الشارع المصري يستقبل «الفراعنـــــــة» بالورود

تواصلت ردود الأفعال الغاضبة بعد الشائعات الكثيرة التي طالت عدداً من لاعبي المنتخب المصري اثناء وجودهم في جنوب افريقيا للمشاركة في كأس القارات، بعد أن اتهمت إحدى الصحف المحلية في جوهانسبرغ عدداً منهم بالتورط في فضيحة أخلاقية ليلة مباراة إيطاليا التي انتصر فيها المنتخب المصري بهدف لصفر. وفي مصر اعتذرت وسائل الإعلام التي روجت لهذه الشائعات عن إساءتها للاعبين وللمنتخب، واعترف الإعلامي عمر الدين اديب مقدم برنامج «القاهرة اليوم» بانه أخطأ في حق اللاعبين عندما ردد ما تناولته صحف جنوب افريقيا عن قيام بعض اللاعبين باصطحاب فتيات الى غرفهم في مقر إقامتهم بجنوب افريقيا. وقال أديب إنه تعامل مع الموضوع بعقلية مشجع المنتخب المصري وليس بعقلية الإعلامي، وعبر عن أسفه للمشاعر السلبية التي طالت عائلات وأقارب اللاعبين من جراء ما حدث.

وحظيت بعثة المنتخب لدى وصولها الى مطار القاهرة الدولي قادمة من جنوب افريقيا باستقبال رسمي وشعبي كبير، وكان في استقبال البعثة جمال مبارك نجل الرئيس المصري ورئيس لجنة السياسات في الحزب الحاكم، وحسن صقر رئيس المجلس القومي للرياضة، إضافة الى اعداد كبيرة من الجماهير.

وعقد المدير الفني لمنتخب الفراعنة حسن شحاتة مؤتمراً صحافياً عقب وصوله مطار القاهرة الدولي أكد فيه استمراره في قيادة المنتخب وعدم الاعتذار عن مهامه. ومن جانبه أكد رئيس اتحاد كرة القدم المصري سمير زاهر ان اتحاد الكرة متمسك بحسن شحاتة وبجميع اللاعبين.

وذكرت الصحافة المصرية ان السفارة المصرية في جنوب إفريقيا قامت بمقاضاة صحيفتين بجنوب إفريقيا قامتا بنشر أخبار غير موثقة عن قيام خمسة لاعبين من المنتخب المصري باصطحاب فتيات الى غرف النوم عقب فوز مصر على ايطاليا بهدف دون رد في المباراة التي جمعتهما ضمن الجولة الثانية من الدور الأول. وقال كابتن المنتخب المصري احمد حسن ان جنوب افريقيا تعاني من مشكلات امنية كبيرة، وان الصحافة في هذا البلد أرادت أن تغطي على هذا الخلل الأمني أمام متابعي البطولة والاتحاد الدولي لكرة القدم باختلاق حادثة فتيات الليل.

معارك فضائية
وشهدت الساعات القليلة الماضية معارك فضائية بسبب حادثة جنوب إفريقيا، ودافع مقدمو البرامج المسائية عن اللاعبين وعن المنتخب الوطني. وكان الفريق المصري قد تمكن في مباراته الأولى في البطولة من تسجيل ثلاثة اهداف في مرمى المنتخب البرازيلي في المباراة التي انتهت لصالح البرازيل بنتيجة 4/.3 ويعد المنتخب المصري الوحيد في العالم الذي نجح في هز شباك البرازيل ثلاث مرات في مباراة واحدة منذ ثلاث سنوات، وبالتحديد منذ ان تولى دونغا قيادة منتخب السامبا.

صدمة من سيناريو الخروج وجد في النادي المصري بدبي العديد من القنوات الفضائية الرياضية التي حضرت خصيصاً لمتابعة أصداء المباراة الأخيرة للفراعنة أمام أميركا والتي كان يُتوقع فيها فوز سهل لمصر، فقد حظيت هذه المباراة بتغطية واسعة من قبل مختلف وسائل الإعلام. وقال علاء يوسف وهو أحد مشجعي المنتخب المصري: «كنت حريصاً على اصطحاب أسرتي الى النادي المصري للاحتفال بفوز المنتخب على أميركا والتأهل الى الدور الثاني من المونديال، لكننا خرجنا بصدمة ولم نكن نتوقع ان يخسر فريقنا بهذه الطريقة وتهتز شباكه بثلاثة أهداف». وبخصوص اتهامات صحف جنوب إفريقيا للاعبي المنتخب المصري رفض كمال صابر ادعاءات هذه الصحف، وطالب الاعلام الرياضي العربي بالتعامل مع خروج المنتخب بصورة مهنية بعيدة عن التجريح او توجيه الاتهامات الباطلة. ووصف احمد شريف خسارة المنتخب بالصدمة، وحمّل الجهاز الفني واللاعبين مسؤولية ما حدث. وأكد انه كان يستعد مع عائلته للاحتفال في شوارع دبي، لكن الهزيمة المفاجئة فرضت عليه العودة الى المنزل عقب نهاية المباراة والنوم مبكراً.

وفي مباراته الثانية في البطولة حقق الفريق المصري المفاجأة ونجح في الفوز على ايطاليا بهدف نظيف، وبات الفريق المصري هو المنتخب الإفريقي والعربي الوحيد في تاريخ كرة القدم الذي يفوز على ايطاليا في مباراة رسمية. لكن الفراعنة لم يواصلوا عروضهم القوية وظهروا في مستوى باهت خلال المباراة الثالثة امام اميركا وخسروا بثلاثة اهداف دون رد، ولم يقدم الفريق او اللاعبون العرض المنتظر منهم وظهروا في حالة فنية وبدنية وتكتيكية اقل من المتواضعة.

ورغم الحزن الشديد على الخسارة والخروج من البطولة الا ان مشجعي المنتخب المصري طالبوا وسائل الإعلام المختلفة بعدم التهويل والمبالغة في التقليل من شان المنتخب المصري. ورفض انصار المنتخب التشكيك في أخلاق اللاعبين. وكانت وسائل اعلام ايطالية وأوروبية قد أطلقت على المنتخب المصري عقب فوزه على ايطاليا لقب «منتخب الساجدين»، نظراً لقيام لاعبي الفريق بالسجود شكراً لله عقب كل هدف يسجله الفريق. وأكد مشجعو المنتخب المصري ان الفريق لم يقصر في البطولة وقدم مباريات قوية وكان نداً رائعا امام منتخبي البرازيل وايطاليا اللذين يعدان أقوى منتخبين في العالم.