عملاقا الكرة العالمية تحت ضغط الخيبة المــونديالية
تبلغ المنافسة ذروتها بين الغريمين التقليديين والجارين الأرجنتين والبرازيل، في جميع المباريات، سواء منها الودية والرسمية، ومشاركتهما في كأس اميركا الجنوبية «كوبا اميركا» لكرة القدم، التي تستضيفها الأولى حتى 24 يوليو الجاري، لن تخرج عن هذا الإطار خصوصاً ان اصحاب الأرض يسعون الى الثأر من ضيوفهم الذين هزموهم في نهائي النسختين الأخيرتين.
بيد ان عملاقي الكرة الأميركية الجنوبية والعالمية يدخلان البطولة القارية تحت ضغوط كبيرة، بسبب الفشل الذريع في نهائيات كأس العالم الأخيرة في جنوب افريقيا ،2010 حيث ودعت الأرجنتين من ربع النهائي بخسارة مذلة امام المانيا صفر-،4 والبرازيل من الدور ذاته على يد هولندا 1-.2
وتدرك الأرجنتين والبرازيل جيداً أن الخطأ ممنوع عليهما في «كوبا اميركا» حيث تسعى الأولى الى فك صيام عن الألقاب دام 18 عاماً، وتمني الثانية النفس بتلميع صورتها وطمأنة جماهيرها على افق استعداداتها لاستضافة نهائيات كأس العالم عام ،2014 وبالتالي الظفر باللقب العالمي السادس.
ولم تهضم الجماهير الأرجنتينية حتى الآن الخسارة المذلة لمنتخب «البيسيليستي» امام المانشافت في العرس العالمي، كما ان الكرة الأرجنتينية تعيش على احداث الشغب التي اثيرت نهاية الأسبوع الماضي بهبوط العملاق ريفر بلايت الى الدرجة الأولى للمرة الأولى في تاريخه، من دون نسيان غياب الأندية الأرجنتينية عن الدور النهائي للمسابقة الأعرق في اميركا الجنوبية «ليبرتادوريس» التي تعادل مسابقة دوري ابطال اووربا، حيث جمعت بين ممثلي غريميها التقليديين سانتوس البرازيلي وبينارول الأوروغوياني.
وما يزيد الطين بلة ان المنتخب الأرجنتيني لم يذق طعم الألقاب منذ 18 عاماً وتحديداً منذ تتويجه بـ«كوبا اميركا» عام 1993 في الإكوادور، وخسر نهائي النسختين الأخيرتين امام البرازيل بركلات الترجيح عام 2004 وصفر-3 عام ،2007 في حين ان منتخباته للفئات العمرية تظفر من حين لآخر بألقاب ابرزها ذهبية اولمبيادي اثينا وبكين عامي 2004 و2008 على التوالي.
ويتساءل الأرجنتينيون كثيراً عن عدم قدرة منتخب بلادهم على الظفر بالألقاب مع أن صفوفه تضم افضل لاعب في العالم في العامين الأخيرين، نجم برشلونة الإسباني ليونيل ميسي.
ومحاولة منه للاستفادة أكثر من ميسي الذي غالباً ما خيب الآمال مع منتخب بلاده، خلافاً لمستواه مع فريقه برشلونة، قرر المدرب الجديد للمنتخب الأرجنتيني سيرخيو باتيستا توظيف ميسي على غرار ما يفعله معه جوزيب غوارديولا في الفريق الكاتالوني من خلال منحه الحرية الكاملة في الخط الهجومي.
وأثبت ميسي الذي سجل هدف الفوز الوحيد في مرمى البرازيل في المباراة الدولية الودية الأخيرة بين المنتخبين في نوفمبر الماضي في الدوحة، فعالية كبيرة في مركزه الجديد خلافاً لما كان عليه الوضع مع المدرب السابق الأسطورة دييغو ارماندو مارادونا.
وسجل ميسي هدفاً وصنع هدفين في المباراة الدولية الودية الأخيرة امام البانيا (4-صفر) بيد ان المنتخب المنافس كان متواضعاً وشارك بفريقه الرديف وبالتالي فإن الحكم على اداء ميسي سيكون في المنافسات الرسمية في «كوبا اميركا».
ويواجه باتيستا موقفاً حرجاً للغاية في خط الهجوم، حيث يتعين عليه المفاضلة بين ترسانة من الطراز الرفيع تبلي البلاء الحسن مع انديتها في القارة العجوز، وهم الى جانب ميسي، كارلوس تيفيز وغونزالو هيغواين وانخل دي ماريا ودييغو ميليتو وسيرخيو اغويرو وايزكييل لافيتزي وخافيير باستوري.
في المقابل، تألقت البرازيل في السنوات الـ18 التي غابت فيها غريمتها التقليدية الأرجنتين عن الألقاب حيث توج منتخب السامبا بلقبين عالميين (1994 و2002) وأربعة ألقاب قارية (1997 و1999 و2004 و2007)، بيد أن خسارة أي مباراة تعتبر دائماً اهانة في البرازيل، في الوقت الذي يطالب فيه المدرب الجديد مانو مينيزيس، خليفة كارلوس دونغا، المقال من منصبه عقب المونديال، بمزيد من الوقت لينجح في «عمله التجديدي» للسيليساو.
وقال «اذا منحنا الوقت الكافي فإن هدفنا ليس التتويج بكأس العالم فقط بل دورة الالعاب الاولمبية» في اشارة الى اولمبياد 2016 الذي تستضيفه ساو باولو.
وقام مينيزيس بتجديد دماء منتخب السامبا بإشراكه لاعبين شباب واعدين امثال نيمار وغانسو ولوكاس لإشباعهم بالخبرة الدولية لإحراز الذهب الأولمبي، وهو اللقب الوحيد الذي ينقص خزائن البرازيل، وكأس العالم .2014
ووجه مينيزيس النداء الى كوادر خبرة من طينة لوسيو ومايكون وجوليو سيزار لأن المنتخب البرازيلي، وتحديداً منذ نحو عام، لم يتمكن من الفوز على منتخبات من العيار الثقيل، حيث خسر امام الأرجنتين صفر-1 في نوفمبر الماضي، وامام فرنسا بالنتيجة ذاتها في فبراير الماضي، وتعادل سلباً امام هولندا الشهر الماضي، وقوبل بصافرات الاستهجان في المباراة الأخيرة كونه قدم عرضا مخيبا وفشل في رد الاعتبار لسقوطه امام المنتخب البرتقالي في المونديال.
الحرص على «اللعب الرائع» والاعداد للمستقبل والفوز بكأس «كوبا اميركا» مهمة ثلاثية صعبة بالنسبة الى مينيزيس.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news