«الجزيرة» حصلت على حقوق حصرية لبث كأس العالم. الإمارات اليوم

«الجـزيرة الرياضية»: التشــــويش على كأس العالم مصدره الأردن

أكدت شبكة قنوات الجزيرة الرياضية، أمس، أن التشويش الذي تعرضت له قنواتها الناقلة لمونديال جنوب إفريقيا في يونيو الماضي، مصدره الأردن، وقال المدير العام للشبكة ناصر الخليفي في تصريح له لقناة الجزيرة الإخبارية، إن التحقيق الذي قامت به القناة وكان يتتبع مصدر التشويش الذي تسبب في خسائر تكبدتها القناة، وأفسد متعة مباريات مهمة على مشاهديها جاء من الأردن. وأكد الخليفي أن القناة لن تتنازل عن حقها في ملاحقة المتسببين في هذا التشويش قضائياً.

وكانت صحيفة «الغادريان» البريطانية قد كشفت أول من أمس عن حصولها على مستندات ووثائق تدل على أن التشويش على قنوات الجزيرة الرياضية، خلال كأس العالم ،2010 التي أقيمت أخيرا في جنوب إفريقيا، مصدره الأردن، ما تسبب ذلك في حرمان الملايين من مشتركي ومتابعي القناة من مشاهدة عدد من المباريات خلال المونديال، لافتة إلى أن هناك مفاوضات كانت تجري في ذلك الحين بين مسؤولي القناة وبين الاردن، من أجل بث المونديال على القنوات الارضية في الاخيرة، لكنها انهارت فجأة ما أغضب المسؤولين الاردنيين، على حد تعبيرها.

وسارع الأردن من جانبه، وعلى لسان مصدر حكومي رفيع المستوى، إلى نفي هذه الاتهامات، معتبراً انها غير صحيحة، كونه ليس وارداً قيام الاردن بالتشويش على أي محطة عربية أو أجنبية.

وأشار المصدر في حديث لصحيفة «الدستور» الاردنية، إلى انه ليس من سياسات حكومته مناكفة أي جهة إعلامية، كونه يؤمن بحرية الإعلام.

ودارت الكثير من التكهنات بشأن الجهة التي قامت بعملية التشويش، فيما كانت تقارير صحافية سابقة أشارت إلى اتهام مصر أو إسرائيل بالقيام بهذه العملية، لكن الاولى نفت بشدة وعلى لسان رئيس اتحاد الاذاعة والتلفزيون، أسامة الشيخ الاتهامات التي وجهت إلى «نايل سات».

وحرمت عملية التشويش التي حدثت في سبع مباريات وبدأت منذ المباراة الافتتاحية بين جنوب افريقيا والمكسيك، الملايين من مشتركي ومتابعي «الجزيرة الرياضية» في الشرق الاوسط وشمال افريقيا وإيران، من مشاهدة البث الذي تخلله انقطاع الصورة والصوت، ما أدى الى حالة من الغضب والاستياء على القناة التي سارعت من جانبها لمعالجة الامر من خلال إطلاق باقات إضافية جديدة لتعويض مشتركيها، فضلا عن قيامها بدفع ملايين الدولارات مقابل تكليف شركة متخصصة في هذا المجال لكشف الجهة التي تورطت في مسألة التشويش.

وفي التفاصيل، ادعت «الغادريان» عبر محررها في الشرق الاوسط، انها حصلت على وثائق سرية تؤكد فيها فرق مختصة بالامور الفنية عبر استخدامها تقنية تحديد الموقع الجغرافي، ان التشويش أتى من منطقة بالقرب من مدينة السلط الواقعة في الشمال الغربي من العاصمة عمان، وأن خبراء حددوا موقع التشويش من الاحداثيات التالية: 32.125 شمالا و35.766 شرقاً.

