تمتلك نصف احتياطي المياه في إفريقيا

51 مليون شخص في الكونغو يحتاجون إلى ماء نظيف

أطفال الكونغو يتعرّضون إلى الإسهال بشكل دائم لغياب المياه النظيفة.

لا يستطيع نحو 51 مليون شخص في جمهورية الكونغو الديمقراطية (نحو ثلاثة أرباع السكان)، الحصول على مياه شرب نظيفة، على الرغم من أن البلاد تمتلك أكثر من نصف احتياطي المياه في إفريقيا، حسب دراسة أجراها برنامج الأمم المتحدة للبيئة، ونشرت في مارس 2011، وأثر الإرث المضطرب في البلاد، من صراع وتدهور بيئي وعمران كثيف وضعف في الاستثمار في البنية التحتية للمياه بشكل خطر، في توافر مياه الشرب.

مياه الينابيع

تعدّ بلدة «إيو» في شمال غرب جمهورية الكونغو الديمقراطية، التجمع السكاني الوحيد الذي يحصل معظم السكان على المياه من الجداول والبرك، ولا توجد أنابيب لضخ المياه من الخزانات الحكومية.

ويقول أحد السكان، ويدعى روموالد أونانغا: «اعتدنا شرب مياه الينابيع، وهذا أمر طبيعي، ولا توجد فيها مواد كيماوية غالباً».

وقال مدير البرنامج في الكونغو، حسن بارتو، إنه على الرغم من التقدم الذي أحرز في السنوات الأخيرة، بما في ذلك إصلاحات قطاع المياه، لن تكون الكونغو الديمقراطية قادرة على تحقيق الأهداف الإنمائية المحددة من قبل الأمم المتحدة، ومن بينها خفض نسبة الأشخاص الذين لا يمكنهم الحصول على مياه الشرب الصحية بمقدار النصف، بحلول عام 2015.

وأضاف بارتو، «منذ أن تم التوصل إلى السلام عام 2003، تمكنت الحكومة تدريجياً من عكس الاتجاه السلبي في تغطية المياه الذي تعانيه جمهورية الكونغو الديمقراطية منذ فترة بسبب الصراع والاضطراب»، مشيداً بهذا الإنجاز.

إلا أن البلاد شهدت وتيرة بناء كثيفة في السنوات الأخيرة، حسب المسؤول في البرنامج الأممي، واعتبرت من الأسرع في العالم، ولم يتزامن التركيز على العمران مع توفير خدمات المياه والصرف الصحي، ووجدت الدراسة التي أجراها برنامج التنمية أن مشكلة عدم كفاية توصيل المياه والصرف الصحي في المراكز الحضرية تفاقمت سريعاً في الكونغو، ويرجع ذلك إلى تقادم الشبكات وضعف طاقتها، جنباً إلى جنب مع تدهور مصادر المياه المهمة وتجمعات المياه مثل كما بحيرات «لكونغا» و«ندجيلي» التي تزود الملايين من الناس بمياه الشرب في كينشاسا.

ووفقاً لدراسة بعنوان «قضايا المياه في جمهورية الكونغو الديمقراطية ــ التحديات والفرص»، يتعين استثمار نحو 70 مليون دولار على مدى فترة خمس سنوات للمساعدة على تعزيز قطاع المياه وتحسين البنية التحتية الرئيسة.

وأوصت الأمم المتحدة بإدخال استراتيجيات مبتكرة، مثل الأنظمة التي تديرها المجتمعات المحلية في إمدادات المياه في المناطق الحضرية والحلول التقنية ذات الكلفة المنخفضة، بما في ذلك الاستفادة من المناطق الريفية واستغلال مياه الأمطار.

الطفل الذي يعيش في قرية كونغولية عرضة لشرب المياه الملوثة أربع مرات أكثر من شخص في المدينة. وتقول ممثلة منظمة الطفولة (اليونيسف) في الكونغو، بيريت فوثي، إن أكثر من مليوني طفل كونغولي تحت سنّ الخامسة، أو واحد من كل خمسة في تلك الفئة العمرية، يتعرضون للإسهال بشكل دائم، وفقاً للأرقام الصادرة عن إدارة الصحة في جمهورية الكونغو الديمقراطية.

وتضيف فوثي، «إن حقيقة أننا غير قادرين على توفير مياه الشرب النظيف لكل أسرة هو إهانة»، موضحة «يموت عدد كبير جداً من الأطفال، لأننا لا نقوم بواجبنا تجاههم، ويتم تجاهل وفاتهم».

في عام 1998، أصبحت جمهورية الكونغو الديمقراطية جزءاً مما يسمى الحرب العالمية الأولى في إفريقيا، في صراع نسب بين سبع دول إفريقية. هناك أسباب كثيرة وراء اندلاع الحرب، بما في ذلك النزاعات على المعادن، والمياه، والغذاء. وبعد انتهاء الحرب، أصبح الماء مورداً هزيلاً على نحو متزايد، بسبب انهيار البنية التحتية في جمهورية الكونغو الديمقراطية خلال القتال.

تويتر