أستراليا تأمل خوض المونديال على أرضها. أ.ف.ب

أستراليا تحلم باستضافة المونديال في القارة المنسيّة

تحلم أستراليا بجلب نهائيات كأس العالم لكرة القدم الى القارة الوحيدة التي لم تحتضن هذا الحدث العالمي في السابق، وهي تأمل أن تحصل على هذا الشرف عام .2022

وتتنافس عملاقة قارة أوقيانوسيا مع كل من الولايات المتحدة وقطر واليابان وكوريا الجنوبية لاستضافة العرس الكروي العالمي بعد 12 عاماً، ورغم ان النهائيات اقيمت في النصف الجنوبي من الكرة الارضية في خمس مناسبات حتى الآن، فإن الجزيرة التي يبلغ عدد سكانها 22 مليون نسمة والتي أصبحت تحت لواء الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، لم تحصل على هذا الشرف حتى الآن.

كانت استراليا عضوا في اتحاد اوقيانوسيا حتى عام 2006 عندما قررت الانضمام الى كنف الاتحاد الآسيوي، وهي تأهلت الى نهائيات مونديال جنوب افريقيا 2010 من خلال التصفيات الآسيوية.

وتلقت حظوظ استراليا في استضافة مونديال 2022 ضربة قاسية هذا الشهر عندما اوقف الاتحاد الدولي «فيفا» رئيس الاتحاد الاوقياني التاهيتي راينالد تيماري وحرمه حق التصويت في سباق استضافة نسختي 2018 و،2022 وذلك بسبب فضيحة الرشى التي طالت ايضا زميله في اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي النيجيري اموس امادو.

وكان من المتوقع ان يذهب صوت تيماري الى استراليا خلال التصويت على هوية البلدين اللذين سيستضيفان مونديالي 2018 و،2022 لكن ايقافه سيحرم هذا البلد صوتاً مهماً للغاية.

لكن رئيس الاتحاد الاسترالي فرانك لوي بقي متفائلاً بقدرة بلاده في الحصول على شرف استضافة العرس العالمي عام ،2022 وقال بهذا الصدد «أؤمن بأن استراليا تملك افضل ملف ترشح، انا اعلم أننا نملك افضل ملف».

وأضاف «أنا اعلم أننا نجحنا في اقناع العديد من أعضاء اللجنة التنفيذية في الفيفا بأننا نملك افضل ملف».

ويبدو ان لجنة التقييم الفني التابعة للفيفا توافق لوي الرأي من حيث قوة الملف الاسترالي، لكنها لم تغفل مسألة الفارق في التوقيت الذي سيؤثر كثيرا في عائدات النقل التلفزيوني في كل من اوروبا والاميركتين الشمالية والجنوبية اذا فازت استراليا بشرف الاستضافة.

وجاء في ملخص التقييم الفني أنه «في حال استضافت استراليا كأس العالم، فستكون هناك مخاطر تراجع عائدات النقل التلفزيوني ومعه تراجع العائدات التجارية من اوروبا والاميركتين». ورأى الملخص التقييمي انه من أجل تعويض الخسائر الناجمة عن تراجع العائدات من اوروبا والاميركتين، يجب أن يرتفع حجم العائدات التي تؤمنها اوقيانيا وآسيا بشكل كبير جداً.

ومن النقاط الايجابية التي تطرق اليها ايضا الملخص التقييمي لملف أستراليا، المواصلات والبنى التحتية والاتصالات والامن وتاريخ هذا البلد في استضافة احداث كبرى، خصوصاً اولمبياد سيدني 2000 وكأس العالم للركبي عام .2003

وستشكل أستراليا في حال حصولها على شرف الاستضافة جسر عبور بين القارتين الاوقيانية والآسيوية، وهي تعتبر من اكثر الدول المرشحة اماناً وودية، كما ان تسعة من الملاعب الـ12 المرشحة لاستضافة مباريات كأس العالم موجودة اصلاً وسيتم تحديثها بشكل مؤكد.

اما بالنسبة للنقاط السلبية التي ستؤثر في ملفها فهي الى جانب فارق التوقيت مع اوروبا والاميركتين، مساحتها الشاسعة التي تتطلب السفر جواً من ملعب الى آخر، والطقس البارد (فصل الشتاء في النصف الجنوبي من الكرة الارضية)، اضافة الى وجود عدد غير كاف من سكك الحديد الخاصة بالقطارات السريعة التي ستنقل المشجعين بين المدن المستضيفة للمباريات.

