النجم بودولسكي خلال تدريب خاص مع بالمنتخب الألماني. أ.ف.ب

«الماكينات» عاليـــــــة الجودة في المونديال

أكدت ألمانيا أنها نجمة المناسبات الكبرى، ويدل سجلها التاريخي في كأس العالم وفي كأس أمم أوروبا على أنها من أعرق المنتخبات وأكثرها فرضاً للهيبة في العالم على مر السنوات.

لا تقتصر نجاحات ألمانيا على جيل واحد على غرار بعض المنتخبات أمثال المجر ،1954 البرتغال ،1966 هولندا .1974

وهذا يبدو جلياً من خلال احرازها لقب أعوام 1954 في سويسرا على حساب الفريق الأسطوري للمجر الذي كان يضم بوشكاش في صفوفه، و1974 على أرضها قبل توحيد الالمانيتين على حساب هولندا يوهان كرويف، وعام 1990 في إيطاليا أمام الارجنتين حاملة اللقب آنذاك. كما ان المانيا تعتبر من الضيوف الاعتياديين للأدوار المتقدمة، فبلغت نهائي بطولات 1966 في انجلترا حيث خسرت بكرة غير واضحة من الانجليزي جيف هيرست لاتزال مثار جدل حتى الآن، و1982 في إسبانيا أمام ايطاليا باولو روسي، و1986 في المسكيك أمام الارجنتين بقيادة العملاق الصغير دييغو مارادونا، كما ان آخر انجازاتها كان الوصول الى المباراة النهائية عام 2002 في كوريا الجنوبية واليابان، حيث خسرت أمام البرازيل بهدفين نظيفين لرونالدو.

ضمت ألمانيا لاعبين اسطوريين في تاريخها، أبرزهم على الإطلاق القيصر فرانتز بكنباور، المدفعجي غيرد مولر، أوفي زيلر، فريتز فالتر، الحارس العملاق سيب ماير، كارل هاينتس رومينيغه، لوثار ماتيوس، برتي فوغتس، الهداف يورغن كلينسمان، الحارس المشاكس أوليفر كان. ستشارك ألمانيا في نهائيات جنوب إفريقيا 2010 للمرة الـ17 في تاريخها، وهي الأكثر مشاركة بعد البرازيل التي لعبت في جميع النهائيات، واللافت ان ألمانيا بلغت على الأقل ربع النهائي في جميع مشاركاتها باستثناء عام 1938 كما انها غابت عامي 1930 و1950 في كل مرة كان المونديال ينطلق بعد الحربين العالميتين الأولى والثانية على التوالي.

وقعت ألمانيا في مجموعة رابعة بالغة الصعوبة في جنوب إفريقيا، حيث ستواجه أستراليا وصربيا وغانا، لكن الأصعب لفريق المدرب يواكيم لوف الإصابة القاسية التي تعرض لها قائد الفريق ونجم وسطه ميكايل بالاك السيئ الحظ، قبل أقل من شهر على انطلاق البطولة، خلال مباراة فريقه تشلسي وبورتسموث في نهائي كأس انجلترا بركلة لا تمت الى الرحمة بصلة من الغاني كيفن برنس بواتنغ الذي يلعب أخوه غير الشقيق جيروم بواتنغ مع المنتخب الألماني، فكانت النتيجة غياب بالاك عن المونديال وبحث المدرب عن لاعب يسد فراغ غيابه الكبير. قد يعتمد لوف الذي كان مساعدا ليورغن كلينسمان في المونديال الاخير عندما حلت ألمانيا ثالثة، على لاعب وسط بايرن ميونيخ باستيان شفاينشتايغر بديلا لبالاك، في ظل تألقه مع ناديه هذا الموسم ونجاحه المحلي والأوروبي، والى جانبه يبرز الظهير فيليب لام، ومسعود أوزيل (21 عاماً) لاعب الوسط التركي الأصل، وطوني كروس (20 عاماً) لاعب وسط ليفركوزن الهداف. يقول أوزيل جوهرة فيردر بريمن الجديدة: «على غرار المنتخبات المرشحة مثل الارجنتين، البرازيل، ايطاليا، إسبانيا انجلترا، نملك طاقة قوية. هدفنا واضح، إحراز اللقب». في مركز حراسة المرمى استفاد المخضرم هانز يورغ بوت حارس بايرن من اصابة حارس باير ليفركوزن رينيه ادلر مطلع الشهر الحالي لكي يكون داخل التشكيلة الأولية التي أعلنها لوف الى جانب مانويل نوير (شالكه) وتيم فيزه (فيردر بريمن). لكن عشاق «ناسيونال مانشافت» سينتظرون الحدث العالمي لمعرفة هوية خط الهجوم الذي سيعتمده لوف، نظراً للتراجع المخيف في أداء المهاجمين الاساسيين ميروسلاف كلوزه هداف كأس العالم الأخيرة عام 2006 ولوكاس بودولسكي أفضل لاعب شاب في النسخة الماضية العائد من بايرن الى كولن، واستبعاد المتألق كيفن كوراني هداف شالكه لخلافه مع المدرب. بيد ان اسماء عدة جديدة ظهرت على الساحة قد تطيح ببودولسكي أمثال شتيفان كيسلينغ ثاني ترتيب هدافي الدوري مع باير ليفركوزن (21 هدفاً)، البرازيلي الأصل كاكاو نجم شتوتغارت، بالاضافة الى الشاب توماس مولر (20 عاماً) الذي عاش موسما رائعا مع بايرن وماريو غوميز المهاجم الفارع الطول.

