غانا تبحث عن رائحة عبق قديم. أ.ف.ب

غانا تُضمر الثأر والأحاسيس الجـــياشة

ستكون مشاركة غانا في نهائيات كأس العالم 2010 مملوءة بمشاعر الثأر والأحاسيس الجياشة كونها ستخوض مباراتين في الدور الأول تحمل كل منهما رائحة مختلفة من العبق البعيد عن المنافسات الكروية.

أولى مباريات غانا ضمن المجموعة الرابعة ستجمعها مع صربيا يوم 13 يونيو في بريتوريا، وفيها سيواجه مدربها ميلوفان راييفاتش بلده الأم، حيث سيخوض المباراة متمنياً خسارة منتخب أهله واصدقائه للمرة الاولى في حياته.

 إيسيان مبعث اطمئنان «النجوم السوداء»

يعتبر لاعب وسط تشلسي وصيف بطل الدوري الانجليزي لكرة القدم مايكل ايسيان واحداً من النجوم التي أنجبتها الملاعب الغانية على مر السنين، حيث استطاع ان يصنع لنفسه اسماً في تشكيلة منتخب بلاده بفضل الخبرة الكبيرة التي اكتسبها في الميادين الاوروبية.

يشكل وجود ايسيان ضمن تشكيلة غانا مصدر اطمئنان لملايين من جماهيرها كونها تعتبره القلب النابض للمنتخب، واكبر دليل كان خروج غانا من الدور الاول للنسخة الـ25 في مصر التي غاب عنها ايسيان بسبب الاصابة التي تعرض لها قبل اسابيع قليلة من انطلاق العرس القاري.

أسهم ايسيان بشكل كبير في انجازات المنتخب الغاني في الاعوام الاربعة الاخيرة وتحديداً تأهله الى نهائيات كأس العالم للمرة الاولى في تاريخه عام 2006 وبلوغه الدور ثمن النهائي قبل ان يخرج امام البرازيل صفر-،3 علماً بأنه كان موقوفا في المباراة الاخيرة، ثم كرر الانجاز ذاته معه العام الماضي وقاده الى المونديال المقرر في جنوب إفريقيا الصيف المقبل.

لفت ايسيان انظار كشافي اكبر الاندية العالمية عام 1999 عندما قاد منتخب بلاده الى إحراز لقب كأس العالم للناشئين (تحت 17 عاماً) في نيوزيلندا، فتم التهافت على خدماته خصوصا من مانشستر يونايتد الانجليزي.

عانى ايسيان الامرين في مسيرته الكروية، مارس كرة القدم حافي القدمين حتى سن الـ12 بسبب الفقر المدقع الذي كانت تعيشه عائلته، حيث تكفلت والدته بتربيته وأربع شقيقات له، لكنه ومنذ اللقب العالمي للناشئين انقلبت حياته رأساً على عقب وان كان اختار الاحتراف في فريق باستيا الفرنسي المتواضع بناء على نصيحة وكيل اعماله فابيان بيفيتو.

ولم يتأخر ايسيان، الخجول خارج الملاعب، عن فرض نفسه في صفوف باستيا، خصوصاً في مختلف مراكز خط الدفاع وقد استفاد كثيرا من اصابة مدافعي باستيا وقتها قبل ان ينقض على مركز لاعب وسط مدافع ويتألق فيه بشكل لافت من خلال الاحتفاظ بالكرة وايقاف الهجمات والدقة في التمرير، بالاضافة الى هز الشباك في اكثر من مناسبة.

تهافتت اكبر الاندية الفرنسية على ايسيان خصوصاً باريس سان جرمان وليون ومرسيليا، وحصل فريق العاصمة على موافقة باستيا للاستفادة من خدمات اللاعب بيد انه وخلافاً لطباعه الخجولة رفض الالتحاق بباريس سان جرمان، وفضل الانضمام الى ليون، معتبراً أن الاخير قادر على تحقيق طموحاته.

