لافيلوني.. طائر يحلّق على ارتفاع شاهق

ينظر الفرنسي رينو لافيلوني الى تجاوز اثنين في منافسات القفز بالزانة، هما الاسترالي ستيفن هوكر البطل الاولمبي والعالمي الذي بلغ ارتفاع 6.06م في مطلع العام الماضي، والاوكراني الاسطورة سيرغي بوبكا حامل الرقم القياسي العالمي في الهواء الطلق (6.14 م) وضمن القاعة (6.15 م).

طبعا الطموح كبير والحلم متقد، لكن لافيلوني الذي كان مغمورا قبل اقل من موسمين، يستند الى معطيات ميدانية في سياق تأكيد جدارته المعززة بالاجتهاد والاعداد، ذلك لانه الافضل حاليا في ضوء نتائجه وانتصارته، وآخرها احرازه الميدالية الذهبية (5.85م) في بطولة اوروبا التي اجريت في مدينة برشلونة الاسبانية.

وقتذاك، اعتبر لافيلوني مفاجأة، وكان الرهان على مدى صموده واستمراره، خصوصا بعدما حطم الرقم القياسي الفرنسي مسجلا 6.01 م في بطولة اوروبا للفرق التي اجريت العام الماضي في مدينة لييرا البرتغالية، لكنه اثبت جدارته تباعا، فقبل احرازه اللقب الاوروبي في الهواء الطلق، حصد لافيلوني اللقب القاري ضمن القاعات في تورينو، والميدالية البرونزية في بطولة العالم الماضي في برلين.

ويعول لافيلوني (يبلغ سن الـ24 في 18 سبتمبر المقبل) كثيرا على انجاز موسم خال من الهزائم، يؤهله للفوز بجائزة القفز بالزانة ضمن الدوري الماسي، وهو تحد شخصي بالدرجة الاولى.

في برشلونة كان لافيلوني سعيدا ومرتاحا، فقد ألقى عن كاهله ثقلا بعدما بات اول فرنسي يحقق لقبا اوروبيا في القفز بالزانة، خصوصا ان برونزية «مونديال برلين» لم تشبع نهمه.

ويكشف لافيلوني ان افضليته الظاهرة على منافسيه تجعله متحفزا لكن اكثر قلقا، لا سيما ان تصنيفه الرقم واحد عالميا حاليا لم يأت من فراغ.

ويؤكد انه قام بأفضل قفزاته هذا الموسم، وهذا ثمرة الجهد الدؤوب الذي يبذله مع مدربه داميان انيسنسيو، والذي تفرغ له منذ ان شق طريقه وحطم الرقم القياسي الفرنسي (هو اللاعب الـ14 في العالم الذي تجاوز ارتفاع ستة امتار).

ويعتبر هذا الثنائي ان غلة الانتصارات التي «تتكدس» مفيدة على طريق بطولة العالم، السنة المقبلة، في مدينة دايغو الكورية الجنوبية، والدورة الاولمبية عام 2012 في لندن.

حقق لافيلوني (.77ام - 69 كلغ) 10 انتصارات متتالية، وتخطى حاجز الـ5.80م سبع مرات.

وبداية لافيلوني مع القفز بالزانة تعود الى مرحلة الحضانة، ففي عمر السنوات الأربع عوده والده على تجاوز الخوف من الارتفاعات، ودربه على القفز في حديقة المنزل مستخدما عارضة الستائر، ما نمى في نفسه حب هذه الرياضة الدقيقة والمثيرة، وزاد من طموحه.

ولعل أبرز مزايا لافيلوني البدنية ليونة مثالية في منطقة الحوض وعضلات الظهر السفلى، ما يعوضه سنتيمترات ثمينة تفتقدها قامته العادية، غير الموحية اساسا انه نجم في تخطي «ارتفاعات شاهقة».

 

تويتر