كما أن كرة القدم ليست من الرياضات الاكثر شعبية في البلاد، وقد يتزامن موعد كأس العالم مع اقامة بعض المسابقات الشعبية في البلاد مثل دوري الركبي، يضاف الى ذلك أن هذا البلد لا يعتبر من كبار الكرة العالمية، إذ انه لم يشارك في كأس العالم سوى ثلاث مناسبات اعوام 1974 و2006 و،2010 وتخطى الدور الاول مرة واحدة فقط.

أميركا تأمل إحياء إرث مونديال 1994

ترفع الولايات المتحدة راية نجاحها في استضافة مونديال 1994 لكرة القدم، في سعيها إلى جلب الحدث الكروي الأكبر في العالم مرة جديدة الى شمال القارة الأميركية، وذلك من خلال ترشحها لاستضافة نسخة .2022

يعول الأميركيون على السوق الهائلة في أميركا الشمالية من الناحيتين الاقتصادية والتسويقية والقدرة الاستيعابية المذهلة للملاعب، وهي مزايا قد تلعب دورها في منافسة بقية المرشحين لاستضافة نسخة 2022 أي قطر، وكوريا الجنوبية، واليابان، وأستراليا.

فبعد 21 شهرا من الحملات الترويجية المستمرة للملفات المرشحة، تبدو الولايات المتحدة في موقع فريد، اذ تعتبر الدولة الوحيدة من خارج كنف الاتحاد الآسيوي المرشحة لاستضافة كأس العالم .2022

في المقابل، ورغم الامكانات الهائلة لبلاد العم سام، فإنها لطالما اعتبرت دولة كروية من الصف الثاني، رغم مشاركاتها المستمرة في كأس العالم وبلوغها الأدوار الاقصائية، وذلك لتقدم رياضات أخرى عليها مثل دوري كرة السلة للمحترفين «أن بي أي» الاقوى في العالم، وكرة القدم الأميركية «أن أف أل»، والبيسبول «أم ال بي»، والهوكي على الجليد «أن أيتش أل»، في حين لايزال دوري كرة القدم «أم أل أس» أقل شعبية من غيره.

ورغم بعض الصفقات المليونية التي حاولت جلب بعض اللاعبين النجوم الى الدوري، مثل الانجليزي ديفيد بيكهام لاعب لوس انجلوس غالاكسي والفرنسي تييري هنري أخيرا الى نيويورك ريد بولز، فإن الدوري الذي ضم في عقود ماضية البرازيلي بيليه والالماني فرانتس بكنباور في نيويورك كوزموس والهولندي يوهان كرويف في لوس أنجلوس أزتيكس وواشنطن ديبلوماتس، يبقى رمزاً لإيواء من قاربت مسيرته على الانتهاء في الملاعب الأوروبية.

لكن رئيس الاتحاد الاميركي لكرة القدم ورئيس الملف الأميركي سونيل غولاتي يعتبر وصول الولايات المتحدة الى الدور الـ16 من كأس العالم الأخيرة في جنوب إفريقيا رفع من اهتمام المواطن الاميركي باللعبة أو «سوكر» كما يطلق عليها في البلاد: «نجحنا أخيراً في الوصول الى ما كافحنا من أجله منذ 25 عاماً وهو رفع الاهتمام باللعبة. الناس التي لم تكن مهتمة من قبل أصبحت تتحدث عن كأس العالم الآن».

أكمل دوري كرة القدم موسمه الخامس عشر الاسبوع الماضي، فقد تأسس بعد كأس العالم 1994 التي استضافتها الولايات المتحدة للمرة الأولى في تاريخها. استمرار الدوري ونموه حتى بلغ عدد المشاركين فيه 18 فريقاً ساعد على خلق قاعدة أسهمت في ترميم المنتخب الوطني.

يتابع غولاتي: «لايزال ارث كأس العالم 1994 موجودا بقوة في بلد بحجم الولايات المتحدة، وستمنح كأس العالم 2002 افقاً جديداً وستكون مؤثرة في الصعيدين الأميركي والعالمي».

واشنطن ــ أ.ف.ب

الأكثر مشاركة