مباراة مصر والجزائر تخرج من المستطيل الأخضر

جماهير مصر والجزائر تحبس أنفاسها قبل انطلاق المبارة الحاسمة.                    أ.ف.ب

باتت مباراة كرة القدم التي ستجمع مصر مع الجزائر يوم 14 نوفمبر الجاري باستاد القاهرة الدولي حديث الشارع العربي. ونالت المباراة اهتماماً كبيراً من قبل كل وسائل الإعلام العربية والعالمية، ووصفتها صحيفة الـ«غارديان» البريطانية بمباراة الكراهية، وقالت عنها شبكة الـ«سي إن إن»، إنها مباراة سياسية وثقافية. وتسيطر أجواء التوتر والقلق والاتهامات المتبادلة على المباراة، التي تعد قمة إفريقية وعربية بامتياز.

ووجه أطباء مصريون وجزائريون نداء إلى مرضى القلب والضغط، وطالبوهم بعدم التوجه إلى ملعب المباراة حتى لا يتعرضوا لأزمات قلبية وارتفاع مفاجئ في ضغط الدم، ونصحوهم بعدم التأثر بالشحن الزائد المصاحب للمباراة. وبسبب المباراة التي يحتاج فيها المنتخب المصري إلى الفوز بفارق ثلاثة أهداف حتى يضمن التأهل، ذكرت صحف مصرية أن سيدة مصرية تركت منزل زوجها الجزائري بعد أن أصر الزوج على ترشيح منتخب بلاده للفوز بالمباراة، وأصرت الزوجة على أن بطاقة التأهل ستكون من نصيب منتخب الفراعنة، وأمام عناد الزوجين قامت الزوجة بترك المنزل والعودة إلى أهلها.

خارج الحدود

ولم يقتصر الاهتمام بالمباراة على مصر والجزائر فقط، بل وصل الاهتمام بها إلى بقية العواصم العربية. ودخل السياسيون والفنانون في الوطن العربي على خط المباراة، حيث أعلنت المطربتان هيفاء وهبي ونانسي عجرم تأييدهما للمنتخب المصري، في حين قالت المطربة الجزائرية وردة والمطرب الجزائري الشاب خالد أنهما يتمنيان أن يجد منتخب الخضر مساندة كبيرة وقوية من معظم الفنانين العرب. وقرر المطربان المصري محمد منير والجزائري الشاب خالد إقامة حفل فني كبير قبل يومين من موعد المباراة، بهدف تهدئة الأجواء المتوترة بين جمهور البلدين، ونبذ التعصب، والدعوة للروح الرياضية والتسامح بين الجمهورين.

ويلعب المنتخبان العربيان في المجموعة الثالثة التي تتصدرها الجزائر برصيد 13 نقطة، وتأتي مصر في المركز الثاني برصيد 10 نقاط،وزامبيا في المركز الثالث برصيد أربع نقاط، وروندا في المركز الرابع والأخير برصيد نقطة واحدة. وتخوض الجزائر المباراة بأكثر من فرصة، حيث تحتاج الى الخسارة بفارق هدف واحد أو التعادل أو الفوز بأي نتيجة حتى تتأهل إلى مونديال جنوب إفريقيا، بينما ليس أمام مصر سوى الفوز بفارق ثلاثة أهداف للتأهل بشكل مباشر إلى النهائيات، وفي حالة فوز مصر بفارق هدفين فقط فإن المنتخبين سيلتقيان في مباراة فاصلة تقام في السودان يوم 18 نوفمبر الجاري، وكانت المباراة الأولى التي أقيمت في الجزائر قد انتهت بفوز منتخب الخضر على الفراعنة بنتيجة 3/.1

وتتميز لقاءات مصر والجزائر بالتوتر، ودائماً ما يصاحبها تعصب وانفعال من الطرفين، وفي المباراة الأخيرة التي جمعت المنتخبين في الجزائر والتي أقيمت في مايو الماضي تدخل العالم الإسلامي الدكتور يوسف القرضاوي من أجل تهدئة الجماهير في البلدين، وأصدر بياناً قال فيه إن المباراة فرصة للمحبة والإخاء، وليس الكراهية والعداوة، وذكرهم ان الفريقين سيخوضان مباراة في كرة القدم وليس معركة حربية، وناشدهم التحلي بالسلوك القويم والبعد عن التعصب والعنف. وفي مصر أصدرت وزارة الخارجية المصرية بياناً قبل يومين أكدت فيه العلاقة الطيبة التي تربط مصر بالجزائر، وطالب البيان جماهير المنتخبين بالهدوء، وحمل وسائل الاعلام في البلدين مسؤولية التصعيد الكبيرة والتوتر القائم بين المنتخبين. وتدخل وزير الاعلام الجزائري عزالدين ميهوبي، ورئيس المجلس القومي للرياضة المصرية حسن صقر والتقيا بوفدين اعلاميين من البلدين وطالبوهما بعدم إثارة الرأي العام والابتعاد عن تهييج الجماهير وشحنها بشكل سلبي.