وأشارت الصحيفة إلى ان خبراء في مثل هذه القضايا أشاروا إلى انه من غير المرجح ان يتم هذا التشويش من دون معرفة السلطات الاردنية، لافتين إلى ان هذه القضية معقدة جداً، كون عملية التشويش تتم من خلال نقل إشارات تلفزيونية أو اذاعية تقوم بتعطيل الاشارة الاصلية، من اجل منع الاستقبال على ارض الواقع، مشيرين إلى ان ذلك يعد عملاً غير قانوني بموجب المعاهدات الدولية.

وذكرت الصحفية أن أحد الدبلوماسيين الأردنيين رفض التعليق على القضية، مكتفياً بالقول إنه لم يكن هناك وقت كاف لدراسة التفاصيل.

بلاك: قطر تعلم بالخبر قبل نشره

أوضح محرر صحيفة «الغارديان» الذي كتب خبر التشويش على قنوات الجزيرة الرياضية في المونديال، ايان بلاك في اتصال مع «الإمارات اليوم»، أنه يعتقد بأن قطر كانت تعلم أن الاردن كانت السبب في التشويش قبل نشر الخبر في صحيفته. وأشار ايان بلاك إلى أن اسم اسرائيل غير موجود في الوثائق السرية التي حصلت عليها «الغارديان»، والتي كشفت أسرار التشويش الذي حدث على سبع مباريات على قنوات الجزيرة الرياضية في مونديال جنوب افريقيا، إذ إن رئيس قسم المراسلين في القناة القطرية، رائد عابد، أشار في يونيو الماضي لـ«الإمارات اليوم»،إلى انه لا يستبعد تورط إسرائيل في عملية التشويش. وأشار بلاك إلى انه في هذه المرحلة لا يملك شيئاً ليضيفه الى الموضوع، مؤكداً ان كل المعلومات والمعطيات التي يمتلكها قد أدرجها في الخبر الذي نشر في صحيفته، أول من أمس. يذكر أن ايان بلاك محرر سياسي مختص بشؤون الشرق الاوسط، ويعمل منذ 25 عاماً في «الغارديان»، وكان خلال هذه الفترة الطويلة محرراً مختصاً بشؤون أوروبا والدبلوماسية، وكاتباً رئيساً للشؤون الاجنبية، بالإضافة إلى كونه مراسلاً في الشرق الاوسط.

وطبقاً لوثائق سرية مكونة من خمس حلقات حصلت عليها الصحيفة البريطانية، أشارت إلى ان فرقاً مختصة في الامور الفنية أكدت، باستخدامها تقنية تحديد الموقع الجغرافي، ان التشويش أتى من منطقة بالقرب من مدينة السلط الواقعة في الشمال الغربي من العاصمة عمان.

وأعلنت «الجزيرة» في ذلك الحين، أن التشويش كان متعمداً، وأنه يمثل عملاً تخريبياً، فيما أكدت الصحيفة البريطانية ان التكهنات كانت تحوم حول مصر أو السعودية بشأن عملية التشويش. وقال مدير إدارة الاخبار في قناة الجزيرة الرياضية محمد عمور، خلال اتصال هاتفي مع «الإمارات اليوم»، إن «القناة تضررت كثيراً مادياً ومعنوياً جراء التشويش الذي صاحب عملية البث خلال المونديال الاخير، ولذلك فإن من حقها ملاحقة المتسبب واسترداد حقوقها، كونها تكبدت مصاريف اضافية بعدما اضطرت إلى إطلاق باقات إضافية جديدة لتعويض مشتركيها». وأضاف عمور «ما حدث يعتبر أيضا اعتداء على حقوق مشتركي القناة الذين قاموا بشراء بطاقات الاشتراك لمشاهدة مباريات المونديال، وتضرروا كذلك من عملية التشويش».

وأشار عمور إلى أن القناة ومن باب الوفاء لمشتركيها في مختلف أنحاء العالم الذين تضرروا كثيرا من عملية التشويش، قامت بمنحهم اشتراكاً مجانياً اضافياً لمدة شهر عقب انتهاء مباريات كأس العالم، كونهم صبروا على ما حدث.

وكشف عمور أنه يمكن لأي سيارة نقل أو ما يسمى بـ«إس إن جي» القيام بعملية التشويش.

الأكثر مشاركة