باراغواي «المحظوظ» آخر العقبات أمام أوروغواي
بعد مباراة بدأت فاترة وانتهت بإثارة بالغة أعقبتها مشاجرة ساخنة، فرض باراغواي نفسه طرفاً للمباراة النهائية لبطولة كأس أمم أميركا الجنوبية (كوبا أميركا) المقامة حاليا بالأرجنتين. وأثار منتخب باراغواي موجة جديدة من الجدل بعدما حجز مكانه في المباراة النهائية من خلال تعادل جديد هو الخامس له على التوالي في خمس مباريات خاضها بالبطولة.
وفشل منتخب باراغواي للمباراة الثانية على التوالي في هز الشباك، ولكنه نجح في العبور إلى المباراة النهائية من خلال ضربات الترجيح التي تغلب فيها على نظيره الفنزويلي 5/3 في الدور قبل النهائي للبطولة. وبعد 240 دقيقة حافظ فيها منتخب باراغواي على نظافة شباكه وفشل في هز شباك المنتخبين البرازيلي والفنزويلي، أصبح الفريق هو العقبة الوحيدة المتبقية أمام منتخب أوروغواي الطرف الآخر للمباراة النهائيـة والذي يطمح إلى التتويج باللقب والانفراد بالرقـم القياسي في عدد مرات الفوز بلقب (كوبا أميركا).
ويقتسم منتخب أوروغواي حالياً الرقم القياسي مع نظيره الأرجنتيني برصيد 14 لقباً لكل منهما. ويقال إنه في حال تتويج منتخب باراغواي بهذا اللقب سيكون مثل تتويج المنتخب اليوناني بلقب بطولة كأس الأمم أوروبية عام 2004 بالبرتغال. وبينما يبدو تأهل منتخب أوروغواي القوي إلى النهائي أمراً منطقياً، يثير الجدل كثيراً بشأن وصول باراغواي إلى المباراة النهائية رغم أنه الفريق نفسه الذي بلغ دور الثمانية في كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا، عندما سقط بصعوبة أمام المنتخب الأسباني الذي توج فيما بعد بلقب البطولة.
وأصبح باراغواي على بعد مباراة واحدة فقط من تحقيق رقم قياسي تاريخي مثير، فإذا واصل مسيرته بالطريقة نفسها التي سار عليها منذ بداية البطولة الحالية، قد يتوّج الفريق باللقب دون تحقيق أي فوز. وشق منتخب باراغواي بقيادة مديره الفني الأرجنتيني خيراردو مارتينو، طريقه إلى دور الثمانية من خلال ثلاثة تعادلات (مع الإكوادور سلباً والبرازيل 2/2 وفنزويلا 3/3) احتل بها المركز الثالث في مجموعته في الدور الأول برصيد ثلاث نقاط. وبعدها، تأهل للمربع الذهبي من خلال ضربات الترجيح بعد تعادله السلبي في الوقتين الأصلي والإضافي من مباراته أمام المنتخب البرازيلي في دور الثمانية، ما يعني أنه بلغ المربع الذهبي عبر أربعة تعادلات متتالية، ليصبح ملك التعادلات في البطولة الحالية. ولم تختلف الحال في المربع الذهبي، إذ انتزع تأشيرة التأهل للنهائي عبر التعادل السلبي مع فنزويلا والفوز بضربات الترجيح.
ويستطيع باراغواي إحراز لقب البطولة بالطريقة نفسها إذا تعادل مع أوروغواي بعد غد في النهائي وحسم المواجهة بضربات الترجيح بالعاصمة بوينس آيرس. ولم يسبق لأي فريق أن حقق ذلك، على الأقل، على مدار تاريخ بطولتي (كوبا أميركا) وكأس العالم.
في المقابل، سبق لمنتخبات أخرى أن توجت بلقب (كوبا أميركا) بعدما حققت انتصارين فقط، ولكن ذلك عندما كان نظام البطولة مختلفا عما هو عليه الآن. ولكن باراغواي قد يصبح أول فريق يتوج بلقب (كوبا أميركا) من دون تحقيق أي فوز.
وأصبح حارس المرمى خوستو فيار هو النجم الأول لمنتخب باراغواي ولا ينافسه في ذلك سوى القائم والعارضة، إذ واصلا تعاطفهما مع الفريق وتصديا لثلاثة تسديدات من نجوم فنزويلا، كان من بينهم فرصتان في الوقت الإضافي الذي كان فيه المنتخب الفنزويلي هو الأفضل تماماً، بينما تراجع المستوى البدني لمنتخب باراغواي.
ويبدو أوروغواي هو صاحب الترشيحات الأقوى في المباراة النهائية المقررة يوم بعد غد على استاد «مونومنتال» بالعاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس، إذ نجح الفريق في استعادة توازنه بعد تذبذب المستوى والنتائج في الدور الأول للبطولة، وعبر عقبتين في غاية الصعوبة بدوري الثمانية والأربعة على حساب الأرجنتين وبيرو على الترتيب. كما يقف التاريخ ومستوى اللاعبين وأمور أخرى في صف منتخب أوروغواي أمام منتخب باراغواي في النهائي. ويعاني منتخب باراغواي إصابات وإيقافات عدة قبل المباراة النهائية، كما سيحصل على راحة أقل من منتخب أوروغواي الذي خاض مباراته في المربع الذهبي قبل مباراة باراغواي بيوم واحد.
وبينما يأمل أوروغواي في الانفراد بالرقم القياسي في عدد الألقاب ورفع رصيده في (كوبا أميركا) إلى 15 لقباً، يسعى منتخب باراغواي إلى مواصلة مسيرته لإحراز اللقب الثالث في تاريخه والأول منذ عام .1979 وقد يكون أوروغواي المرشح الأقوى في النهائي من حيث المستوى، ولكن يظل باراغواي هو الملك المتوّج على عرش الحظ في البطولة الحالية.