المنتخب المكسيكي يأمل تحقيق نتيجة تاريخية في المونديال الإفريقي. غيتي

المكسـيك تأمــل نقل عدوى نجاحاتها الإقليــمية إلى الدولية

تملك المكسيك سمعة المنتخب القوي إقليمياً في أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي (الـ«كونكاكاف» من دون ان تسحب تألقها القاري الى الساحة العالمية. ورغم وجودها شبه الدائم في نهائيات كأس العالم الا ان عدوى نجاحاتها المحلية لم تنتقل الى العرس العالمي، اذ عجزت باستمرار عن تخطي الدور الثاني باستثناء مرتين على أرضها. وقد تجد المكسيك ضالتها في صيف 2010 من خلال إدارة مدربها القدير خافيير أغويري الذي أشرف على المنتخب الاول في منتصف رحلة التصفيات بعد تجربتين فاشلتين مع هوغو سانشيس والسويدي سفن غوران أريكسون.

أغويري رجل المهام الصعبة

أصبح خافيير أغويري رجل المهام الصعبة القادر على انتشال المكسيك من ورطاتها الكروية في العقد الأخير. فبعد قيادته نادي باتشوكا الشهير الى لقب 1999 المحلي، لجأ اليه الاتحاد المكسيكي لإنعاش المنتخب الوطني الباحث عن التأهل الى مونديال .2002 وهكذا كان قاد أغويري التريكولور في العرس الآسيوي العالمي في كوريا الجنوبية واليابان وتأهل الى الدور الثاني من مجموعة صعبة ضمت ايطاليا وكرواتيا والأكوادور، الى ان خرج من الدور الثاني أمام جاره اللدود الولايات المتحدة الأميركية (صفر-2). وبعد تعيينه خلفاً لأريكسون، لعبت المكسيك سبع مباريات في التصفيات تحت ادارة أغويري، فازت في خمس منها، تعادلت مرة وخسرت مرة واحدة فقط.

يعلم أغويري (52 عاماً) جيدا خفايا كأس العالم لاعباً ومدرباً، فعلى الرغم من طرده في الوقت الاضافي من ربع نهائي مونديال 1986 أمام ألمانيا الغربية في المباراة التي خسرها الاخضر بركلات الترجيح، إلا انه خاض 59 مباراة دولية بين عامي 1983 و1992 مسجلاً 13 هدفاً.

ولاتزال عالقة في أذهان المكسيكيين الصفعة المعنوية التي تمثلت في الخروج أمام ألمانيا الغربية في ربع نهائي مونديال 1986 الذي أقيم على أرضهم من خلال ركلات الترجيح، التي عادت ولعبت دورها السلبي في نهائيات 1994 في الولايات المتحدة عندما أقصتهم أمام بلغاريا. لذلك تأمل المكسيك القوة الضاربة في منطقة كونكاكاف، الدخول في معمعمة المنافسة في نهائيات كأس العالم 2010 بعد أن وقعت في المجموعة الاولى السهلة مع فرنسا وجنوب إفريقيا والأوروغواي.

ويهدف الـ«تريكولور» الى تخطي الدور الثاني في العرس العالمي للمرة الاولى خارج أرضه، وذلك بعد نجاحه في هذه المهمة عامي 1970 و1986 عندما استضاف البطولة على ملاعبه، علماً أن المكسيك ستشارك في النهائيات الـ14 لها وهو رقم قياسي في منطقة كونكاكاف، والخامسة على التوالي، وهي نجحت في التأهل في المشاركات الأربع السابقة الى الدور الثاني.

ولاتزال ذكرى النجوم المكسيكيين في المونديال عالقة في اذهان المشجعين، بينهم الحارس الاسطوري انطونيو كارباخال الذي كان أول لاعب في التاريخ يشارك في خمس نهائيات لكأس العالم بين 1954 و،1966 مانويل نيغريتي صاحب الهدف المقصي الشهير عام ،1986 بالاضافة الى هوغو سانشيس هداف ريال مدريد الاسطوري ولويس هرنانديز صاحب الرأس الذهبي. وقطع الـ«أزتيكاس» كابوس التصفيات المؤهلة بصعوبة، واحتاجوا الى ثلاثة مدربين خلال مسيرتهم قبل الوصول الى جنوب افريقيا. أولاً دفع هوغو سانشيس الثمن بعد فشله في تأهيل المنتخب الى اولمبياد بكين، ثم قاد الفريق السويدي سفن غوران أريكسون لمدة 13 مباراة تضمنها ست خسائر، وتركه في مأزق لا يحسد عليه. هنا تدخل مدرب اتلتيكو مدريد الاسباني السابق خافيير أغويري الملقب «أل باسكو» وأنقذ بلاده للمرة الثانية في مسيرته. وبعد تعيين أغويري، صعدت المكسيك من المركز الخامس في التصفيات التي ضمت ستة منتخبات الى المركز الثاني، بعد ان فازت بخمس مباريات، تعادلت مرة وخسرت مرة واحدة فقط، لتتأهل الى النهائيات قبل انتهاء الدور النهائي بمرحلة واحدة. وبقيت المكسيك 12 مباراة دون خسارة بعد تعيين أغويري الى ان سقطت في مباراة ودية أمام كولومبيا عندما أشرك الأخير تشكيلة من اللاعبين المحليين.

ويعتمد أغويري على تشكيلة نواتها القائد رافايل ماركيز قلعة دفاع برشلونة الاسباني وصاحب الركلات الحرة المميزة، وكارلوس سالسيدو مدافع ايندهوفن الهولندي ولاعب وسط أميريكا المكسيكي بافل باردو. كما يبرز في الفريق الاخضر، أندريس غواردادو وكارلوس فيلا والمخضرم كواوتيموك بلانكو (36 عاماً) وفرناندو أرسي وخاريد بورغيتي وبافل باردو وجيوفاني دوس سانتوس. وضمت تشكيلة المكسيك في التصفيات أربعة لاعبين من الفريق الذي أحرز لقب كأس العالم تحت 17 سنة عام 2005 في البيرو، هم دوس سانتوس وفيلا وخيفراين سواريز وهكتور مورينو.

الأكثر مشاركة