لطالما كان المنتخب الألماني حاسما في مواجهاته، وبات مضرب مثل لشراسته ومحاربته حتى اللحظة الأخيرة من المباريات، وكان تأهله هذه المرة الى النهائيات سهلاً باستثناء مضايقة المنتخب الروسي في بعض الفترات، فتصدر مجموعته الرابعة بفارق أربع نقاط عن الدب الروسي، وتأهل مباشرة الى النهائيات وكان أحد أربعة منتخبات في التصفيات الأوروبية لم يتعرض لأي خسارة الى جانب إسبانيا، وإيطاليا، وهولندا.

 آمال الألمان معلّقة على «بالاك الجديد»

 

يعلق الألمان آمالهم على لاعب وسط بايرن ميونيخ باستيان شفاينشتايغر للربط بين خطوط المانشافت في نهائيات كأس العالم المقررة في جنوب إفريقيا من 11 يونيو الى 11 يوليو المقبلين، بعد انسحاب القائد نجم تشلسي ميكايل بالاك بسبب الإصابة في كاحل قدمه اليمنى.

الاكيد أن مسؤوليات شفاينشتايغر (25 عاماً) ستزيد في صفوف المنتخب الالماني في المونديال الافريقي وتتحول من مجرد لاعب وسط هجومي الى صانع للالعاب ورابط بين خطي الدفاع والهجوم كون مدرب المانشافت يواكيم لوف لا يملك لاعباً في طينة وخبرة شفاينشتايغر للقيام بالدور الفعال الذي كان يتقمصه بالاك في صفوف المنتخب.

وعلى الرغم من صغر سنه فإن شفاينشتايغر الملقب بـ«بالاك الجديد» يملك سجلا ناصعا يحلم اي لاعب بأن يكون من نصيبه، خصوصاً اولئك الذين على مشارف الاعتزال: 73 مباراة دولية ومركز ثالث في المونديال عام 2006 في ألمانيا بالذات، ووصيف بطولة كأس اوروبا في سويسرا والنمسا عام ،2008 و217 مباراة في البوندسليغه وخمسة ألقاب بطولة المانيا، ومثلها في مسابقة الكأس، ونهائي مسابقة دوري ابطال اوروبا سيخوضه مساء اليوم أمام انتر ميلان الايطالي على ملعب سانتياغو برنابيو في مدريد.

ويقدم شفاينشتايغر أحد افضل مواسمه مع الفريق البافاري الذي تخرج في مدرسته، ولا يبدو ذلك غريباً على لاعب من طينته فرض نفسه في سن مبكرة في صفوف ناديه وصفوف المنتخب الالماني، حيث يهدف الى تحطيم الرقم القياسي في عدد المباريات الدولية الذي يوجد بحوزة نجم بايرن ميونيخ السابق وقائد المانشافت لوثار ماتيوس، البالغ 150 مباراة دولية.

لكن «شفايني» يؤكد أنه ليس هذا الرقم الذي يثير حماسه، وقال «ما يحفزني هو احراز الألقاب والآن أرغب في التتويج بألقاب على الصعيد الدولي».

ولكي يتوج المانشافت بطلاً للعالم للمرة الرابعة في تاريخه على الرغم من ان الترشيحات لا تصب في مصلحته، فإنه يتعين على شفاينشتايغر ان ينسي الالمان نجمهم بالاك في كل شيء على أرضية الملعب وخارجها، وهو يحظى بثقة مدربه يواكيم لوف لتحقيقه.

ونجح شفاينشتايغر الذي كان قاب قوسين او أدنى ان يصبح متسابقاً على الجليد، في تحسين مستواه بشكل لافت مقارنة بظهوره مع المانشافت في مونديال ألمانيا ،2006 وبدا ذلك واضحاً من خلال تألقه في كأس اوروبا في سويسرا والنمسا ومساهمته الكبيرة في بلوغ الالمان المباراة النهائية.

وقطع شفاينشتايغر شوطا كبيرا في مسيرته الاحترافية هذا الموسم بإشراف المدرب الهولندي لويس فان غال الذي منحه دورا جديدا كلاعب وسط مدافع، فأبلى بلاء حسنا الى جانب قائد الفريق البافاري الهولندي مارك فان بومل.

تألق صاحب التسديدات الصاروخية دفع رئيس النادي اولي هونيس الذي لم يترك فرصة في السابق لينتقد شفاينشتايغر، للقول «انه أفضل موسم في مسيرته الكروية».

يتمتع بقوة بدنية هائلة وقدرة تحمل كبيرة حتى إن الاحصاءات اشارت الى انه قطع 12 كلم في المباراة النهائية لمسابقة الكأس أمام فيردر بريمن (4-صفر)، بالاضافة الى نظرته الثاقبة في ارضية الملعب وتسديداته القوية والمركزة، كلها مؤهلات جعلته محط اهتمامات أندية خارج المانيا، تحديدا اسبانيا وانجلترا، علماً بأنه لم يستبعد ابدا فكرة تركه النادي البافاري الذي ينتهي عقده معه عام .2012

وقال عنه فان غال حتى قبل اصابة بالاك «انه أفضل لاعب في المانيا نظرا للدور الكبير الذي يلعبه وسط الملعب».

 

الأكثر مشاركة