خطوط التوزيع والصرف الصحي عمرها الافتراضي منتهٍ
سكان في كراتشي يعانون شحاً في مياه الشرب
يعد نقص الإمدادات المنتظمة من المياه النظيفة، من أبرز المشكلات التي يواجهها سكان مدينة كراتشي الباكستانية، حيث أثرت سلباً في كثير من الأنشطة الاجتماعية والاقتصادية. وتشير التقارير إلى أن إمدادات المياه غير كافية وملوثة، ولا تصلح للشرب.
ويحتاج سكان المدينة، البالغ عددهم 18 مليوناً، إلى إمدادهم يومياً بكميات كبيرة من المياه الصافية والصحية،ويتطلب الأمر زيادة توعية الناس، ورفع مستوى إدراكهم بأهمية الماء، وانتظام إمداداته وكيفية الاحتفاظ به.
فيما يؤكد خبراء في شؤون الصحة، أن ما لا يقل عن 30 ألفا، معظمهم من الأطفال، يموتون سنوياً نتيجة استهلاكهم المياه الملوثة.
ويتولى مجلس كراتشي للماء والصرف الصحي كل مسؤوليات توزيع إمدادات المياه، بما في ذلك التي يتم توزيعها بالسيارات والشاحنات الكبيرة، وإدارة شؤون المياه الفاقدة، ومياه الصرف الصحي، وشؤون الصيانة والمتابعة.
وتعود أزمة شح المياه إلى تقادم عمر شبكة التوزيع والإمداد وتهالك المضخات، واختلال التوازن بين الإمدادات الفعلية، والطلب الحقيقي على الماء، وعمليات تسرب المياه من أنابيب الإمداد والتوزيع، وسرقة كميات كبيرة منها، وتزايد الاعتماد على بائعين مستقلين.
وقال خبير مياه الشرب وشؤون تلوث المياه، ممتاز خاسخيلي: «اقترح الخبراء والمختصون حلولا عدة لمشكلة المياه في كراتشي، وتم نقلها إلى الحكومة لكن الجهود فشلت لأسباب غير معروفة».
ومما شكل ضغطاً كبيراً على زيادة الطلب على المياه، حركة التوسع والنمو في الأعمال والمشروعات التجارية الحكومية، والنمو في حركة التعمير والبناء وشق الطرق. وأكد أعضاء بمؤسسة هيسار للمجتمع المدني في كراتشي، أن 40% من مجمل إمدادات المياه تفقد من خلال أنابيب التوزيع وخطوط الإمداد، بينما يتم فقدان 25% أخرى بسبب سوء الاستهلاك، مثل الصنابير القديمة التي تسرب كميات كبيرة من الماء، واستهلاك كميات كبيرة في غسل السيارات وري الحدائق. وحسب أحد أعضاء المؤسسة، فإن الوصول إلى مصادر المياه أصبح عبئاً مالياً على الأسر ذات الدخل المنخفض، التي تجد نفسها تدفع سعر استهلاكها لماء الشرب 12 ضعفاً لسعر الكلفة، وفوق ما تدفعه الأسر ذات الدخل العالي. وتشكو ربة منزل من شرق كراتشي، أمينة بتول: «أصبحنا لا نحصل على الماء من الإمدادات الرسمية معظم الأوقات في السنوات الأخيرة، رغم أننا ندفع الرسوم والضرائب المقررة لمجلس كراتشي للمياه وخدمات الصرف الصحي»، مشيرة إلى أنها تضطر إلى دفع بين 500 حتى 600 روبية أسبوعيا، للحصول على حاجتها من الماء من شاحنات البيع.
وبسبب قلة أعمال الصيانة، فإن إمدادات المياه من البلدية والمرافق التابعة لها أصبحت غير كافية، ما زاد الطلب على شراء الماء من الشاحنات التي رفع أصحابها السعر، ليصبح 1,200 روبية لكل 1000 غالون، و2000 روبية لكل 2000 غالون.
ولا يقتصر نقص إمدادات المياه على السكان، بل يشمل أيضاً المصانع. ويقول صاحب مصنع للكيماويات في ضاحية كورانجي الصناعية، حاجي أحمد رضا، إنه يضطر لشراء الماء من شاحنات البيع، لسد حاجة المصنع، مقابل مبالغ بين 17 حتى 20 ألف روبية يومياً. وتعود خطوط أنابيب الإمداد والتوزيع والصرف الصحي إلى الستينات والسبعينات من القرن الماضي، أي أن عمرها الافتراضي انتهى فعلياً، ما يعني ان البنية الأساسية لشبكة المياه والصرف الصحي أصبحت متهالكة تماماً.