آلاف الأشخاص يموتون نتيجة العطش والجوع سنوياً
43 % من الكينيين لا يحصلون على مياه نظيفة
يعيش في كينيا نحو 40 مليون شخص، منهم 17 مليوناً، أي نحو 43%، لا يحصلون على مياه نظيفة. وعلى مدى عقود، كانت ندرة المياه قضية رئيسة في كينيا، ونجمت أساساً بسبب سنوات من الجفاف المتكررة، وسوء إدارة إمدادات المياه، وتلوث المياه المتاحة، والزيادة الحادة في الطلب على المياه الناتجة عن النمو الحاد في الكثافة السكانية، كما يؤثر عدم سقوط الأمطار سلباً في قدرة السكان على الحصول على الغذاء، الأمر الذي أدى إلى اندلاع أعمال عنف في أماكن مختلفة من البلاد، وتفاقمت مشكلة نقص المياه بسبب قلة الاستثمار الحكومي في مجال المياه، خصوصاً في الريف.
مشكلات قابلة للحل تعاني كينيا أزمة مياه حادة نتيجة أسباب عدة، أهمها الجفاف وتدهور الغابات، والفيضانات، وعدم وجود إدارة إمدادات المياه، فضلاً عن تلوث المياه والزيادة في التعداد السكاني. منها مشكلات يمكن أن تكون قابلة للحل مثل تدهور الغابات وسوء إدارة المياه وتلوث المياه، ومن المرجح أن يزداد في المستقبل المنظور عدد وشدة فترات الجفاف والفيضانات بسبب تغير المناخ. ومن المتوقع أن يزيد عدد السكان في كينيا على مدى العقود القليلة المقبلة، ونظراً لهذه الحقائق، ستحتاج أيضاً كينيا لمعالجة بعض الآثار المترتبة على أزمة المياه، على سبيل المثال، فقد تبين أن الاستخدام المستمر للناموسيات يمكن أن يقلل بشكل كبير من معدلات الإصابة بالملاريا. |
معظم الكينيين الفقراء في المناطق الحضرية لا يحصلون إلا على المياه الملوثة، التي قد تسبب وباء الكوليرا والعديد من الأمراض التي تؤثر في الصحة وطرق العيش، وعلى الرغم من النقص الحاد في المياه النظيفة في الأحياء الفقيرة، هناك أيضا تفاوت في الحصول على المياه النظيفة في التجمعات الريفية الكبيرة، ووفقاً للبنك الدولي (2010)، فإن أقل من نصف سكان الريف يحصلون على المياه، مقارنة بسكان المناطق الحضرية، حيث يحصل 85% على مياه صالحة للشرب، ونظراً لاستمرار النمو السكاني، سيكون من نصيب كل فرد في كينيا 235 متراً مكعباً سنوياً، حسب التقديرات بحلول عام 2025، أي أقل من الكمية الحالية (650 متراً مكعباً) بنحو الثلثين.
على مدى الـ10 سنوات الماضية شهدت كينيا جفافاً شديداً، ويعتبر الاحتباس الحراري أحد العوامل المهمة التي أسهمت في تمديد الجفاف فترات طويلة، ونتيجة لذلك فإن الملايين من الكينيين غير قادرين على زراعة محاصيلهم والحفاظ على ماشيتهم، ولأن معظم السكان يعتمدون بشكل مباشر أو غير مباشر على الزراعة، عندما تحدث حالات جفاف شديد، يقع عدد كبير من الكينيين ضحية الجوع ما لم تمنع المساعدات الغذائية حدوث المجاعة.
ولسنوات عدة كانت هناك حاجة متزايدة للحصول على التمويل وإدارة وتنمية الموارد المائية في كينيا بسبب تزايد عدد السكان، وكذلك الاستخدام المتزايد للموارد المائية لأغراض الزراعة، ومع ذلك، فإن الإجراءات التي اتخذت لم تكن فعالة لأن المنظمات المسؤولة عن إدارة الموارد المائية باءت بالفشل.
يعتبر العجز في الحفاظ على المياه النظيفة سبباً رئيساً آخر لتفاقم أزمة المياه، فعديد من الكينيين يستخدمون الآبار للحصول على المياه للأغراض المنزلية واستخدام مراحيض غالباً ما تكون قريبة من الآبار أيضاً، ما يسبب تلوث الآبار لأن الكائنات الدقيقة تنتقل من المراحيض إلى الآبار. تتعرض ملايين من الأسر التي تعتمد على المحاصيل والماشية، للتهديد بسبب الجفاف المتكرر إلى حد كبير، ويموت الآلاف من الكينيين سنوياً نتيجة العطش والجوع. ووفقاً للبنك الدولي، زادت معدلات الوفيات في الفترة بين 1990 و2008، من الذكور والإناث البالغين، والأطفال دون سن الخامسة، وكذلك الرضّع.