يد «المحتال» تخيّم على «الديــــــوك»
تخوض فرنسا غمار نهائيات كأس العالم 2010 في جنوب إفريقيا، على وقع هدف التأهل الذي هندسه قائد «الديوك» تييري هنري، بيده في المباراة الفاصلة مع منتخب ايرلندا، في تصفيات القارة الأوروبية.
وعانت فرنسا وصيفة ايطاليا في النسخة الأخيرة عام ،2006 للتأهل الى المونديال الإفريقي، إذ حلت ثانية بشق الأنفس في المجموعة السابعة خلف صربيا التي حجزت بطاقة مباشرة، وتقدمت على النمسا وليتوانيا ورومانيا، لتخوض الملحق مع ايرلندا حيث احتاجت لهدف «احتيالي» نسجه هنري بيده على دفعتين في الوقت الإضافي من مباراة الإياب على ملعب «سان دوني» في العاصمة باريس، أوصل «الزرق» الى النهائيات وحرم الأيرلنديين من خوض هذه التجربة ليفتح صراعاً رياضياً سياسياً بلغ أرفع المستويات في العالم. وبالعودة 12 عاماً الى الوراء وعلى الملعب ذاته، توج الفرنسيون أبطالاً للعالم للمرة الوحيدة في تاريخهم على حساب البرازيل بثلاثية نظيفة، لتدخل فرنسا القائمة الضيقة للدول التي حظيت بشرف إحراز اللقب العالمي. وكانت فرنسا قريبة من إحراز الكأس للمرة الثانية في تاريخها في النسخة الأخيرة التي أقيمت في ألمانيا، اذ فاجأت الكل ووصلت الى النهائي قبل ان تخسر بركلات الترجيح أمام ايطاليا، في مباراة شهدت نطحة تاريخية مدوية وجهها الأسطورة زين الدين زيدان الى صدر المدافع ماركو ماتيراتزي، ليُطرد على اثرها من المباراة.
وتملك فرنسا سجلاً مقبولاً في نهائيات كأس العالم بين المنتخبات الكبرى، فعدا عن احرازها اللقب عام 1998 على أرضها، بلغت النهائي عام 2006 وحلث ثالثة مرتين عامي 1958 و،1986 كما حلت رابعة عام 1982 في إسبانيا. واللافت انه في معظم مشاركات فرنسا في كأس العالم، كانت طرفاً في احدى المباريات المثيرة للجدل، ففي عام 1982 خرجت من نصف النهائي أمام المانيا الغربية 3-3 ثم بركلات الترجيح، بعد ان هشم الحارس الألماني هارالد طوني شوماخر أسنان باتريك باتيستون من دون أن ينال أي عقاب. وعام 1986 وضع ميشال بلاتيني ورفاقه حداً لملاحم البرازيل وأخرجوا الـ«لأوري فيريد» من ربع النهائي بركلات الترجيح في مباراة تاريخية شهدت اضاعة البرازيلي زيكو ركلة جزاء. وعام 2006 تكرر مصير البرازيل، وخرج يجر أذيال الخيبة وراءه بعد خسارته للمرة الثالثة على التوالي أمام فرنسا في ربع النهائي بهدف وحيد لهنري.
وعرفت فرنسا نجوماً ذهبيين، بينهم هداف كأس العالم 1958 جوست فونتين برصيد 13 هدفاً، وهو الأعلى في تاريخ النهائيات، ميشال بلاتيني الحاصل على الكرة الذهبية لأفضل لاعب اوروبي ثلاث مرات ورئيس الاتحاد الأوروبي حالياً، بالإضافة الى زيدان الذي جلب المجد بعبقريته تحت قيادة المدرب المحنك ايميه جاكيه عام ،1998 وتوجه بهدفين برأسه في النهائي أمام البرازيل المتهالك لإصابة غريبة عانى منها نجمه رونالدو.
ويعيش المنتخب الفرنسي مرحلة انتقالية بين الجيل الذهبي والجيل الجديد تحت قيادة ريمون دومينيك، المدرب الغريب الأطوار الذي لم يحبذ بقاءه على رأس المنتخب معظم الفرنسيين.
فبعد جيل زيدان نجم يوفنتوس الإيطالي وريال مدريد الإسباني سابقاً، ديدييه ديشان مدرب مرسيليا، لوران بلان مدرب بوردو، الحارس فابيان بارتيز الأكثر مشاركة في النهائيات مع فرنسا «17 مباراة»، ايمانويل بوتي، الظهير الأيسر بيكشنتي ليزارازو وقلب الدفاع الصلب مارسيل دوسايي، بقي من تشكيلة بطل أوروبا المهاجم تييري هنري ليقود بلاده في النهائيات المقبلة مدعماً بلاعبي الخبرة المدافع ويليام غالاس والمهاجم الدائم الترحال نيكولا انيلكا، وليلهم «الزرق» الجدد أمثال الحارس هوغو لوريس، الظهير الأيسر باتريس ايفرا، المهاجم كريم بنزيمة ووجه السعد صانع الألعاب بوردو يوان غوركوف.
ابتسمت القرعة لفرنسا ووضعتها الى جانب الدولة المضيفة جنوب إفريقيا، مع المكسيك والأوروغواي، لكن هذا لم يمنع البعض من التشاؤم خصوصاً أن خروجها من الدور الأول لمونديال 2002 كان من مجموعة أولى قريبة الملامح، اذ حلت أخيرة خلف الدنمارك، السنغال والأوروغواي عندما عجزت عن تحقيق اي فوز وهي حاملة للقب وعن تسجيل أي هدف في ثلاث مباريات!
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news