ترتيبات غير مسبوقة

وتحظى بعثة المنتخب الجزائري التي تصل مصر اليوم بترتيبات أمنية وإدارية غير مسبوقة، حيث يقيم الفريق في فندق بعيد عن وسط مدينة القاهرة وعلى بعد ثلاث دقائق من مطار القاهرة، وتم حجز الطابق الرابع للفريق الجزائري والمكون من 100 غرفة. وعلى الرغم من أن بعثة الجزائر تضم 53 فرداً، إلا أن اتحاد كرة القدم الجزائري قام بحجز الـ100 غرفة، ودفع ثمن حجزها مدة ثلاثة ايام، حتى لا يقيم احد من خارج البعثة في نفس طابق المنتخب.

وحسب موقع «في الجول» تم حجز الغرف الداخلية من المبنى لإقامة اللاعبين، حتى لا يصل إليهم أي صوت أو ضوضاء من خارج الفندق أو من داخله. ويرافق البعثة في القاهرة طهاة جزائريون، ولن يقوم أي مصري بتجهيز الطعام، واصطحبت بعثة الجزائر كميات كبيرة من المأكولات والمشروبات وكل مستلزمات تحضير الطعام الخاص بالبعثة.

وأصدر رجال الأمن المسؤولين عن تأمين بعثة المنتخب الجزائري تعليمات مشددة تضمنت عزل اللاعبين الجزائرين تماماً عن بقية نزلاء الفندق، لضمان عدم اطلاع أي شخص على معلومات مهمة عن الفريق سواء بطريق المصادفة أو حتى في حال حاول البعض التجسس من ناحية. وتم التنبيه على العاملين في الفندق بعدم التحدث في الدين أو في السياسة مع أفراد بعثة المنتخب الجزائري، وفي حالة قيام أفراد بعثة الجزائر بالتحدث مع أي عامل في الفندق عن المباراة لا يرد العامل إلا بكلمات محددة هي «بالتوفيق ونتمنى مشاهدة مباراة جيدة».

وتم تخصيص مصعد واحد فقط للصعود إلى الدور الرابع الذي يقيم فيه الفريق الجزائري، وتم وضع المصعد تحت حراسة رجل أمن بمعرفة إحدى الجهات الأمنية. ويشبه مقر إقامة المنتخب الجزائري في القاهرة القلعة الحصينة والثكنة العسكرية، حيث يمنع الاقتراب والتصوير من البعثة.

أفضلية جزائرية

يتساوى المنتخبان في عدد مرات التأهل إلى المونديال، حيث تأهلت مصر مرتين، الأولى عام 1934 في إيطاليا وكان أول منتخب عربي وإفريقي وآسيوي يصل إلى المونديال العالمي، والمرة الثانية كانت في إيطاليا أيضاً عام ،1990 ويتطلع منتخب الفراعنة إلى التأهل للمرة الثالثة بعد 20 عاماً من الغياب. وتأهل منتخب الجزائر عام 1982 في البطولة التي أقيمت في إسـبانيا، وكانت المرة الثانية عام 1986 بالمكسيك.

وفي بطولة الأمم الإفريقية حصل منتخب مصر على اللقب ست مرات، وهو رقم قياسي على مستوى القارة السمراء، وفاز بالبطولة في سنوات ،1957 و،1959 و،1986 و،1998 و،2006 و،2008 بينما فاز المنتخب الجزائري بنفس البطولة مرة واحدة عام .1990 وفي تاريخ لقاءات الفريقين التقيا 16 مرة، أسفرت عن فوز الجزائر خمس مرات ومصر أربع مرات، وتعادلا في سبع مباريات، وأحرزت الجزائر 18 هدفاً مقابل 17 لمصر.

وفي المباريات الودية التقيا ثماني مرات، فازت الجزئر في أربع ومصر في مرتين وتعادلا في مباراتين.

ويقود المنتخبين مدربان مواطنان، حيث يتولى المصري حسن شحاتة الإدارة الفنية لمنتخب بلاده منذ 28 أكتوبر من عام ،2004 في حين يقود الجزائري رابح سعدان الخضر منذ أكتوبر عام ،2007 ويعد من أبرز المدربين الجزائرين، وسبق له قيادة منتخب بلاده في مونديال 1986 بالمكسيك، وفي كاس الإمم الإفريقية التي أقيمت عام 2004 بتونس.

 
الـ«فيفا» يختار السودان للمباراة الفاصلة

قال الاتحاد المصري لكرة القدم بموقعه على الإنترنت يوم أمس، إن الاتحاد الدولي للعبة الـ«فيفا» أبلغه بأن السودان سيستضيف اللقاء الفاصل أمام الجزائر في تصفيات كأس العالم 2010 في حال الحاجة لإقامته.

وأضاف الاتحاد المصري أن «الفيفا» أجرى قرعة في زوريخ على مكان اقامة المباراة الفاصلة بين تونس التي رشحها الاتحاد الجزائري والسودان الذي رشحه الاتحاد المصري قبل أن تسفر نتيجة القرعة عن اقامتها في الدولة الواقعة جنوب مصر. القاهرة ــ رويترز
تويتر