مخاوف من تأزم جديد للعلاقات المصرية - الجزائرية

لقاء الأهلي والشبيبة يُنذر بفتح «الجروح القديمة»

حافلة النادي الأهلي تعرضت للرشق بالحجارة في الجزائر. إي.بي.أيه

تسببت مباراة فريقي الأهلي المصري وشبيبة القبائل الجزائري في الجولة الثالثة من المجموعة الثانية ضمن دور الثمانية في بطولة دوري ابطال إفريقيا على أرضية ملعب 1 نوفمبر 1954 بالجزائر، التي انتهت بفوز الفريق المضيف بهدف نظيف، في تكرار الاحداث التي حصلت قبل مباراة منتخبي مصر والجزائر في المباراة الاخيرة من التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2010 في جنوب إفريقيا بالقاهرة، حينما تعرضت حافلة المنتخب الجزائري للرشق بالحجارة من قبل مشجعين مصريين.

وتم إخماد نيران ما صاحب المباراة من عنف ومشكلات، وعادت العلاقات الاخوية الى مجراها الطبيعي، خصوصاً بعد الاستقبال الرائع الذي حظي به فريق شبيبة القبائل من قبل المصريين لدى ملاقاته فريق الاسماعيلي في الجولة الاولى من البطولة ذاتها، وبعد مناسبات سياسية ورياضية أخرى أعادت تشييد جسور المودة بين الطرفين.

ولكن تكررت أحداث رشق الحافلة بالحجارة مرة أخرى، وهذه المرة من جانب جماهير جزائرية على حافلة الاهلي المصري قبل ذهابه الى التدريب، وكذلك بعد انتهاء المباراة. ووفقاً لوسائل إعلامية مصرية تقدم النادي المصري صباح الثلاثاء الماضي باحتجاج رسمي للاتحاد الافريقي مدعماً بالمستندات والصور ولقطات الفيديو، مطالباً فيه بإعادة المباراة. واستند في تقريره الى أسباب عدة منها الاعتداءات التي تعرضت لها حافلة الفريق، وقرارات حكم المباراة التوغولي كوكو دجاوبي في لقطات عدة، منها حالة الطرد التي تعرض لها حسام غالي وعدم توفيره الحماية اللازمة للاعبي الاهلي داخل الملعب، وكذلك عدم اطمئنان مراقب المباراة على بعثة الاهلي بعد تعرضها للاعتداء على الحافلة بعد المباراة.

وكانت معظم الصحف المصرية هادئة تجاه ما حدث في حادثة الرشق، وأشادت بموضوعية الصحف الجزائرية في نقل أحداث الاعتداء، وفضلت ان تصب جام غضبها على حكم المباراة الذي كان تعامله غير واقعي تجاه بعض اللاعبين حسب وصفها. وألقت الكثير من الصحف المصرية الضوء في عناوينها على تصريحات حسام البدري مدرب الاهلي الذي وجه أصابع الاتهام في هزيمة فريقه الى حكم اللقاء التوغولي والضغوط النفسية التي تعرض لها لاعبوه قبل المباراة وخلالها.

وكان حكم المباراة التوغولي كوكو دجاوبي طرد لاعب الاهلي حسام غالي في الدقائق الاخيرة من اللقاء من دون سبب واضح، على حد وصف اللاعب نفسه، ووفقاً لمسؤولين في النادي الاهلي لم يحتسب حكم المباراة دقائق كافية من الوقت بدل الضائع بعد ان توقفت المباراة 10 دقائق بعد احتجاجات لاعبي الاهلي المصري على إلغاء هدف زميلهم محمد شوقي في الدقيقة .85

وعلى الجانب الآخر، كانت الصحف الجزائرية أكثر حساسية تجاه ما حدث، فعلى سبيل المثال أشارت صحيفة «الجزائر نيوز» الجزائرية في أحد عناوين اخبارها إلى ان احمد حسن لاعب الفريق الاهلي وصف أجواء لقاء شبيبة القبائل بـ«الارهابية»، بينما أشار فحوى الخبر إلى ان ما قاله أحمد هو ان الاجواء كانت «غير رياضية» من دون ذكر كلمة «إرهابية» في اي جزء من أجزاء الخبر.

الى ذلك، نقلت صحيفة «الشروق اون لاين» الجزائرية عن اللاعب الدولي المصري السابق مجدي عبد الغني، اول من امس، انتقاداته لمسؤولي ولاعبي الاهلي قائلاً إن الاهلي هزم فوق أرضية الميدان، وما حدث من أحداث هو امر طبيعي نظراً لحجم المباراة والضغوط التي عليها، وأشاد عبدالغني بحفاوة الاستقبال التي حظي به النادي الاهلي من قبل الجزائريين وانتقد الطريقة التي تصرف بها النادي الاهلي بمنع لاعبيه بعد اللقاء من التصريح لجميع وسائل الإعلام، حتى المصرية منها.

وقالت صحيفة «الفجر» ان الاعلام المصري اعترف اخيراً بالاعتداء الذي تعرضت له حافلة المنتخب الجزائري في القاهرة في تصفيات كأس العالم الاخيرة، وأشارت إلى ان الاعلام المصري اعترف بموضوعية الاعلام الجزائري في نقل أجواء ووقائع المقابلة بكل تفاصيلها بموضوعية، خصوصاً حادثة الاعتداء على حافلة الاهلي. وفي السياق نفسه، أوضحت الصحيفة نفسها ان هناك سلوكيات غير رياضية صدرت من لاعبي الاهلي تجاه الجمهور ورجال الامن الجزائريين، وأضافت ان لاعبين هددوا بعض الجماهير الجزائرية بالانتقام منهم في مباراة العودة بمصر، التي ستقام 29 من الشهر المقبل.

يذكر أن رئيس النادي الأهلي حسن حمدي وعد فريق شبيبة القبائل بحسن الاستقبال في مصر، وأكد أن ما حدث لن يؤثر إطلاقاً في ما يجمع المصريين والجزائريين من علاقات أخوية.

تويتر