مؤامرة ألمانية ـ نمساوية ضد الجزائر
بعد الأداء المتواضع للجزائر أمام النمسا في الجولة الثانية من مونديال 1982 في اسبانيا، أجرى المدرب الجزائري محيي الدين خالف تغييرات طفيفة على التشكيلة لكنها كانت فعالة وقادت الى الفوز على تشيلي 3-2 دون ان ينجح منتخب بلاده في التأهل الى الدور الثاني بسبب «مؤامرة» المانيا الغربية والنمسا.
احتفظ خالف بالمدافعين أنفسهم، بينما أراح لخضر بلومي وجمال زيدان ومصطفى دحلب، ولم يتأخر الجزائريون في هز الشباك التشيلية بواسطة المتألق صالح عصاد الذي افتتح التسجيل بعد سبع دقائق فقط من بداية المباراة.
واستعاد المنتخب الجزائري ثقته بنفسه بعد هذا الهدف، بعد ثلاثة ايام من خسارته المفاجئة امام النمسا، وبدأت الالة الجزائرية تعمل كما كان منتظرا منها، فأظهر لاعبو الوسط كفاءة كبيرة في امتلاك الكرة وحسن تمريرها، واعتمد المنتخب الجزائري على اسلوبه التقليدي بتمريرات قصيرة ومركزة، وعلى مهارات لاعبيه الفنية اضافة الى الروح القتالية التي يلعب بها.
وبسط لاعبو الجزائر سيطرتهم على المجريات وصالوا وجالوا في الميدان، مذكرين الجمهور بروائعهم خلال مباراتهم امام المانيا الغربية، وعاد عصاد مجددا وسجل هدفا ثانيا في الدقيقة 31 مؤكدا به سيطرة «الخضر» على المجريات.
ولم تمض إلا أربع دقائق على هدف عصاد الثاني حتى تمكن بن صاولة من اضافة هدف ثالث جعل اغلب الملاحظين يراهنون على ان نتيجة المباراة ستكون ثقيلة لمصلحة الجزائر طبعا.
غير ان المنتخب التشيلي دخل الشوط الثاني عازما على تغيير النتيجة، بينما بدا وكأن الجزائريين اكتفوا بأهدافهم الثلاثة، فتراجعوا الى منطقتهم وحاولوا تهدئة وتيرة اللعب للمحافظة على فارق الاهداف.
واستغل لاعبو المنتخب التشيلي تراجع نظرائهم الجزائريين وراحوا ينظمون هجمات خطرة على مرمى الحارس سرباح، وتمكنوا من تقليص الفارق في الدقيقة 59 بعد ان احتسب الحكم الغواتيمالي منديز مولينا ركلة جزاء لمصلحتهم انبرى لها ميغيل انخيل نيرا وخادع الحارس الجزائري.
وانتفض لاعبو الجزائر بعد هذا الهدف وحاولوا استرجاع المبادرة، غير ان لاعبي تشيلي حافظوا على تركيزهم وتمكنوا من اضافة هدف ثان في الدقيقة 73 بواسطة خوان كارلوس ليتيلييه الذي دخل بديلا لإدواردو بونفاليه.
وهدأ مستوى المباراة في دقائقها الاخيرة، وحاول الجزائريون الاحتفاظ بالكرة قدر الامكان، ونجحوا في اكمالها بهذه النتيجة التي سمحت لهم باحتلال المركز الثالث في ترتيب المجموعة وصاروا اول منتخب عربي وافريقي يحقق انتصارين في النهائيات، وكانوا قاب قوسين او ادنى من بلوغ الدور الثاني، لولا «المؤامرة» الالمانية النمساوية في مباراتهما التي انتهت بفوز حاملي اللقب الاوروبي (1-صفر) وتأهل المنتخبان الى الدور الثاني، بينما خرج المنتخب الجزائري من هذا المونديال مرفوع الرأس وصار حديث الصحافة العالمية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news