أسود الرافدين يفشلون في التهام نيوزيلندا
خرج المنتخب العراقي من الدور الاول لبطولة كأس القارات بسقوطه في فخ التعادل السلبي مع نظيره النيوزيلندي، أول من أمس، في جوهانسبورغ في الجولة الثالثة الاخيرة من منافسات المجموعة الاولى في الدور الاول ضمن كأس القارات الثامنة لكرة القدم المقامة حاليا في جنوب افريقيا.
وانتهت المبارة الثانية في المجموعة بفوز اسبانيا على جنوب افريقيا المضيفة 2-صفر، لكن الاخيرة رافقتها الى الدور الثاني بحلولها ثانية.
وجمعت اسبانيا تسع نقاط من تسع ممكنة مقابل أربع لجنوب افريقيا واثنتين للعراق ونقطة واحدة لنيوزيلندا هي الاولى لها في ثلاث مشاركات في هذه البطولة.
وكانت الفرصة سانحة امام المنتخب العراقي للفوز على نيوزيلندا، اضعف فرق المجموعة، بعد سقوطها الكبير امام اسبانيا صفر-5 ،ثم جنوب افريقيا صفر-،2 بيد ان اسود الرافدين لم يستغلوا الفرصة بهزيمة جنوب افريقيا في المباراة الثانية، فخرجوا من الدور الاول بعد ان فشلوا في التسجيل على مدى 270 دقيقة، حيث تعادلوا مع جنوب افريقيا سلبا في المباراة الافتتاحية، ثم خسروا بصعوبة امام اسبانيا بهدف يتيم.
واستدعى مدرب العراق الصربي بورا ميلوتينوفيتش التشكيلة نفسها التي اعتمدها في المباراة الاولى ضد جنوب افريقيا، بعد ان اراح ابرز لاعبيه ضد اسبانيا في المباراة الثانية، ابرزهم يونس محمود بسبب اهمية المباراة التي تعتبر مفتاح التأهل.
المباراة في سطور
العراق - نيوزيلندا ،صفر-صفر
--الملعب: ايليس بارك --الجمهور: نحو 5000 متفرج --الحكم: الانجليزي هاورد ويب --الانذارات: نيوزيلندا: تيم براون «35» --تشكيلة المنتخبين: --العراق: محمد كاصد- محمد علي كريم وباسم عباس وسلام شاكر وعلي حسين رحيمة- نشأت اكرم وهوار ملا محمد (فريد مجيد، 46) وكرار جاسم ومهدي كريم (صالح سدير، 66)- يونس محمود وعماد محمد (علاء عبدالزهرة، 62). --نيوزيلندا: غلين موس- ارون سكوت وطوني لوكهيد وايفان فيسيليتش وبن سيغموند (اندي بوينز، 73)- سايمون ايليوت وتيم براون وليو بيرتوس وجيريمي بروكي (جيريمي كريستي، 69)- شاين سميلتز وكريس كيلن. |
وبدا واضحا تصميم المنتخب العراقي على الخروج بنقاط المباراة الثلاث، فضغط على مرمى منافسه منذ البداية وكاد يفتتح التسجيل عبر عماد محمد الذي سدد كرة رأسية ارتطمت بالارض وحطت على الشباك من الاعلى «7»، ثم انفرد يونس محمود بالحارس غلين موس وحاول رفع الكرة من فوقه، لكن الاخير نجح في التصدي لها «10».
وبدأت نيوزيلندا تدخل اجواء المباراة تدريجيا وسنحت لها فرصة خطيرة عندما وجد ليو برتوس نفسه في مواجهة الحارس محمد كاصد، لكنه سدد خارج الخشبات الثلاث مضيعا فرصةً لا تهدر «15»، وتسديدة اخرى رأسية لبن سيغموند مرت بجانب القائم الايمن للمرمى العراقي «17».
وتراجع اداء المنتخب العراقي في الوقت الذي دانت فيه السيطرة لنيوزيلندا التي لم تستغل ركلات ركنية متتالية، وتابع سمليتز كرة رأسية اثر تمريرة من برتوس مسحت القائم الايسر «30»، واخرى مماثلة لكريس كيلين ارتمى عليها الحارس كاصد (33).
ولم تتحسن الامور في الشوط الثاني حيث انحصر اللعب في معظم الفترات في منتصف الملعب مع غياب الفرص الخطرة على المرميين.
وحاول المنتخب العراقي الذي اجرى مدربه تغييرا في مطلع الشوط الثاني باشراك فريد مجيد مكان هوار ملا محمد ان يبادر الى الهجوم، لكن لاعبيه تميزوا بالتسرع عند حدود منطقة الجزاء.
وسنحت فرصة للعراق عندما تطاول علاء عبدالزهرة الذي نزل في منتصف الشوط الثاني، برأسه لكرة ذهبت فوق العارضة «65»، ثم رمى بورا باخر اوراقه باشراك صالح سدير، واطلق كرار جاسم كرة عشوائية عالية «70».
