أزمة المياه الحادة دفعتهم إلى حفر آبار على امتداد الشاطئ

سكان في السنغال يشربون من البحر

سنغاليون يتقدمون بدعوى قضائية ضد الوكالة الحكومية للمياه بسبب أزمة المياه. غيتي - أرشيفية

بعد شهر من تعرضها لفيضانات غزيرة عادت العاصمة السنغالية داكار لتعاني نقصاً حاداً في المياه، ما دفع أهالي ضاحية «يوف» إلى حفر آبار على الشاطئ للحصول على الماء، لكن ليس هناك ضمان أن هذا الماء صالح للشرب.

واستناداً إلى شركة «دي ايواكس» السنغالية المسؤولة عن بيع المياه وتوزيعها، فإن كسراً في أحد أنابيب توزيع المياه الرئيسة أدى إلى أزمة في المياه، ولاتزال عمليات إصلاح الأنبوب مستمرة منذ أسبوعين، لكن من دون نتيجة غير تفاقم الوضع المائي في مختلف أحياء داكار وضواحيها، في وقت يعكف المسؤولون المحليون في تلك الضواحي والأحياء على العمل المتواصل لإيجاد حلول لأزمة المياه.

طوابير أمام الآبار

قالت خوديا فال، من سكان داكار، إنها تضطر إلى قطع مسافة طويلة سيراً على الأقدام بحثاً عن الماء، وبات عادياً مشهد طوابير طويلة من المواطنين أمام الآبار أو حول شاحنة توزيع المياه مجاناً». وأكدت خديداتو فاييه، من سكان داكار، أنها تتوجه كل يوم لأخذ دورها في طابور طويل قرب إحدى الآبار، وليس مسموحاً بأكثر من ثلاثة براميل حتى يتمكن الجميع من الحصول على الماء.

وللحصول على المياه بدأ أهالي ضاحية يوف حفر آبار على امتداد الشاطئ في محاولة لمعالجة النقص وحل الأزمة على المدى البعيد، يحفر السكان آبار الشاطئ بعمق مترين للبئر، وعلى بعد 25 متراً عن البحر، ولا يستخدم قسم من الناس مياه هذه الآبار للشرب ولكن للاغتسال والاستحمام وتنظيف البيوت، ويشترون المياه العذبة للشرب، لكن ليس كل السكان قادرين على شراء المياه.

ولايزال يتعين على المسؤولين، خصوصاً في المختبرات، تقرير ما إذا كانت مياه هذه الآبار صالحة للشرب أم لا. ويقول «باول»، أحد سكان ضاحية يوف، إن هناك شائعات عن ملوحة زائدة في هذه المياه، ما يجعلها غير صالحة للشرب، في حين يقول أحد المسؤولين التنفيذيين في قطاع المياه إن «حفر بئر على الشاطئ يعني استحالة أن تكون المياه صالحة للشرب، وإنما مياه مالحة وكريهة، وغالباً لا تستخدم إلا للنظافة والاستحمام، ولكن من الغريب أو المفاجئ أن يستخدمها الناس في الشرب».

ولا ينقص السلطات السنغالية الوعي العميق بحقائق الوضع، فأثناء زيارته لمحطة تحلية المياه ومعالجتها، قال رئيس الوزراء، اميناتا توريه، إن استمرار هذا الوضع غير مقبول، وسيتم توقيع عقوبات على من تثبت مسؤوليتهم.

وينحي مسؤولون محليون باللائمة على ما حدث من أضرار بالغة في أنبوب رئيس للتغذية وتوزيع الماء في بلدة «كوير مومار سار» على بعد 200 كم شمال العاصمة داكار. وأكدت وكالة المياه الحكومية أن مهندسيها يعملون بلا انقطاع لإصلاح الأنبوب، لكنّ مُضي الوقت يزيد من غضب السكان وإحباطهم بسبب استمرار الأزمة الخانقة في نقص المياه. وشهد بعض الضواحي البعيدة والأطراف في داكار تظاهرات احتجاج على استمرار الأزمة حيث أشعل الشبان المراهقون النار في الإطارات وقِطع الأخشاب، وأغلقوا بعض الشوارع وأعاقوا حركة السير.

وأرغمت التظاهرات وأعمال العنف الرئيس السنغالي، ماكي سال، على قطع زيارته إلى نيويورك، ومشاركته في أعمال الدورة الجديدة للجمعية العامة للأمم المتحدة، والعودة إلى بلاده لمتابعة الأزمة.

تويتر