أسهم ايسيان بشكل كبير في تتويج ليون بلقبي الدوري عامي 2004 و2005 وحصل عام 2005 على لقب افضل لاعب في الدوري الفرنسي، فتمرد مرة أخرى عندما هدد فريقه بعدم المشاركة في تدريباته اذا لم يسمح له بالانتقال الى تشلسي اللندني، فكان له ما أراد في اكبر صفقة في تاريخ النادي الانجليزي في حينها.

ورغم الصعوبات التي لاقاها ايسيان في بداية مشواره مع تشلسي والانتقادات اللاذعة التي وجهت اليه من وسائل الاعلام المحلية بسبب تدخله الخشن بحق الالماني ديتمار هامان لاعب وسط ليفربول وقتها، فإن النجم الغاني تألق بسرعة البرق وبات عنصراً اساسياً في تشكيلة البرتغالي جوزيه مورينيو الذي كان يشرف على الادارة الفنية لتشلسي، خصوصا عام 2007 عندما توج افضل لاعب في تشكيلة الفريق، ويبقى هدف التعادل الذي سجله في مرمى ارسنال عام 2006 الافضل في الدوري في ذلك الموسم.

يحدو ايسيان طموح كبير في قيادة منتخب بلاده الى تكرار إنجاز المانيا 2006 عندما بلغ الدور ثمن النهائي قبل ان يخسر امام البرازيل صفر-،3 ويدرك جيدا أنه اذا نجح في ذلك سيكسب حب الجماهير الغانية وسيتخطى بذلك عشقها للاسطورة عبيدي بيليه.

بيد ان مهمة ايسيان لن تكون سهلة في ظل معاناته هو شخصياً من الاصابة التي حرمته من مواصلة المشوار مع منتخب بلاده في نهائيات كأس الامم الافريقية الاخيرة في انغولا التي خسرت غانا مباراتها النهائية أمام مصر صفر-.1

أما ثالثة مباريات غانا في الدور الاول، فستجمعها مع ألمانيا يوم 23 يونيو على ملعب سوكر سيتي الجديد في جوهانسبورغ، وفيها سيواجه لاعب الوسط الغاني كيفن برنس بواتنغ 11 ألمانياً حانقين عليه بعد تسببه الفظيع بإبعاد قائدهم ميكايل بالاك عن نهائيات المونديال، عندما تعرض له بركلة دمرت كاحله الأيمن. واللافت ايضاً في هذه المباراة ان كيفن برنس قد يواجه جيروم الأخ غير الشقيق للاعب بورتسموث الانجليزي.

صحيح ان هذه المشاعر ستلعب دورها على ملاعب جنوب افريقيا، لكن منتخب غانا لديه أولويات في مشاركته المونديالية الثانية بعد .2006

 يقول راييفاتش (65 عاماً) «نحن في مجموعة صعبة تضم استراليا، وألمانيا وصربيا وكل المباريات ستكون صعبة. مباراة الافتتاح ستكون أمام صربيا، وأنا أعرف الكثير عنها. أستراليا تملك فريقا قويا وألمانيا هي المرشحة للتصدر. هدفنا هو التأهل الى الدور الثاني ومتابعة المسيرة».

سجل التصفيا

الدور الثاني: 4 انتصارات وخسارتان في 6 مباريات، سجلت 11 هدفاً، 5 أهداف في مرماها، 21 نقطة.

الدور الثالث: 6 مباريات، 4 انتصارات، تعادل، خسارة، 9 أهداف، 3 أهداف في مرماها، 31 نقطة.

الأكثر مشاركة: ريتشارد كينغسون (12).

الهدافون: ماتيو أمواه (5 أهداف).

لم تشارك غانا في النهائيات الا مرة واحدة في ألمانيا عام ،2006 لكن ما حققه «النجوم السوداء» من خلال التأهل الى الدور الثاني عجزت عنه منتخبات كثيرة وفي مشاركات عدة. وقعت غانا في مجموعة قوية عام 2006 ضمت ايطاليا التي احرزت اللقب لاحقا، وجمهورية تشيكيا والولايات المتحدة، فخسرت المباراة الاولى امام سكوادرا أتزورا صفر-،2 قبل ان تحقق فوزا مفاجئا على تشيكيا 2-صفر بهدفين من جيان أسامواه وسولي علي مونتاري، ثم حجزت بطاقة الدور الثاني بفوز ثمين على الولايات المتحدة 2-1 بهدفين من هامينو دراماني وستيفان أبياه.

