المصريون يصومون 88 يوماً ويـفطرون على الدوري غداً
أكد رياضيون مصريون أن عودة الدوري المصري لكرة القدم المتوقف منذ 88 يوماً بسبب ثورة 25 يناير، سيكون لها الكثير من الآثار الإيجابية على المنتخبات الوطنية والاقتصاد المصري، موضحين أن هناك أربعة أسباب أسهمت في قرار إعادة الحياة للملاعب، أولها مصلحة المنتخبات التي تشارك في بطولات القارة الافريقية، وثانيها التأثير الايجابي في الاقتصاد والسياحة المصرية، والسبب الثالث يندرج في نقل صورة حضارية عن الثورة المصرية بتدعيم الأمن والأمان في الشارع المصري، والرابع يكمن في البعد المالي، إذ كان قرار الإلغاء سيؤدي إلى خسائر كثيرة ستتكبدها الاندية واتحاد الكرة المصري، وكذلك الفضائيات الرياضية صاحبة الحق في نقل وإذاعة المباريات.
وتستأنف مباريات الدوري المصري غداً من خلال الجولة الـ16 بعد توقف طويل، حيث يلتقي الأهلي اتحاد الشرطة، والاسماعيلي بتروجيت، وسموحة الانتاج الحربي، وطلائع الجيش المصري البورسعيدي، والجونة انبي، فيما تواصل اللقاءات الخميس المقبل بمواجهة الزمالك حرس الحدود، ومصر للمقاصة الاتحاد السكندري، والمقاولون العرب وادي دجلة.
ويتصدر الزمالك المسابقة برصيد 32 نقطة، يليه الاسماعيلي 29 نقطة، واتحاد الشرطة ثالثاً 26 نقطة، وهو الرصيد نفسه لإنبي والاهلي في المركزين الرابع والخامس على التوالي.
ولن تشهد الملاعب المصرية عودة مسابقة الدوري الممتاز فقط، بل ستستأنف جميع المسابقات الأخرى الخاصة بالدرجتين الثانية والثالثة.
ووضع المجلس الأعلى للرياضة المصري بالاتفاق مع مجلس الوزراء بعض الشروط التي تضمن خروج المباريات بشكل آمن، بعيداً عن تجاوزات واندفاع الجماهير ناحية الملعب، مثلما حدث في مباراة الزمالك والافريقي التونسي في دوري ابطال افريقيا، التي شهدت اجتياح الجماهير المصرية أرض الميدان في الدقائق الاخيرة، اعتراضا على قرار حكم المباراة. وما بين مؤيد ومعارض لعودة الحياة الى الدوري المصري، رجحت كفة المطالبين بعودة المسابقة الاولى في كرة القدم المصرية. وقال عضو اتحاد كرة القدم المصري حازم الهواري لوسائل إعلام مصرية، إن «عودة الدوري المصري ستصب في مصلحة الاقتصادي السياحي المصري، وسيكون لها دور إيجابي كبير في اقناع العالم بأن الامن والامان قد عادا الى الشارع المصري، بعد مرحلة من الانفلات الامني ساد عقب الثورة». من جهته، أكد الإعلامي والمتحدث الرسمي في اتحاد كرة القدم المصري، مدحت شلبي أن «عودة الدوري المصري ستحد من المخاطر والخسائر المادية التي كانت ستتكدبها الأندية واتحاد الكرة والقنوات الفضائية الرياضية المتعاقدة على بث مباريات الدوري».
وشدد خبراء على أن توقف الدوري سيؤثر سلباً في المنتخبات المصرية المشاركة في التصفيات المؤهلة الى البطولات المختلفة، خصوصاً المنتخب الاول الذي يخوض منافسات التأهل الى نهائيات افريقيا، والمنتخب الأولمبي الذي يخوض التصفيات المؤهلة إلى اولمبياد لندن ،2012 وكذلك منتخبا الشباب والناشئين اللذان يخوضان تصفيات مؤهلة الى مسابقات مختلفة في القارة السمراء.
واتفق المجلس الأعلى للرياضة ومجلس الوزراء المصري على شروط قوية بعد ضمانات أمنية قدمها وزير الداخلية بتوفير الغطاء الأمني خلال المباريات، وكذلك في المسارات التي ستسلكها الفرق إلى الملاعب ذهاباً وإياباً خصوصاً الطرق الخارجية بين المحافظات.
وستكون هناك شروط صارمة لضمان سلامة وأمن اللاعبين والجماهير، من بينها حضور مقنن للجماهير عن طريق تقليص أعداد تذاكر الدخول، كما تم إقرار تشكيل لجنة عليا لتنظيم الدوري تضم ممثلين من وزارة الدفاع ووزارة الداخلية وجهات معنية أخرى، يكون لها صلاحية إصدار قرارات حاسمة إذا وقعت مشكلات أمنية اثناء المباريات. بدوره، قال رئيس اتحاد كرة القدم المصري، سمير زاهر، إن «يوم الاربعاء سيكون عيداً للرياضة المصرية، لانه سيشهد عودة اهم مسابقة رياضية في مصر ينتظرها ملايين الجماهير العاشقة لكرة القدم»، مشيراً إلى أن «إجراءات كثيرة ستضمن عودة المباريات بهدوء ودون أي خطورة على الجماهير أو اللاعبين، ومن الضروري أن تتحلى الجماهير بالوعي، وان تبتعد عن أي شيء من شأنه تعكير الأجواء ويسهم في انتشار التوتر في الملاعب». وقالت وكالة الشرق الاوسط المصرية أمس، ان «وزارة الداخلية تعهدت تأمين مباريات الدوري المصري»، وذكرت ان «وزير الداخلية المصري، منصور عيسوي عقد اجتماعا بحضور رؤساء الأندية ورئيس واعضاء مجلس ادارة اتحاد الكرة، ورئيس المجلس القومي للرياضة حسن صقر، وتعهد ان يؤمن أفراد الشرطة مباريات الدوري بالتعاون مع إدارات الأندية ورجال الامن المتخصصين، وأكد ان رجال الشرطة سيقومون بتأمين مباريات الدوري بدرجاته كافة في كل المحافظات».