«قرش الصفقات» يثير الرعب في أوروبا
شكّل الأول من يونيو موعداً مهماً بالنسبة لعشاق نادي ريال مدريد الإسباني، لكنه كان أيضاً أكثر إزعاجا لرؤساء ومدربي الأندية الأوروبية مع وصول فلورنتينو بيريز لرئاسة النادي الملكي.
وإذا كانت عودة بيريز ستبعث التفاؤل في نفوس «المدريديين» لما شهده النادي في عهده من تفوق محلي وأوروبي لجيش النجوم الذي لعب للفريق آنذاك، فإن وصول رجل البناء، والسياسي السابق، لسدة الرئاسة، يعني ان على الأندية الأوروبية ان تنتظر وصول المفاوضين لتقديم إغراءات مالية للاعبيها الكبار من اجل حزم حقائبهم والتوجه الى مدريد.
وأصبح فلورنتينو بيريز أمس، بالتزكية رئيساً لريال مدريد وصيف بطل الدوري الإسباني، بسبب غياب منافسين له في الانتخابات الرئاسية التي كانت مقررة في 14 يونيو الجاري.
وبقي بيريز مرشحاً وحيداً في السباق للفوز بالرئاسة بعد انتهاء المهلة المحددة لتقديم الترشيحات في منتصف الليلة الماضية، وذلك بعد انسحاب المرشح خوان أونييفا، كما انسحب من قبله مرشحون آخرون لعدم استيفائهم الضمانات المالية المطلوبة.
وسيخلف بيريز في رئاسة ريال مدريد فيسنتي بالودا الذي تسلم المهمة بصورة مؤقتة منذ استقالة رامون كالديرون في يناير الماضي، على خلفية تهم تتعلق بتزوير الانتخابات التي فاز على أساسها برئاسة النادي عام .2006
وكان بيريز (62 عاماً) تولى رئاسة ريال مدريد في الفترة بين عامي 2000 و2006 خلفاً للورنزو سانز وحقق معه لقب الدوري مرتين، ودوري ابطال اوروبا مرة واحدة، والكأس السوبر الأوروبية، وكأس الانتركونتينتال (كأس العالم للأندية حالياً) والكأس السوبر الإسبانية مرتين، وضم عدداً من ابرز نجوم اللعبة كالفرنسي زين الدين زيدان والإنجليزيين ديفيد بيكهام ومايكل اوين والبرتغالي لويس فيغو والبرازيلي رونالدو.
ووصفت فترة رئاسة بيريز لريال مدريد بالناجحة في النصف الأول، والفاشلة في الثاني، بعد أن واصل شراء النجوم من دون النظر إلى حاجة الفريق لهم، وخصوصاً في خط المقدمة، وأغفل في الوقت نفسه الخطوط الأخرى لاسيما الدفاع.
نجح فلورنتينو في الفوز بولاية ثانية في انتخابات عام 2004 بنسبة 94.2٪ من عدد المصوتين من أعضاء النادي، لكنه استقال في 27 فبراير 2006 اثر فشل الفريق في تحقيق أي انجاز منذ احرازه الدوري عام ،2003 مع أن الفريق كان يمر يومها بانتعاشة اقتصادية بفضل سياسته التي تركزت على المال أكثر من كرة القدم.
ومنذ إعلان ترشحه للرئاسة، بدأت التكهنات والتوقعات تهطل من كل حدب وصوب لمعرفة نجوم الـ«سوبر ستار» الذين سينثرون إبداعاتهم على استاد سانتياغو برنابيو، لتتزامن مع تقارير صحافية اشارت الى ان فلورنتينو بيريز سينفق 200 مليون يورو حداً ادنى للتعاقد مع لاعبين جدد في حال فوزه بالرئاسة من اجل صنع فريق جديد يعود الى منصات البطولات.
ووضع بيريز الذي يملك ثروة تقدر بنحو 1.8 مليار دولار ويرأس مجلس ادارة شركة تضم 109 آلاف موظف وعامل، ويملك ايضا لائحة تتضمن عدداً من اللاعبين لاختيار بعضهم وفي مقدمتهم البرازيلي كاكا (ميلان الإيطالي) والبرتغالي كريستيانو رونالدو افضل لاعب في العالم عام 2008 (مانشستر يونايتد الإنجليزي) والفرنسي فرانك ريبيري (بايرن ميونيخ الألماني) والإسبانيان فابريغاس (أرسنال الإنجليزي) ودافيد فيا (فالنسيا الإسباني).
وأكد بيريز أن صانع العاب منتخب فرنسا السابق وريال مدريد من 2001 إلى 2006 زين الدين زيدان سيكون مستشاراً له، وقال في تصريح لإذاعة «كادينا سير» «تحدثت الى زيدان، سيكون مستشاراً للرئيس، سيساعدنا على مستوى تحسين سمعة النادي».
كما اعلن النادي الملكي أخيراً أنه توصل الى اتفاق مع التشيلي مانويل بيليغريني، مدرب جاره فياريال حالياً، يتولى بموجبه الإشراف على فريق العاصمة.
وتخوّفت الصحف الأوروبية من وصول بيريز الى رئاسة نادي ريال مدريد معتبرة انه لم يعد هناك أي لاعب او مدرب في مأمن من زوبعة الشائعات التي تتناولها وسائل الإعلام الإسبانية.
وفي هذا الصدد حذّر خوان لابورتا رئيس نادي برشلونة الإسباني نظيره من الاقتراب من «البارسا»، مشيراً الى ان لاعبي الفريق الكاتالوني لا مكان لهم الا في برشلونة، لكن بيريز رد بسخرية «لا اتذكر ان هناك اتفاقية بيننا تمنع ضم لاعبين من برشلونة».
واذا كان بيريز هو الأكثر قدرة على شراء اللاعبين على غرار مالك فريق تشلسي الإنجليزي، الروسي رومان ابراموفيتش، وتكرار ما فعله عام ،2000 فإن الأزمة المالية والاقتصادية التي ضربت العالم قد تجعل ريال مدريد في وضع قد لا يمكّنه من جذب هذا العدد الكبير من النجوم دفعة واحدة.
لاعبو مدريد يتطلعون إلى موسم ناجح في عهد القيادة الجديدة.أ.ف.ب