ظهور لافت في مسلسل «إش إش»
ماجد المصري أتقن الأداء في شخصية جدلية
على امتداد أيام الشهر الفضيل، يتبارى نجوم الدراما في العالم العربي، ليس على تقديم أهم الأدوار الفنية فقط، بل على جذب عشاق الدراما خلال الماراثون الرمضاني، وموسم المتابعة الأبرز. «الإمارات اليوم» تقف في هذه الإطلالة اليومية على أهم الأعمال الرمضانية لنجوم الدراما المحلية والخليجية والعربية، وأبرز الأدوار التي لفتت انتباه الجمهور من ناحية الأداء والخصوصية الفنية، وقدرة الممثل على تقديم أداء متفرّد.
تجربة ظهور جديدة سجلها النجم، ماجد المصري، هذا العام في دراما الشهر الكريم في مسلسل «إش إش»، وذلك على الرغم من الجدل الواسع والانتقادات الجماهيرية المتتالية التي مازالت تلاحق هذا العمل الذي شارك في كتابته وأخرجه المصري محمد سامي، فقد تجاوز النجم ماجد المصري، بحرفية ومهنية واضحتين، حالة الجدل وموجة الانتقادات اللاذعة التي طالت المسلسل الرمضاني، لجذب الاهتمام لإطلالته التي حصدت إعجاباً وإشادة عامة بأدائه المتميز والموزون لشخصية «رجب الجريتلي» في ثالث تعاون فني تلفزيوني يجمعه بالمخرج محمد سامي، بعد غياب تجاوز 11 عاماً، منذ مشاركته في بطولة مسلسل «كلام على ورق» رمضان 2014، وقبله بعامين في مسلسل «مع سبق الإصرار»، إلى جانب غادة عبدالرازق ونخبة من نجوم الدراما المصرية.
خبرة ومهنية
المتوقف عند محطات تطور شخصية «رجب الجريتلي» الدرامية في العمل ونسقها المتصاعد، سيجد أنها لا تحقق أي تقارب وجداني مع المتلقي، بتجردها من أي نزعة إنسانية، وبتجاوزها جميع المحظورات الاجتماعية، وخصائصها السلبية، مثل الفساد والاستبداد والظلم والعنف وإيذاء الآخرين، والدموية أحياناً كثيرة، وهو الأمر نفسه الذي يبدو أنه جذب إليها الاهتمام والفضول، في الوقت الذي يتضح أن هذه «الذات السلبية» نفسها، هي المسؤولة عن تحريك معظم الأحداث، وتدور في فلكها مصائر أغلب شخصيات العمل، بمن فيهم بطلته الأساسية «إش إش» التي تقدمها الممثلة المصرية مي عمر.
ولعل المتفحص لكواليس هذه الشخصية سيستوعب، مع الوقت وتطور الأحداث، أنها تعود إلى علاقته الأولى بوالدة البطلة «إخلاص»، التي عمد إلى سرقتها في عز نجاحاتها وإدخالها السجن، بالتعاون مع زوجته الحالية، وشقيقه «جبر» الذي يشكل أيضاً الوجه الثاني للفساد، بتورطه مع أخيه رجب في تجارة المخدرات، التي يفرد لها العمل حيزاً واسعاً من الأحداث والتفاصيل، ليرفع النقاب في نهاية المطاف عن مزيد من الخبايا والأسرار والتفاصيل حول هذه الشخصية الجدلية «رجب الجريتلي»، التي تخضع لسطوة جمال الراقصة «إش إش» في مسار حياته للانتقام من «مختار» ابن زوجته، لتزداد الأحداث الدرامية تعقيداً، وذلك بعد قرارها التعامل مع رجال الأمن لإلقاء القبض عليه وزجّه في السجن.
عودة موفقة
على الرغم من مطب هذا الاختيار، الذي يعد انزلاقاً فنياً آخر يقع فيه النجم هذا العام، فإن ماجد المصري وبالاعتماد على الخبرة، نجح في رسم تفاصيل شخصيته بعناية واضحة على الشاشة، وذلك على الرغم من تضمن أغلب المشاهد الدرامية التي قدمها النجم في مسلسل «إش إش»، مفردات وحوارات وإيحاءات جاءت، في معظم الوقت، «مخلة» و«سوقية» ولا تتناسب مع خصوصية الشهر الفضيل، ولا مع توقعات الجمهور من دراما رمضان، في الوقت الذي طفح العمل بالأخطاء والأحداث الدرامية غير المبررة، التي عمد من خلالها مؤلف العمل ومخرجه محمد سامي ومهاب طارق، إلى تبرير تصرفات «رجب الجريتلي» غير المنطقية، بوقوعه في حب «إش إش»، ثم قبوله بحملها على الرغم من علمه بأنه عقيم.
وفي إطار موسع من الجدل والانتقادات، ارتأى الفنان ماجد المصري تسجيل عودة قوية إلى الساحة الدرامية هذا العام في مسلسل «إش إش»، مكرساً حضوره اللافت كعادته في مشهد درامي «متوعك».
. النجم ماجد المصري تجاوز بحرفية ومهنية واضحتين حالة الجدل وموجة الانتقادات اللاذعة التي طالت المسلسل.
. إطلالة «المصري» حصدت إعجاباً وإشادة عامة بأدائه المتميز والموزون لشخصية «رجب الجريتلي».