وبعد كر وفر من الفريقين، تلقى عبدالزهرة كرة متقنة من يونس محمود داخل المنطقة فتخطى احد المدافعين وانفرد بالحارس موس وسدد باتجاه المرمى لكن كرته اصطدمت برأس الحارس الذي انقذ الموقف «85»، وكانت آخر فرصة عراقية من ركلة حرة انبرى لها سدير فوق العارضة «87».
بورا: حققت أكبر المعجزات مع العراق
ربما تعود شهرة المدرب الصربي بورا ميلوتينوفيتش والمشهور باسم «صانع المعجزات» إلى أنه قاد خمسة منتخبات مختلفة إلى المشاركة في نهائيات كأس العالم، لكنه يرى أنه حقق أكبر معجزة مع المنتخب العراقي لكرة القدم. وقاد ميلوتينوفيتش أربعة منتخبات لتجاوز الدور الأول من كأس العالم، وهي منتخبات المكسيك وكوستاريكا وأمريكا ونيجيريا في أعوام 1986 و1990 و1994 و1998 على الترتيب، لكنه أخفق في تحقيق ذلك فقط مع المنتخب الصيني في بطولة عام .2002
وفي أبريل الماضي عين ميلوتينوفيتش مدربا للمنتخب العراقي بطل آسيا، بعقد لفترة قصيرة يسند إليه مهمة تدريب الفريق في كأس القارات 2009 بجنوب إفريقيا. وقبل خوض المنتخب العراقي أولى مبارياته تحت قيادة الصربي-المكسيكي ميلوتينوفيتش، قال المدرب إنها مهمة صعبة. وأضاف «ربما يكون أكبر تحد أواجهه في مسيرتي». لكنه أشار إلى أنه رغم ذلك ، لم يتردد في تولي المهمة. وقال «عندما جرى استدعائي لتدريب العراق، شعرت بسعادة كبيرة بسبب الجماهير العراقية. قضيت أياماً عدة في بغداد ورأيت الشغف بكرة القدم وقررت إبقاء البسمة على وجوههم». وأكد أنه أدرك الولاء الشديد للاعبي المنتخب العراقي تجاه بلادهم. وقال «أعجبت بهم لذلك. أدركت أنه رغم كل الأزمات في العراق، يعقد اللاعبون العزم في إدخال قدر من البهجة على شعبهم بتقديم أداء جيد». وانتهت مهمة ميلوتينوفيتش فعلياً مع المنتخب العراقي بانتهاء مشوار الفريق في كأس القارات وخروجه أول من أمس من دور المجموعات. وكان المنتخب العراقي بحاجة إلى الفوز على نظيره النيوزيلندي على ملعب «إليس بارك» في جوهانسبورغ أو ل من أمس، بالإضافة إلى هزيمة المنتخب الجنوب إفريقي أمام أسبانيا، كي يتأهل العراق إلى الدور قبل النهائي. ورغم أن المنتخب الأسباني نجح في التغلب على منتخب جنوب إفريقيا المضيف 2/صفر ، أخفق المنتخب العراقي في هز شباك نيوزيلندا وتعادل سلبيا لينتهي مشواره في البطولة باحتلال المركز الثالث في المجموعة الأولى. لكن ميلوتينوفيتش اعتبر المشوار القصير للمنتخب العراقي بمثابة نجاح كبير بالنسبة له كمدرب. وصرح لوكالة الأنباء الألمانية «د.ب.أ» قائلا «إنها أكبر معجزة لي، حقاً». وأوضح فى تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية «د.ب.أ.»: «الفريق أبلى بلاء حسنا، ومن المستحيل أن أشعر بخيبة أمل من ذلك. قضيت أسابيع قليلة فقط مع المنتخب انتقلنا خلالها إلى دولة أخرى للاستعداد قبل البطولة». وأضاف «لقد قدموا أفضل مجهود، وقاموا بواجبهم. لن أبحث عن أي مبررات. فهم أخفقوا في التسجيل أمام نيوزيلندا ، وكان هذا هو الشيء الوحيد». وقال ميلوتينوفيتش (64 عاما)، الذي لعب بجوار شقيقيه في بارتيزان بلغراد الصربي قبل الانتقال إلى موناكو الفرنسي، إنه لم يندهش من الإجهاد الذي بدا على لاعبي العراق في نهاية المباراة أمام نيوزيلندا.وأضاف «عندما تخوض ثلاث مباريات صعبة خلال سبعة أيام، لا بد وأن تشعر بالإجهاد. من المستحيل ألا تشعر بالإجهاد. لقد قاموا بعمل مذهل حقا، وأشعر بالفخر بهم». وأشار إلى أنه أدرك خيبة أمل اللاعبين، رغم أنه أكد لهم أنه لا داعي لذلك. وقال المدرب الصربي «هنأتهم ، لقيامهم بعمل رائع. لقد قدموا كل ما بوسعهم ، ولم يكن ذلك سهلا بالنسبة لهم. لكنني ليس بوسعي شيء آخر ، فعقدي قد انتهى». وقال ميلوتينوفيتش إنه يتطلع الآن إلى الاستمتاع بالبطولة في جنوب أفريقيا بشكل مختلف ، من خلال متابعة بعض الفرق الأخرى.
بورا: المشوار القصير مع المنتخب العراقي نجاح كبير لي.
|