الحروب دمّرت البنية التحتية ومحطات ضخ الماء العذب

أفغانستان تعاني شحاً في المياه وجهلاً بالصرف الصحي

20% من السكان يتخلّصون من فضلاتهم في الأنهار التي يشربون منها.

أفغانستان.. كانت من البلاد المزدهرة ذات المدن الجميلة، والمحاصيل الغذائية الوفيرة والمياه الغزيرة، إلا أن كل ذلك - خصوصاً مياه الشرب - أصبح شحيحاً بفعل الحروب التي اجتاحت البلاد.

وأصبحت البنية التحتية، التي تزود الناس بالمياه النظيفة إحدى ضحايا هذه الحروب، ومع ذلك فإن الحرب ليست هي السبب الوحيد للأزمة، فهناك أسباب أخرى منها العوائق الجغرافية، وعدم الوعي الكامل بالمياه النظيفة والصرف الصحي.

ويبلغ عدد سكان أفغانستان 29 مليون نسمة، 79% منهم يعيشون في المناطق الريفية، و27% فقط يستطيعون الوصول إلى مصادر المياه النظيفة، وتنخفض هذه النسبة إلى 20% في المناطق الريفية، وهي النسبة الأدنى في العالم. ويبدو الوضع أكثر سوءاً إذا نظرنا إلى نسبة الأشخاص الذين يعانون الوصول إلى مرافق الصرف الصحي الحديثة، حيث تصل نسبتهم إلى 5% على الصعيد الوطني، و1% فقط في المناطق الريفية، ما يضع أفغانستان مرة أخرى في المرتبة الأسوأ في العالم في هذا الصعيد.

وفي كابول، التي يبلغ عدد سكانها ستة ملايين نسمة، فإن 80% منهم لا يستطيعون الحصول على مياه الشرب المأمونة، و95% يفتقرون إلى مرافق الصرف الصحي الحديثة.

واحد من أسباب كثيرة تمخضت عنها هذه الأرقام المروعة، وهو البنية التحتية التي تضررت أو تعرضت للدمار، بفعل سنوات من الحرب، امتدت من عام 1992 حتى 1996، وأدت إلى دمار معظم البنية التحتية للمياه، بما في ذلك محطات الضخ المستخدمة للحصول على المياه العذبة.

وفي 1996، استولت «طالبان» على أفغانستان، ما أدى إلى هدوء نسبي، ومع ذلك لم تبذل «طالبان» إلا جهداً قليلاً لإعادة بناء البنية التحتية في كابول وأماكن أخرى.

وفي 2001، تم طرد حركة طالبان من السلطة من قبل قوات التحالف، وظلت أفغانستان في حالة حرب منذ ذلك الحين، الأمر الذي جعلها منشغلة عن إعادة البناء.

وبما أن المواطنين الأفغان لا يستطيعون الوصول إلى مرافق الصرف الصحي الحديثة، فإن 20% من السكان يتخلصون من فضلاتهم في الخلاء، وغالبا في الأنهار التي يشربون منها.

الأغلبية العظمى من بقية السكان تستخدم المراحيض التقليدية، وتعتبر المراحيض خياراً أفضل من التغوط في العراء، لكنها مع ذلك ليست جيدة للغاية، لأن الفضلات تظل داخل نطاق المنزل، وعدم التخلص منها في الخارج يؤدي إلى نقل الأمراض والعدوى، حتى لو اضطر أصحاب المنزل إلى نقلها للخارج فلا توجد مرافق صرف صحي في البلاد بالوقت الراهن، وهذا يرجع إلى عوامل عدة، بينها إمدادات المياه المحدودة. وتدور نزاعات تاريخية بين أفغانستان وجيرانها على تدفق المياه من الأنهار الجبلية، التي تعد المصدر الرئيس للمياه فيها، ونظراً لموقعها الجغرافي، فإن الثلوج التي تذوب في فصل الصيف من جبالها تتدفق عبرها إلى آسيا الوسطى، وباكستان، وإيران.

وهناك بعض الخزانات لجمع هذه المياه، لكنها ليست كافية، وبعضها تعرض للتدمير في العقود الماضية، وبسبب عدم وجود الخزانات والقنوات الكافية، والبنية التحتية الجيدة فإن من 30 حتى 35% فقط من المياه القادمة من الجبال تظل في أفغانستان، ويبدو أنه طالما استمر القتال فلن يكون هناك تغيير يذكر، لأن تشييد السدود والممرات المائية يمكن أن يستغرق سنوات طويلة، ويتردد رجال الأعمال في استثمار المال في هذا المجال، خوفاً من مهاجمة المسلحين للمشروعات أو العمال.

وهناك بعض الدراسات التي تقول إن نصف الآبار الجوفية الحالية ستجف قريباً، وسيؤدي ذلك أيضا إلى شح المياه المطلوبة لري المحاصيل، ما ستنتج عنه أزمة في الغذاء، وفقدان المزارعين لمحاصيلهم.

تويتر