الكساد يهدّد رياضة 2009
بدت الرياضة وكأنها أقل عُرضة للتأثر بالتقلبات في الأسواق المالية من الصناعات الأخرى، لكنها عانت هي الأخرى على الرغم من ذلك في 2008، وتواجه مستقبلاً صعباً مع زيادة المخاوف من كساد طويل الأمد، ربما يؤثر سلباً في كل القطاعات الاقتصادية.
وبات اعتماد الرياضة القوي على قطاعي السيارات والمال على المحك، ويشكك خبراء في ظهور علامات التعافي على هذا القطاع قبل .2010
وقال الرئيس التنفيذي لشركة «سبورت فايف» الاوروبية المتخصصة في التسويق الرياضي، ريتشارد وورث: «لايزال من المبكر الحديث عن الحجم الذي ستصل إليه أي مشكلة. قد تكون مشكلة مثل قطاع الإسكان أو القطاع المصرفي تستمر لستة أشهر أو 12 شهراً. قد تكون المشكلات أكثر في رياضات مثل الغولف أو بطولة العالم لسباقات (فورمولا 1)، لكنها لن تدوم». وكانت عقود الرعاية الأكثر تأثراً بتراجع الاقتصاد العالمي مع سعي الشركات والأسر على حد سواء لتقليص نفقاتها والتخلي عن الإنفاق غير الضروري.
وانسحبت هذا الشهر شركة «هوندا» اليابانية لصناعة السيارات من بطولة العالم لسباقات «فورمولا 1» بسبب الأجواء السيئة في صناعة السيارات، واقترح الاتحاد الدولي للسيارات إجراءات صارمة لخفض النفقات، بينها الاستخدام المحتمل لمحركات موحدة في .2010 كما انسحبت شركة «سوزوكي» اليابانية هي الأخرى من بطولة العالم للراليات هذا الأسبوع وتبعتها «سوبارو» بطلة العالم بعد يوم واحد.
وفي الولايات المتحدة تدرس رابطة لاعبي الغولف للمحترفين البحث عن بدائل لبعض الرعاة من شركات السيارات والمؤسسات المالية. وستشهد بطولات رابطة اللاعبات المحترفات العام المقبل عدداً أقل من البطولات مما كانت عليه في 2008، بينما عانى دوري البيسبول الاميركي، وسلسلة سباقات ناسكار للسيارات بسبب خفض الوظائف، وتراجع نسب الحضور في الملاعب والرعاة.
وزادت أزمة مجموعة التأمين الأميركية «ايه آي جي» ودعمها ضمن خطة الإنقاذ المالي من قبل الحكومة الاميركية المخاوف حول مستقبل العقد الهائل الذي يربط الشركة بنادي مانشستر يونايتد الانجليزي، والبالغ قيمته 56.6 مليون جنيه استرليني (83.6 مليون دولار). ويعد النادي الانجليزي واحداً من أكثر أندية كرة القدم في العالم نجاحاً في سياسات التسويق. وقال وورث «الشيء الوحيد المؤكد هو أن سوق الرعاية ستكون صعبة. وسيكون الأمر صعبا للغاية على القطاع المالي».
وتبدو عقود البث التلفزيوني في وضع أفضل في خضم الأزمة بسبب العقود طويلة الأجل ونسب المشاهدة العالمية، لكن محطات البث التي تعتمد على الإعلانات تشعر بوطأة الضغوط. وقال المدير التنفيذي لوكالة «ام.بي اند سيلفا» الإعلامية التي يقع مقرها في سنغافورة، اندريا رادريتزاني: «ستكون عقود الرعاية الأكثر تأثراً، بينما سيبدأ التأثير في عقـود البث التلفزيوني خلال فترة ثلاثة وستة أشهر».
ويتفق معظم المحللين على أن بطولات كرة القدم الكبرى التي يتابعها نحو 73% من سكان أوروبا ستكون بمنأى عن التداعيات السيئة للأزمة بسبب القاعدة الجماهيرية العريضة التي تتمتع بها حول العالم، لكن الأندية قد تضطر الى دفع ثمن ارتفاع مديونياتها.
وتتراكم على أندية الدوري الانجليزي وحده ديون تصل إلى ثلاثة مليارات جنيه استرليني (5.2 مليارات دولار) على كل مستويات اللعبة، وقال رئيس الاتحاد الانجليزي لكرة القدم، ديفيد ترايسمان، في اكتوبر الماضي إنه «لا يعتقد أن هناك مشكلات كبرى تهدد أياً من الأندية الكبرى». ونما حجم سوق كرة القدم في اوروبا إلى 13.6 مليار يورو (نحو 19 مليار دولار) في المجمل خلال موسم 2006 ـ 2007 بزيادة مليار كامل على العام السابق، حسب آخر تقرير سنوي لمؤسسة «ديلوا». ويتوقع أن تبقى أجور اللاعبين مرتفعة على الرغم من النداءات المتزايدة لتقليل الفجوة مع الأندية الصغرى، وتحسين المنافسة داخل الملعب وخارجه.
ومع سعي العائلات لتقليص إنفاقها بدأت مبيعات التذاكر تعاني. وعبر الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» عن قلقه من أن عدد الزائرين في نهائيات كأس العالم في جنوب افريقيا في 2010 قد يكون أقل من المتوقع.
لكن «ديلوا» لا تتوقع تأثيراً كبيراً في مبيعات التذاكر في كرة القدم في المدى القريب. وقال جونز «أتوقع أن تصمد الأندية على مدار الأشهر الستة المقبلة. يجب أن نصل إلى نقطة يائسة تماماً قبل أن يتوقف الأشخاص عن شراء التذاكر»، ولايزال الاهتمام بشراء الأندية قائماً أيضاً.