تحتل المرتبة التاسعة في قائمة «الأقل أمناً مائياً»
توقعات بأزمة مياه حادة في تركمانستان بحلول 2020
توقع خبراء أن تواجه تركمانستان أزمة حادة في المياه، بحلول 2020 إذا لم يتم اتخاذ التدابير الضرورية لمنعها.
وتأتي تركمانستان، في المرتبة التاسعة على قائمة البلدان الأقل أمناً في ما يخص المياه، وفق دراسة أجرتها شركة الاستشارات البريطانية «مابل كروفت» في 2010، في حين حلت أوزبكستان وباكستان في المرتبتين السادسة والسابعة.
وبهدف زيادة إمدادات المياه، بدأت تركمانستان هذا العام في بناء بحيرة اصطناعية في منطقة «غارشور» التي من شأنها جمع مياه الأمطار ومياه الصرف الصحي من المحافظات للتنقية وإعادة استخدامها.
وقال مهندس التخطيط في المشروع، كانغولي نيبسوف: «على مر العصور، كانت المياه دائماً نادرة هنا، والآن نحن أمام تحدي حفظها وتنقيتها وإعادة استخدامها».
فيما، قال المتخصص في تحسين جودة المياه في وزارة الموارد المائية، باتير قاراييف: «يتعين على تركمانستان اتخاذ كل السبل الممكنة لإيجاد المياه لضمان ري المراعي، ويمكننا الآن جمع المياه من التدفقات الطينية في حاويات صغيرة في سفوح كوبتاغ، وتخزين المياه في خزانات كبيرة على طول قناة كاراكوم 1445 كيلومتراً، والأنهار المختلفة، واستخدام هذا الاحتياطي للأغراض الزراعية».
وعلق قاراييف الآمال على الخزانات الموجودة قيد الإنشاء «رغم بطء عملية البناء»، للإسهام في استقرار إمدادات المياه إلى الأراضي الزراعية المسقية.
وتابع: «النقص الحاد في المياه يحدث خلال موسم الزراعة في الربيع وأثناء فصل الصيف شديد الحرارة، ويجب أن تشمل الزراعة مناطق كثيرة، ولكن لا يمكننا زرع بذور القطن في التربة الجافة».
وقال المتحدث باسم وزارة الموارد المائية، ألميرات أغانيازوف، إن «تبخر الماء من الخزانات والقنوات ذات الجدران الترابية أو تسربه في الرمال يعيق استغلال كميات المياه التي يتم تجميعها بصعوبة، كما أننا نفقد كثيراً من الماء أثناء التخزين والتسليم، وأكثر من ذلك خلال الري»، مضيفاً أن «السلطات تخطط لإضافة طبقة خرسانية للقنوات».
في غضون ذلك، بدأت السلطات التركمانية تحسين إمدادات المياه العامة، من خلال برنامج بناء الخزانات، وتنتج المحطات في المدن الرئيسة مياه الشرب النقية، لكن المشكلة الآن تكمن في تنقية وتحلية المياه في المناطق الريفية، حيث يعيش نصف السكان.
ويحذر مراقبون من أن شح المياه قد يؤدي في المستقبل القريب إلى نشوب نزاعات إقليمية بين دول آسيا الوسطى، لا علاقة لها بتفاوت مستوى النمو الاقتصادي بين هذه الجمهوريات، أو الخلافات السياسية بينها، بل يكون الحصول على مصدر المياه سبباً رئيساً لها.
وقال أحد سكان المنطقة ويُدعى يغشم دوشيموف: «عانينا كثيراً نقص مياه الشرب خلال العقود الماضية، ومن الماء المالح والشوائب الضارة، ولدى تركمانستان قدرة ضئيلة في ما يخص إدارة مصادر المياه، في الوقت الحاضر، شأنها شأن بلدان آسيا الوسطى الأخرى». ووفقاً لوزارة الموارد المائية، فإن نحو خُمس سكان البلاد فقط، يحصلون على مياه شرب نظيفة.
وأكد تقرير صادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة أن تعزيز التعاون بين البلدان التي تتقاسم مياه نهر أمو داريا، أطول أنهار وسط آسيا، يمكن أن يكون عاملاً أساسياً للسلام والأمن في المنطقة.
وقال المدير التنفيذي للبرنامج، أشيم شتاينر: «من منظور أمني فإن تغيرات المناخ والمياه والطاقة والزراعة تمثل المجالات الأساسية بالنسبة لهذا التقرير، لأنها تكشف احتمالات عدم الاستقرار، وحتى المواجهات مع انخفاض توفر المياه».