد:
. عملية الغَزْل تكون عبر مراحل عدة، تبدأ بقصّ صوف الأغنام وغسله وتنظيفه ونفشه وغزله.
. أهل المنطقة كانوا يستعينون بالصوف لصناعة بيت الشعر، والمفروشات والألبسة.
. اعتاد أهل المنطقة تربية الغنم والماعز والإبل، والاستفادة من صوفها ووبرها.