مهن الأولين
عبدالله البلوشي: «الطبول» صناعة صوت الفرح
تعدّ الحِرف التراثية مكوناً رئيساً من مكونات التراث الإماراتي، وشاهداً على مهارة الأجداد وقدرتهم على توظيف الإمكانات القليلة التي كانت تجود بها البيئة من حولهم، لتحقيق أفضل استفادة منها. وتزامناً مع إعلان الإمارات عام 2025 «عام المجتمع»، نحتفي في هذه المساحة بالحِرف التراثية في الإمارات وبأصحابها الذين مازالوا يعملون بجهد واعتزاز لنقل هذا التراث للأجيال المقبلة.
تعد صناعة الطبول التقليدية واحدة من الحرف التراثية التي عرفها أهل الإمارات منذ زمن بعيد، خصوصاً سكان الجبال، وهي مكملة لفنون الأداء التراثية المختلفة التي تمثل جانباً مهماً من الموروث الثقافي لدولة الإمارات، مثل الرواح والرزيف، ولذلك تُعد الطبول صوت الفرح والبهجة، في الأعراس والاحتفالات والمناسبات قديماً والآن.
وقال حرفي صناعة الطبول، عبدالله البلوشي، إن «صناعة الطبول قديماً اعتمدت على الأشجار المحلية التي تزرع في الإمارات، مثل السدر والقرط والشريش والبيزام، لأنها تتميز بالصلابة والقوة حتى تعيش فترة طويلة، أما الجلود فتختلف حسب حجم الطبلة، فيستخدم جلد الأغنام في الطبول الصغيرة، وجلد الأبقار في الطبول كبيرة الحجم، وهذه يتم قرعها بالعصا وليس باليد».
وعن خطوات صناعة الطبول، أوضح البلوشي لـ«الإمارات اليوم» أنها تبدأ بجلب الأشجار من المزرعة، على أن يُختار جذع شجرة مستوٍ ليس به اعوجاج أو مشكلات، بعدها يتم تشكيله من الخارج و«سنفرة» الخشب، وبعد ذلك يجري تجويف جذع الشجرة من الداخل ونقشه من الخارج.
وفي المرحلة التالية، يتم إحضار الجلد الذي يكون مدبوغاً ومجهزاً سابقاً، ويوضع على الطبلة ويشد بالحبال بقوة حتى يكون الصوت واضحاً وعالياً.
ولفت البلوشي إلى أن صناعة الطبلة تحتاج إلى فترة تراوح بين أسبوع وأسبوعين، بسبب صلابة الخشب، ولأن الأدوات التي تستخدم قديمة، وتحتاج إلى مجهود ومهارة وصبر، أما في الوقت الحالي فقد دخلت الآلات والأدوات الحديثة في هذه الصناعة، فباتت أكثر سهولة، وتقلص الوقت الذي تتطلبه صناعة الطبلة الواحدة إلى أيام قليلة.
عبدالله البلوشي:
. صناعة الطبول قديماً اعتمدت على الأشجار المحلية، مثل السدر والقرط والشريش.
. الأدوات التي تستخدم في هذه المهنة تحتاج إلى مجهود ومهارة وصبر.
. واحدة من الحرف التراثية التي عرفها الإماراتيون منذ زمن، خصوصاً سكان الجبال.