«الفراعنة» أبهروا «القارات»
انبهر الجمهور المصري والعربي بمستوى الفراعنة خلال لقائهم مع المنتخب البرازيلي في المباراة التي أقيمت أول من أمس، وانتهت لمصلحة الأخير 4/،3 في انطلاقة مباريات المجموعة الثانية لبطولة كأس القارات المقامة حالياً في جنوب افريقيا.
وشهدت المقاهي والكافتيريات في مختلف الإمارات ازدحاماً لحرص الجمهور على متابعة اللقاء الذي قدم فيه المصريون أداءً قوياً ومشرفاً نالوا عليه احترام الفنيين وبقية المنتخبات المشاركة في البطولة.
ولاقت مباريات كأس القارات اهتماماً كبيراً من محبي الساحرة المستديرة، الذين وجدوها فرصة كبيرة للهروب من ملل الصيف وغياب النشاط الرياضي على مستوى العالم بسبب توقف المسابقات.
لاعبو مصر فخورون بمقارعة البرازيل أعرب معظم لاعبي منتخب مصر لكرة القدم عن فخرهم بعد مقارعة نظرائهم البرازيليين في مباراة مثيرة ودراماتيكية في أحداثها، انتهت بفوز البرازيل 4-3 أول من أمس في بلومفونتين في افتتاح منافسات المجموعة الثانية ضمن كأس القارات المقامة حالــيا في جنــوب افريقيــا. وشهدت المباراة تقلبات عدة، خصوصاً أن المنتخب المصري قلب تخلفه 1-3 في نهاية الشوط الاول الى تعادل 3-3 في الدقيقة 56 قبل ان يسجل كاكا هدف الترجيح من ركلة جزاء في الوقت بدل الضائع تردد الحكم الانجليزي في منحها قبل أن يعلمه الحكم الرابع بصحة المخالفة. وقال حارس المرمى عصام الحضري «كان هدفنا أن نثبت للجميع اننا منتخب قوي على الرغم مما حصل في المباراة ضد الجزائر (1-3) في تصفيات كأس العالم». وأضاف «لقد برهنا على روح الفريق والوحدة التي تسود صفوفه، وقف المنتخب المصري نداً عنيداً لنظيره البرازيلي، بل تفوقنا عليه في بعض فترات المباراة». وتابع «لا يمكن لوم أحد على هذه الخسارة، بل يجب توجيه الشكر لجميع اللاعبين الذين أبلوا بلاء حسناً طوال الدقائق التسعين لكن الحظ لم يحالفنا في الخروج ولو بنقطة واحدة كنا نستحقها».بلومفونتين-أ.ف.ب |
وتفاعل الجمهور مع الأهداف الثلاثة التي سجلها المنتخب المصري في مرمى سحرة البرازيل وبدت فخورة بأدائه وموهبة اللاعبين، وقدرتهم على الصمود أمام أحد أقوى منتخبات العالم. وأبدت إعجابها الشديد بنجم المنتخب وفريق بروسيا دورتموند الألماني محمد زيدان الذي حصل على جائزة أفضل لاعب في المباراة بعد تفوقه على نجوم السامبا كاكا وروبينو.
وأكد عدد من أبناء الجالية المصرية، أن أداء المنتخب أمام البرازيل كان مفاجئاً خصوصاً أن الفراعنة لم يظهروا بالصورة المطلوبة في مواجهتهم السابقة أمام الجزائر التي خسروها 1/3 ضمن تصفيات كأس العالم .2010
وأعادت بطولة العالم للقارات ذكريات بطولة الأمم الإفريقية التي أقيمت في يناير 2008 في غانا، والتي نجح المنتخب المصري خلالها في الفوز بها.
وأسهم وجود منتخبين عربيين في البطولة في زيادة الاهتمام بها، الأمر الذي دفع الكثيرين من أنصار المنتخبين العربيين الى تجديد اشتراكاتهم في قناة «إي.آر.تي» التي حصلت على حق نقل المباريات حصرياً على شاشتها.
كما شهدت المنتديات الرياضية تعليقات كثيرة حول مباراة مصر والبرازيل، حيث أشاد روادها بطريقة لعب الفراعنة وخطة اللعب التي انتهجها المدير الفني لمنتخب مصر حسن شحاتة، وباللاعبين الذين شاركوا في المباراة.
وطلب أحد أنصار فريق العين على موقع الهدف من إدارة ناديه، التعاقد مع لاعب المنتخب المصري أحمد عيد عبدالملك صاحب القميص رقم 10 الذي شارك في الشوط الثاني بدلا من قائد منتخب مصر أحمد حسن. وأكد أن لاعبي المنتخب المصري كانوا أفضل من البرازيل، والطرف الأفضل في المباراة. وكانت الأندية المصرية المنتشرة في الدولة قد استعدت لمباراة مصر والبرازيل بطريقة رائعة، حيث أعدت شاشات عرض كبيرة للجماهير، إضافة الى تزيين الأندية بالعلم المصري ووضع الصور الفوتوغرافية للفريق المصري وللاعبين في جوانب النادي. وقال صاحب أحد المقاهي محمد الكعبي، إن «حرارة الجو وارتفاع الرطوبة لم يمنعا محبي كرة القدم من الحضور في المقهى ومتابعة مباريات البطولة وتشجيع الفريقين المصري والعراقي بحماسة شديدة». وأكد أن «البطولة أسهمت في إعادة أجواء كأس العالم، وفي زيادة الإقبال على التردد على المقاهي من قبل جمهور الجاليات المصرية والعربية».
