الماء تحوّل إلى سلعة نادرة باهظة الثمن
نقص مياه الشرب النظيفة مشكلة تؤرق إندونيسيا
يتوقع خبراء أن تواجه إندونيسيا أزمة نقص المياه النظيفة بحلول عام 2025، بسبب سوء إدارة المياه واستخدامها بشكل غير فعال.
وتسبب عدم التوازن بين الطلب على المياه والإمدادات المتوافرة في المشكلة التي وضعت ضغوطاً لا حصر لها على الموارد الطبيعية لتوفير المياه.
ومن المتوقع أن تصبح مصادر المياه أكثر محدودية، كما ستتراجع نوعيتها، ويعتبر الماء مصدراً متجدداً، لكن توافره ليس مضموناً على مدى السنوات المقبلة، وفي المناطق المختلفة، كما هي الحال بالنسبة لمتطلبات الكمية والنوعية.
تجربة اليابان يمكن أن تستفيد إندونيسيا من تجربة اليابان، التي نجحت في الحفاظ على نحو فعال على مياه الأمطار لسنوات عدة في ما يسمى «روجسون»، إذ يتم جمع مياه الأمطار على السطح وتخزينها في خزان، وتستخدم عند الحاجة. وإلى جانب المنازل استفادت الحكومة في اليابان من المباني العامة وخزانات مياه الأمطار أيضا. وأحد الأمثلة على ذلك هو «ريوكوغان» - الساحة الشهيرة، حيث تعقد بطولة مصارعة السومو الوطنية - فتصميم سقفها فريد من نوعه، ويتم استخدامه لتخزين مياه الأمطار بمساحة 8400 متر مربع. ويستخدم الماء المخزن في صيانة المبنى، وليس للشرب. |
وأثر النمو الاقتصادي والسكاني بشكل كبير في زيادة الحاجة إلى المياه، سواء من حيث الكمية أو النوعية، وأصبحت إندونيسيا أكثر تحضراً ونمواً اقتصادياً، وبالتالي نما الطلب على المياه بشكل كبير في المدن، وأصبح سلعة نادرة وباهظة الثمن نسبيا.
ولتلبية هذا الطلب العاجل، باتت الجهود للحفاظ على الموارد المائية، مثل المطر والماء على سطح الأرض، وأيضا المياه الجوفية ومخزون فصل الربيع، مطلباً أساسياً. ويتم تحديد نوعية المياه بناء على مصدرها، واستخدام هذا المصدر واحتمالات تلوثه جراء أنشطة الناس وأنماط الاستخدام.
لا تدخل المياه في الاستخدامات الشخصية للإنسان، لكنها عنصر أساسي أيضا في الصناعة والزراعة، فضلا عن أماكن الصيد والأنشطة الحضرية الأخرى، حسب التعريف العالمي فإن المدينة منطقة مختلفة عن القرية نظرا لحجمها، وكثافتها السكانية، واحتياجات البنية التحتية والقوانين المنظمة، بالإضافة إلى المياه الصالحة للشرب، وتتطلب المدن النموذجية المياه للاستخدام المنزلي والصناعي ولأغراض الري، وكذلك للعديد من الاستخدامات الأخرى.
وكل مدينة هي فريدة من نوعها من حيث نوع وكمية المياه المطلوبة، لذا يجب النظر في إمدادات المياه للناس في المناطق الحضرية على ضوء تركيبة متوازنة، وإذا فشلت المدينة في القيام بذلك، فلن تكون إدارة الموارد المائية مجدية، ويعتبر توفير المياه الصالحة للشرب، على وجه الخصوص، هو الأكثر أهمية بالنسبة للمدن.
في إندونيسيا، تشمل مصادر مياه الجريان السطحي من المطر، وأسطح الأراضي والمياه الجوفية، في البلدان ذات الأربعة مواسم، مثل اليابان، على سبيل المثال، الثلج هو مصدر المياه البديلة، على الرغم من وجود جبال «بابوا» في إندونيسيا، التي تغطي قممها الثلوج، إلا أن هذا المصدر المائي بعيد عن المناطق الحضرية. لذلك تعتمد إندونيسيا على مياه الأمطار كمصدر رئيس، خصوصاً أن الأمطار تهطل عليها بكميات كبيرة تراوح بين 1000 و4000 مليمتر سنوياً.
لكن في السنوات الأخيرة، خصوصا في 2012، ضرب الجفاف البلاد وأحدث خللا في إمدادات المياه فيها، وبات نقص المياه قضية رئيسة، إضافة إلى الفيضانات التي تتناوب مع فترات الجفاف. وكان هناك تصور عام في المناطق الحضرية، يتمثل في إهمال مياه الأمطار كمصدر للمياه، إذ غالبا ما تعتبر الأمطار الغزيرة سببا في حدوث فيضانات بدلا من كونها مصدر المياه. ويعبر رفقي (وهو طالب دراسات عليا في جامعة إندونيسيا)، عن مخاوفه من نقص المياه قائلاً «نعم، لدينا مشكلات بيئية خطرة، لاسيما في ما يتعلق بالمياه النظيفة، أعتقد أننا بحاجة لإعادة تنشيط مصادر المياه من البحيرات الصغيرة، وكذلك الأنهار وربما حتى المحيط».