من ذاكرة المونديال

هدف إماراتي «تاريخي» بإمضاء خالد إسماعيل

 

كان الأبيض الاماراتي بمثابة جسر عبور للألمان الى الدور الثاني بعد تغلبهم على يوغوسلافيا 4-1 في الجولة الاولى، وحققوا بالفعل فوزا كبيرا على الاماراتيين 5-1 في اول لقاء بين الطرفين ليضمنوا تأهلهم الى الجولة الثانية.

وأقيمت المباراة في جو ممطر في مدينة ميلانو أثر كثيرا في اداء الاماراتيين غير المعتادين على ظروف مناخية مماثلة.

وكان على المدرب البرازيلي كارلوس البرتو باريرا ايجاد الخطط للحد من خطورة رجال القيصر فرانتس بكنباور، فاعتمد الاسلوب الدفاعي البحت 4-5-،1 لكن التفاهم الكبير بين يورغن كلينسمان ورودي فولر ومناورات لوثار ماتيوس في خط الوسط كسرت الحواجز الدفاعية الاماراتية.

ومارس الالمان ضغطاً مكثفاً منذ البداية لكنه لم يتمكن من هز شباك محسن مصبح الا بعد 53 دقيقة عبر القناص فولر إثر تمريرة من زميله كلينسمان تخطى على إثرها الحارس الاماراتي مستفيداً من خطأ دفاعي.

ولم تمض سوى دقيقة واحدة حتى اضاف كلينسمان الثاني اثر تمريرة عالية من شتيفان رويتر ارتقى اليها برأسه فوق جميع اللاعبين وحولها داخل الشباك الاماراتية.

وفي مستهل الشوط الثاني وقبل مرور اقل من دقيقة سجل خالد اسماعيل الهدف «التاريخي» للامارات بعد ان اخترق الدفاع الالماني ومر من توماس هاسلر من الجهة اليسرى وسدد الكرة بقوة قذيفة انفجرت في شباك الحارس ايلغنر وانفرجت معها اسارير اللاعبين الاماراتيين وأنصارهم الذين رأوا في خالد «بطلاً». وقد نال اسماعيل سيارة رولس رويس جائزة لتسجيله الهدف.

وعمت فرحة عارمة الاوساط الاماراتية لكن ماتيوس أفسدها بعد دقيقة واحدة بإضافة الهدف الثالث اثر تمريرة متقنة من المدافع اندرياس بريمه سددها طائرة محرزاً هدفه الثالث في مباراتين.

وازدادت ثقة الالمان بأنفسهم اكثر ونظموا صفوفهم بشكل افضل ودخل المهاجم بيار ليتبارسكي بدلاً من لاعب الوسط هاسلر، فقدم لمحات فنية رائعة وتلاعب بالدفاع الاماراتي اكثر من مرة ومرر كرة رائعة الى بين سجل منها الاخير الهدف الرابع (95).

واعتمد الالمان اسلوب التمرير القصير بعد ان اطمأنوا الى النتيجة والتأهل وسيطروا على المجريات بشكل، مطلق فبرعوا في اظهار فنياتهم ومهاراتهم الفردية، وخطف فولر الهدف الخامس الاخير في الدقيقة 57 من ركنية نفذها ليتبارسكي.

وبدا الفارق جليا بين امكانات لاعبي المنتخبين في الدقائق الاخيرة وبرع بين وماتيوس في التمرير ونقل الكرة، وتفوقت خبرة بريمه في مواجهة الهجمات الاماراتية النادرة حتى أعلنت صافرة الحكم نهاية اللقاء دون تعديل على النتيجة. نيقوسيا ــ أ.ف.ب


بداية مشجّعة لمصر في «إيطاليا 1990»

 

وصل المنتخب المصري الى مونديال 1990 بمعنويات مرتفعة بعدما حقق نتائج جيدة في المباريات الاستعدادية كان أبرزها فوزه على نظيره الاسكتلندي 3-،1 لكن القرعة لم تكن لتخدمه بالشكل المطلوب حيث كان عليه أن يبدأ المنافسات مع منتخب هولندا بطل أوروبا 1988 الذي ضم في صفوفه الرباعي «الرهيب» المكون من ماركو فان باستن ورود خوليت وفرانك ريكارد ورونالد كومان.

وبدأ ابطال اوروبا منذ البداية تحركاتهم السريعة ونقل الكرة في كل أرجاء الملعب معتقدين انهم سيهزون شباك الحارس احمد شوبير مرات عدة، وما ان صارت الدقيقة 20 دون نتيجة حتى خف أداء الوسط الهولندي، في حين لم يعرف المصريون بدورهم الطريق الى تنظيم صفوفهم والقيام بهجمات خطرة يفيدون منها، واكتفوا بالدفاع فاستبسلوا وحالوا دون ترجمة فرص خصومهم.

وصمد الفراعنة امام المنتخب «البرتقالي» بكامل نجومه الساحرين في الشوط الاول، ووقف أحمد الكاس، أفضل زملائه، بالمرصاد لأخطر فرصة هولندية في هذا الشوط حين أبعد كرة سددها فان باستن طائرة من مسافة ستة امتار، لتنهتي الدقائق الـ45 الاولى بتعادل سلبي.

وأعطت هذه النتيجة جرعة معنوية قوية للفراعنة في الشوط الثاني، لكن الاحتياطي فيم كيفت قطع عليهم الطريق بهدف مفاجئ اثر تمريرة عرضية من فان باستن فمرت الكرة بجانب فرانك رايكارد دون ان يتمكن منها لتصل الى كيفت فأودعها شباك أحمد شوبير (58).

وبعد الهدف، خيل للجميع ان الطريق الى مرمى شوبير فتحت أمام الهولنديين، لكن المنتخب المصري كان نداً عنيداً ورد على محاولات منافسه الهجومية بهجمات معاكسة، وشكل خطورة ظاهرة للعيان على مرمى هانز فان بروكلين وسنحت له ثلاث فرص غنية لم يستغل لاعبوه أياً منها الى ان انطلق حسام حسن بالكرة كالسهم وشق طريقه الى المنطقة الهولندية، فما كان لدى رونالد كومان من حيلة سوى الانقضاض بقسوة على المهاجم المصري فكانت عرقلة واضحة احتسب الحكم الاسباني اميليو الادرن على اثرها ركلة جزاء نفذها مجدي عبدالغني بنجاح الى يمين الحارس فان بروكلين (82) مدركاً التعادل في بداية المشوار العالمي.

وهكذا نجحت خطة محمود الجوهري الذي اعتمد أسلوب الرقابة اللصيقة «رجل لرجل» في المباراة الاولى، وحصد نقطة ثمينة من أفضل منتخب اوروبي حينذاك. نيقوسيا ــ أ.ف

تويتر