لكن موعد البلد الافريقي التالي على الساحة الدولية كان مع عملاق كبير في الدور الثاني هو البرازيل بطلة العالم خمس مرات. لم يتمكن شبان غانا من الوقوف أمام رونالدو ورفاقه فسقطوا صفر-3 في مباراة غاب عنها نجمهم الأول مايكل ايسيان بسبب الايقاف.

ومن عناصر نجاح غانا المنتظرة والمشكوك فيها، لياقة نجمها الاول مايكل ايسيان الذي تابع انجازات ناديه تشلسي الانجليزي بتحقيق الثنائية من خارج الملعب بعد الاصابات التي طاردته، علماً أن صاحب التسديدات القوية لعب 54 دقيقة فقط خلال مباراة ساحل العاج في كأس أمم إفريقيا الاخيرة في أنغولا، حيث حقق المنتخب الغاني نتيجة رائعة ببلوغه المباراة النهائية قبل أن يخسر أمام مصر بتشكيلة تعج باللاعبين الشبان غاب عنها لاعبو الصف الاول لأسباب مختلفة.

وعانى بطل إفريقيا أربع مرات في أنغولا من إصابة مدافعي سندرلاند الانجليزي جون منساه وفولهام جون باينتسيل، لكن الاخيرين سيعودان لينضم اليهما الظهيران صامويل اينكوم وهانس ساربي.

وبعد معالجته الخلاف مع المدرب راييفاتش، سيخوض سالي علي مونتاري النهائيات بعد تتويج فريقه انتر ميلان بلقب دوري أبطال أوروبا رغم انه لم يكن أساسيا في فريق المدرب جوزيه مورينيو، وسيكون الى جانبه القائد المخضرم ستيفان أبياه البديل ايضا مع بولونيا الايطالي. كما يتمتع الفريق بأسماء اخرى مميزة في خط الوسط أمثال كوادوو أسامواه من أودينيزي الايطالي وأنطوني أنان من روزنبورغ النرويجي. بيد ان الورقة الرابحة للمنتخب الاسود والأبيض تتمثل بمهاجمه الفتاك جيان أسامواه صاحب ثلاثة أهداف في كأس امم افريقيا الأخيرة، وسيعاونه في خط الهجوم ماتيو أمواه لاعب بريدا الهولندي.

يلقب جيان في غانا بـ«بايبي جيت» نظراً لتسديداته التي تسلك مسارا مختلفا عن المسارات الاعتيادية، علما بأن ابن مدينة أكرا الذي سيشارك في النهائيات الثانية على التوالي يحمل ألوان نادي رين الفرنسي.

بالاضافة الى ذلك، حصل كيفن برنس بواتنغ (32 سنة) لاعب وسط بورتسموث الانجليزي على الضوء الأخضر من قبل الاتحاد الدولي لتمثيل غانا في المحفل الدولي. وكان اللاعب المولود من اب غاني وأم المانية ضمن تشكيلة المدرب راييفاتش الاولية قبل توجيهه الضربة التي هشمت كاحل الالماني ميكايل بالاك وأبعدته عن النهائيات.

كانت غانا أول دولة افريقية تتأهل من التصفيات لتنضم الى جنوب إفريقيا الدولة المضيفة، فتصدرت مجموعة سهلة ضمت بنين ومالي والسودان.

صحيح ان غانا أحرزت كاس أمم افريقيا أربع مرات آخرها عام ،1982 وان مشاركتها في الحدث العالمي هي الثانية فقط، الا ان بروزها الدائم في بطولات الصغار والناشئين عبر إحراز كأس العالم لما دون 17 سنة مرتين، وكأس العالم للشباب على حساب البرازيل بركلات الترجيح عام ،2009 يجعل منها منتخبا خطيرا في النهائيات ومصدر ازعاج لألمانيا وصربيا واستراليا.

 

الأكثر مشاركة