بولت.. الأقرب إلى قلب «أم الألعـــــــــــــــاب»

بولت أسرع وأفضل عداء في تاريخ ألعاب القوى. رويترز

أكد العداء الجامايكي الأسطورة أوساين بولت، مرة أخرى بما لا يدع مجالاً للشك وبالبراهين والأدلة، أنه أسرع وأفضل عداء في تاريخ رياضة أم الألعاب، من خلال إنجازاته الكبيرة عام 2009 عندما حطم رقميه القياسيين العالميين في سباقي 100م و200م مسجلاً رقمين خرافيين «9.58 ثوان في الأول، و19.19 ثانية في الثاني» في بطولة العالم لألعاب القوى التي استضافتها العاصمة الألمانية برلين. وأعاد بولت إلى أذهان العالم بأسره والألماني على وجه الخصوص إنجاز الأميركي جيسي اوينز الذي أحرز ثلاث ذهبيات على الملعب ذاته قبل 73 عاماً (100م و200م والوثب الطويل) وتحديداً في دورة الألعاب الأولمبية عام ،1936 بيد أن إنجاز الجامايكي أروع لأنه يتضمن رقمين قياسيين عالميين.

وجاءت إنجازات بولت الذي نال ذهبية التتابع ايضا مع منتخب بلاده في سباق 100م رقماً قياسياً، بعد عام واحد على ثلاثيتـه التاريخية بأرقامها القياسية العالمية في دورة الألعاب الأولمبية في بكين الصيف الماضي (100م و200م والتتابع أربع مرات 100م).

وكرّست إنجازات بولت نجاح مدرسة السرعة الجامايكية لأن بلاده سيطرت على سباقات السرعة لدى السيدات بتتويجها بالألقاب العالمية لسباقات 100م والتتابع أربع مرات 100م. وجاء إنجاز بولت في سباق 200م عشية احتفاله بعيد ميلاده الـ23 وبعد عام واحد بالتحديد على تحطيمه الرقم القياسي في المسافة ذاتها في دورة بكين الاولمبية، والذي كان بحوزة الأميركي مايكل جونسون (19.32 ث منذ دورة اتلانتا الاولمبية 1996)، فقدم لنفسه الهدية ذاتها في العام الماضي وهي الذهبية والرقم القياسي العالمي لسباق 200م.

وللمفارقة، فإن تفوق بولت في بطولة العالم يأتي على الرغم من ان استعداداته للموسم الجديد لم تكن جيدة وتأخرت بسبب الحادثة التي تعرض لها في جامايكا وابعدته عن المضمار فترة طويلة نسبياً.

ولم تتوقف إنجازات بولت على بطولة العالم فقط بل إنه حقق ارقاما جيدة خلال اللقاءات التي شارك فيها على قلتها بسبب الاصابة، فهو حقق أربعة من اصل افضل سبعة ارقام في العام في سباق 100م، وثلاثة من اصل أربعة افضل ارقام في العام في سباق 200م. ففي السباق الاول يملك بولت أربعة من اصل اسرع سبعة سباقات في التاريخ، وفي سباق 200م نزل الاعصار الجامايكي تحت حاجز 19.60 ثانية ثلاث مرات وهو توقيت حققه عداءان فقط في تاريخ السباق هما الاميركيان مايكل جونسون وتايسون غاي، مرة واحدة لكل منهما.

 