زيدان نسخة عربية خالصة للفرنسي زيزو
سجل صانع الألعاب الفرنسي «الجزائري الأصل» زين الدين زيدان عام 1998 هدفين في مرمى منتخب البرازيل ليقود منتخب بلاده إلى إحراز اللقب العالمي، وبعد 11 عاماً تقريباً سجل لاعب آخر يحمل اسم العائلة نفسه هو المصري محمد زيدان هدفين أيضا في مرمى ابطال العالم خمس مرات.
لقد أتى الجمهور الى ملعب «فري ستايت ستاديوم» في مدينة بلومفونتين لمشاهدة نجوم السامبا وعلى رأسهم كاكا وروبينيو، لكن محمد زيدان الذي يلعب في صفوف بوروسيا دورتموند الألماني خطف الأضواء من هؤلاء، ليس فقط بتسجيله الهدفين بل لأنه قدم أداء رائعا وأقلق راحة الدفاع البرازيلي طوال الدقائق التسعين فاستحق عن جدارة نيل جائزة أفضل لاعب. كان جميع النقاد يعتبرون أن المنتخب المصري سيفتقد الفاعلية في خط الهجوم نظرا لغياب مهاجميه الأساسيين عمرو زكي وأحمد حسام «ميدو» بداعي الاصابة، لكن زيدان قام ببراعة بسد الثغرة التي تركها لاعبا الدوري الانجليزي وحمل المنتخب المصري على أكتافه. وجاء الهدف الأول لزيدان المولود في 11 ديسمبر عام 1981 في بورسعيد، عندما توغل في المنطقة في غفلة من الدفاع البرازيلي ليستثمر كرة عرضية برأسه داخل شباك الحارس جوليو سيزار، قبل ان يضيف الثاني في الشوط الثاني بعد تمريرة بينية رائعة من محمد أبوتريكة فسبق لوسيو اليها وأطلق كرة قوية بيسراه عانقت شباك البرازيل. بيد ان هدفي زيدان لم يكونا كافيين حتى لخروج منتخب بلاده متعادلاً مع البرازيل حاملة اللقب، لأن الأخير حسم المباراة لمصلحته في الوقت بدل الضائع من ركلة جزاء ترجمها بنجاح نجمه كاكا. وقال زيدان «من المؤسف انه لم نتمكن من المحافظة على التعادل لكننا قدمنا مباراة كبيرة وأثبتنا قدرتنا على الوقوف في وجه افضل المنتخبات العالمية وأن الكرة الافريقية قادمة بقوة في المحافل الدولية». وأضاف «كنا نستحق التعادل على الأقل قياسا بالفرص التي سنحت لنا في ربع الساعة الأخير». وعن ركلة الجزاء الدراماتيكية قال زيدان «لا شك أنها ركلة جزاء لأن الكرة لمست يد اللاعب المصري، لكن وجهة نظري أن الحكم احتسبها ركلة ركنية وكذلك مساعده قبل ان يعود عن قراره بناء على معلومات أتته من الحكم الرابع وهذا امر غير مسبوق».
ولا شك أن الهدفين سيسهمان في فتح عيون كشافي أكبر الاندية الاوروبية على زيدان لأن تسجيل ثنائية في مرمى المنتخب البرازيلي ليس في متناول الجميع، كما ان المهاجم المصري أثبت علو كعبه في مواجهة مدافعين مخضرمين امثال لوسيو وجوان اللذين خاضا العديد من المباريات الدولية وشاركا في بطولات قارية وعالمية كثيرة. وقال زيدان في هذا الصدد «إنه شعور شخصي عظيم ان أسجل هدفين في مرمى البرازيل، بيد ان الفرحة لم تكتمل». وأوضح «بالطبع سيساعدني الهدفان على تثبيت اسمي لأن الملايين كانوا يتابعون هذه المباراة حول العالم ولقد تلقيت التهنئة من زملائي في صفوف فريقي بوروسيا دورتموند». وكشف «الهدفان سيزيدان المسؤولية علي ايضا لكنني مصمم على تطوير مستقبلي وسأعمل جاهداً في هذا الاتجاه». وكان زيدان قاب قوسين أو أدنى من الانضمام الى المنتخب الدنماركي الاول عندما استدعي الى صفوفه عام 2004 كونه يحمل الجنسية، حيث عاش لفترة ست سنوات هناك ولعب لأندية محلية، بيد أنه لبى نداء الواجب الوطني في النهاية. وكادت مسيرة زيدان الدولية تنتهي مبكرا لأنه رفض الانضمام الى صفوف المنتخب المصري المشارك في نهائيات كأس الأمم الإفريقية عام 2006 التي استضافتها بلاده بسبب عدم الاحترافية في الجهاز الفني للمنتخب بقيادة حسن شحاتة بحسب قوله، كما ان الاتحاد المصري لم يفاتحه في الأمر بل أرسل فاكساً الى الاتحاد الالماني يعلمه فيه بنيته ضمه الى صفوف المنتخب. وأدى هذا الامر الى فتور في العلاقة بينه وبين شحاتة الذي أعلن في ابريل عام 2006 أنه لن يستدعي زيدان الى صفوف المنتخب طالما هو المدرب، قبل ان يعود الاخير عن قراره باستبعاده ويضمه الى صفوف المنتخب. وخاض زيدان اول مباراة دولية له ضد بوروندي في تصفيات كأس أمم افريقيا عام 2008 وسجل فيها بعد مرور خمس دقائق فقط، كما شارك في صفوف المنتخب الفائز بهذه البطولة وضرب بقوة في المباراة الافتتاحية عندما سجل ثنائية رائعة في مرمى الكاميرون
|
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news