476 وفاة في 5 أشهر بسبب المياه الملوثة
نساء في السودان يتعرضن للخطر من أجل المياه
تكرس النساء والأطفال في المناطق الريفية في السودان جل وقتهم لجلب المياه من مناطق بعيدة، ما يشكل خطراً على صحتهم وسلامتهم بسبب الرحلات التي يقطعونها بعيداً عن مناطقهم وأسرهم بحثاً عن الماء، كما يؤدي ذلك إلى فقدان انتاجية النساء في مجالات اسرية أخرى.
أزمة حلايب ذكرت بعض الوسائل الإعلامية أن سكان محلية حلايب في ولاية البحر الأحمر يواجهون أزمة حادة في مياه الشرب، نتيجة توقف عدد من محطات «التحلية» عن العمل، وشح المياه في مناطق عدة من المحلية بسبب دخول فصل الصيف. وأشار مواطنون بمحلية حلايب إلى المعاناة الكبيرة التي يواجهونها في الحصول على الماء. |
ويتشارك السودان معظم مياهه الجوفية مع الدول المحيطة به، ويستخدم جزءاً من مياه حوض النيل الا أن هذا الاستخدام غير المنظم أو المرشد لأغراض الري والطاقة، من شأنه أن يخلق توتراً مع دول الجوار مثل مصر وإثيوبيا.
ويعد السودانيون أكثر عرضة لمخاطر الأمراض التي تنقلها المياه، ففي عام 2006 كان هناك 476 حالة وفاة في غضون خمسة أشهر بسبب الإسهال الناجم عن البكتيريا المسببة للكوليرا، كما تم رصد 3753 حالة التهاب كبد وبائي في منطقة دارفور خلال الفترة من مايو إلى أغسطس 2004 بسبب مياه الشرب الملوثة.
ويشكو سكان بلدة سياد بره بمحلية بحر العرب بولاية شرق دارفور نقص مياه الشرب، ما أدى إلى نفوق أعداد كبيرة من الماشية، وتحدث أحد السكان إلى وسائل الإعلام قائلاً إن الآبار الثلاث الموجودة في البلدة جفت مياهها بالكامل، ويذهب الأهالي في رحلة كل يوم تستغرق خمس ساعات لجلب المياه على ظهور الحمير، حيث تبعد أقرب منطقة توجد فيها المياه نحو 10 كيلومترات تقريباً، وكان محافظ بحر العرب رتب لجلب حفار لحفر آبار، إلا انه تعطل عن العمل.
ويؤكد السكان أن المنطقة الواقعة شمال بحر العرب تواجه أزمة مياه شرب شديدة، من بينها منطقة «بويت الخيل» و«تبلدية» و«الشتية» و«يقين»، مناشدين السلطات المحلية وحكومة ولاية شرق دارفور اتخاذ إجراءات فورية لحل المشكلة، لأن ندرة المياه تؤثر في جميع جوانب حياة الإنسان.
ويعد عدم توفر مياه الشرب النقية في ولايات دارفور من أكبر المشكلات التي تواجه الإنسان والحيوان، وكانت ندرة موارد المياه سبباً مباشراً لمعظم النزاعات القبلية في المنطقة، وتعتبر ولاية جنوب دارفور من أكثر الولايات التي تعاني أزمة حقيقية في مياه الشرب خصوصاً في فصل الصيف، وذلك لعدم وجود مصادر غير الآبار الجوفية التي ينضب بعضها بعد فترة محدودة من حفرها، كما أن عدم القدرة على تخزين مياه الأمطار لعب دوراً كبيراً في انعدام المياه بالولاية، ولهذا السبب تشهد مدينة نيالا حاضرة الولاية والمكتظة بالسكان أزمة كبيرة في مياه الشرب، التي باتت تشكل هاجساً كبيراً يؤرق مضاجع السكان.
وفى ولاية شمال دارفور شبه الصحراوية تبدو الحال أكثر بؤساً على ما هي عليه في جنوب دارفور، حيث ظل مواطنو الأحياء الطرفية لمدينة الفاشر وبعض محليات الولاية يشكون منذ سنوات عدم توفر المياه.
وتعاني محليات (المحلية هي وحدة إدارية تعادل البلدية في بعض البلدان) ولاية غرب دارفور عدم توفر مياه شرب نقية وصالحة للشرب، حيث تعتمد حاضرتها الجنينة بنسبة 100% على الآبار الجوفية. ويقول أحد المواطنين إن المياه متوافرة في باطن الأرض، ولكن الحكومة عجزت عن استخراجها، الأمر الذي جعل المواطنين يضطرون إلى شرب مياه غير صالحة للاستهلاك الآدمي، وضاعف سعر برميل المياه، وهناك بعض الأحياء التي لم تصلها المياه لأكثر من شهرين، وأخرى تصلها مرة أسبوعياً، ويطالب الأهالي بضرورة اجراء دراسة وافية لمشكلة مياه مدينة الجنينة، وهي من المدن المكتظة بالسكان وتشهد تردياً كبيراً في الخدمات خصوصاً على صعيد مياه الشرب.