البحرين تنقذ العرب

أنقذت البحرين ماء وجه العرب في مونديال ألعاب القوى بتتويجها بلقبين عالميين وبرونزية، وخطفت قطر برونزية في اليوم التاسع والأخير. ورفعت البحرين غلتها في البطولات العالمية الى سبع ميداليات (خمس ذهبيات وفضية وبرونزية)، وغلة العرب إلى 55 ميدالية، بينها 30 ذهبية و16 فضية و15 برونزية. ويعود الفضل في تألق البحرين الى يوسف سعد كامل صاحب ذهبية سباق 1500م وبرونزية 800 م، ومريم يوسف جمال التي احتفظت بلقبها في سباق 1500م. ومرة أخرى لم تكن قطر في الموعد وودعت البطولة العالمية بميدالية واحدة خطفها جيمس كواليا كروي في اليوم التاسع الأخير عندما نال برونزية سباق 5000م. وخفت بريق ووهج ألعاب القوى العربية بشكل لافت في برلين، خصوصاً ألعاب القوى المغربية صاحبة حصة الأسد في البطولات العالمية منذ عام ،1983 إذ جمعت 27 ميدالية بينها 10 ذهبيات و11 فضية وست برونزيات، وجارتها الجزائر صاحبة تسع ميداليات بينها ست ذهبيات وثلاث برونزيات. وبدورها، خيبت ألعاب القوى السعودية ويبدو أن ناقوس الخطر دق لدى المسؤولين السعوديين، من خلال تأكيد رئيس الاتحاد السعودي الأمير نواف بن محمد على ضرورة البحث عن جيل جديد من الرياضيين وتكوين لاعبين من مستوى عال حتى تعود ألعاب القوى السعودية إلى بريقها ووهجها على الصعيد الدولي.

 



المسافات الطويلة

من جهته، أكد العداء الإثيوبي كينينيسا بيكيلي، أنه ملك المسافات الطويلة من خلال تتويجه باللقب العالمي في سباقي 5000م و10 آلافم وبات اول عداء يحقق الثنائية في السباقين في نسخة واحدة في تاريخ بطولة العالم. ودخل بيكيلي تاريخ بطولة العالم لألعاب القوى من بابه الواسع بتتويجه بذهبية سباق 10 آلاف م الاحد الماضي بزمن 26.46.31 دقيقة مسجلا رقما قياسيا جديدا في بطولة العالم، ماحيا الرقم السابق الذي كان بحوزته وهو 26.49.57 دقيقة، وقد سجله في سان دوني الفرنسية عام ،2003 علما بأنه يحمل الرقم القياسي العالمي وهو 26.17.53 د وقد سجله في 26 اغسطس 2005 في بروسكل.

وكرر بيكيلي انجازه في دورة الالعاب الاولمبية في بكين عام 2008 عندما حقق الثنائية ذاتها. وهو اللقب العالمي الاول لبيكيلي في سباق 5000م فعزز به رصيده في المونديال بعد أربعة القاب متتالية في سباق 10 آلاف م (اعوام 2003 و2005 و2007) عادل بها انجاز مواطنه هايله جبريسيلاسي (أربعة القاب في بطولات العالم من 1993 الى 1999).

ويملك بيكيلي ايضا ثلاثة القاب اولمبية في 10 آلافم في اثينا و5000م و10 آلاف م في بكين و11 لقبا عالميا في سباقات اختراق الضاحية. وأحرزت الاميركية اليسون فيليكس ذهبية سباق 200 م للمرة الثالثة على التوالي بعد عامي 2005 في هلسنكي و2007 في اوساكا، وهي نجحت في التفوق على الجامايكية فيرونيكا كامبل ـ براون التي حرمتها من التتويج الاولمبي مرتين عامي 2004 في اثينا و2008 في بكين.

وحطمت فيليكس الرقم القياسي في عدد الالقاب العالمية المتتالية في سباق 200م والذي كانت تتقاسمه مع مواطنتها ماريون جونز (1997 في اثينا و1999 في اشبيلية) والجامايكية مرلين اوتي (1993 في شتوتغارت و1995 في غوتبورغ).

واحتفظ ثمانية رياضيين ورياضيات بألقابهم التي احرزوها في النسخة السابقة وهم لدى الرجال: الاميركي كيرون كليمنت (400م حواجز)، والاثيوبي كينينيسا بيكيلي (10 آلاف م). وفي فئة السيدات، الكرواتية بلانكا فلاسيتش (الوثب العالي) والكوبية يارغيليس سافيني (الوثبة الثلاثية) والروسية اولغا كانيسكينا (20 كلم مشياً) والنيوزيلندية فاليري فيلي (الكرة الحديد) والبحرينية مريم يوسف جمال (1500م)

واليسون فيليكس (200م)، كما احتفظ المنتخب الاميركي للتتابع أربع مرات 400م بلقبيه لدى الرجال والسيدات.

خيبات أمل

وخيبت الروسية إيلينا ايسينباييفا حاملة الرقم القياسي العالمي واللقبين العالمي والاولمبي في مسابقة القفز بالزانة، الآمال التي كانت معلقة عليها وخرجت خالية الوفاض، وكانت خيبة امل البنمي ايرفينغ سالادينو اكبر بفقدانه اللقب العالمي في الوثب الطويل بعد ثلاث محاولات فاشلة، فيما حرمت الاصابة الكوبي دايرون روبلس من تحقيق امنيته باضافة اللقب العالمي الى الاولمبي في سباق 110م حواجز الذي يحمل رقمه القياسي العالمي.

وسحبت البولندية آنا روغوفسكوفا التي تبقى افضل نتيجة لها في البطولات الكبرى قبل ذهبية برلين، برونزية اولمبياد بكين ،2004 البساط من تحت قدمي ايسينباييفا حاملة الرقم القياسي للمسابقة (5.05م) وبطلة العالم في النسختين الاخيرتين ومثلهما في الالعاب الاولمبية، بعدما فشلت الاخيرة التي حققت 26 رقما قياسيا عالميا في المسابقة، في تخطي حاجز 4.75م مرة واحدة و4.80م في محاولتين.

وهي المرة الثانية التي تنجح فيها روغوفسكا في التفوق على ايسينباييفا هذا الموسم بعد الاولى في لقاء لندن اواخر يوليو الماضي عندما حلت ثانية خلف روغوفسكا التي احرزت المركز الاول بعدما وثبت 4.68 امتار، وهي الوثبة ذاتها التي سجلتها النجمة الروسية لكنها احتاجت الى ثلاث محاولات، مقابل محاولتين لمنافستها قبل ان تفشل الاثنتان في تجاوز حاجز 4.78 أمتار. وكانت الخسارة الاولى وقتها لايسينباييفا في 19 مسابقة وتحديدا منذ فبراير 2008 عندما كانت تشارك حينها في لقاء بيدغوش البولندي داخل قاعة، حيث كان المركز الاول من نصيب مواطنتها سفتلانا فيوفانوفا. وسيطرت ايسينباييفا على منافسات القفز بالزانة منذ تتويجها بلقبها الاولمبي الاول في اثينا ،2004 بيد ان نتائجها هذا الموسم كانت مخيبة خصوصا وان افضل رقم لها هو 4.85 امتار اي بفارق 20 سنتيمتراً عن الرقم القياسي العالمي الذي بحوزتها. وعادت ايسينباييفا الى الواجهة من خلال تحطيم الرقم القياسي السابق في لقاء زيوريخ، الجولة الخامسة قبل الاخيرة من الدوري الذهبي، حين ارتفعت في محاولتها الاولى الى علو 5.06 أمتار بفارق سنتيمر واحد عن رقمها السابق الذي حققته في 18 أغسطس 2008 في اولمبياد بكين. ومحت ايسينباييفا بهذا الانجاز الصورة التي ظهرت عليها أخيرا، خصوصا في بطولة العالم الاخيرة في برلين حيث خرجت خالية الوفاض بعدما فشلت في تخطي حاجز 4.75م مرة واحدة و4.80م في محاولتين.

3 أرقام و3 حالات

وشهدت بطولة العالم تحطيم ثلاثة ارقام قياسية هي فضلاً عن رقمي بولت في 100 م و200 م، الرقم الذي سجلته البولندية انيتا فلودارسيك في رمي المطرقة وهو 77.96م ماحية الرقم القياسي السابق وهو 76.80م وكان مسجلاً باسم الروسية تاتيانا ليسينكو منذ 26 مايو .2007 وسجلت البطولة ايضا ثلاث حالات منشطات تتعلق بالمغربيين جمال الشطبي ومريم العلوي السلسولي اللذين استبعدا من الدورين النهائيين لسباقي 3000م موانع و1500م، والنيجيرية اماكا اوغويبونام الاختصاصية في سباقي 400م و400م حواجز.

تويتر