نور استرجع مستواه في الفترة الأخيرة مع السعودية. غيتي

استبعاد نور من الأخضر يثير جدلاً سعودياً

حالة من الجدل شغلت الشارع الرياضي السعودي بعد إعلان الهولندي فرانك ريكارد المدير الفني للمنتخب قائمة من 27 لاعبا لخوض المعسكر التدريبي في أبوظبي من 22 أغسطس الجاري استعدادا للدور الثالث من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم لكرة القدم في بالبرازيل عام .2014

وجاء قرار استبعاد لاعب وسط اتحاد جدة محمد نور بمثابة مفاجأة غير متوقعة للجماهير، خصوصا بعدما تألقه في مباراتي الدور الثاني أمام هونغ كونغ، ما جعل محبي اللاعب وجماهير الاتحاد على وجه الخصوص يعبرون عن غضبهم على صفحات التواصل الاجتماعي، فضلا عن تنظيم حملات غاضبة في المنتديات الرياضية احتجاجا على القرار.

معضلة الهجوم

ستواجه ريكارد في المرحلة المقبلة معضلة كبيرة تتمثل في ضعف الشق الهجومي للمنتخب، بعد تراجع مستويات نجوم الكرة السعودية نايف هزازي وياسر القحطاني ومالك معاذ وسعد الحارثي، ومعاناة الأندية مع المهاجمين انعكست بشكل كبير على المنتخب. ويبدو أن ناصر الشمراني هداف الدوري ومهاجم الشباب هو الوحيد الذي يغرد خارج سرب المهاجمين في الآونة الأخيرة.

وما ينطبق على خط الهجوم يمكن أن ينسحب على حراسة المرمى التي تعاني ضعفاً كبيراً، وقد كشفت نهائيات كأس اسيا في الدوحة هذه المعضلة.

ويبقى خط الدفاع متجددا بوجود أسامة هوساوي، أفضل لاعب سعودي، وأسامة المولد، وأعاد ريكارد حمد المنتشري أفضل لاعب آسيوي عام 2005 الى التشكيلة بعد ان بدأ يستعيد مستواه المعروف تدريجيا.

أما خط الوسط فهو من أفضل الخطوط في المنتخب لوفرة النجوم حتى مع غياب محمد نور، كما أنه طعم بلاعبين برزا في الموسم الماضي هما نواف العابد وإبراهيم غالب. ويعسكر المنتخب السعودي لمدة أسبوع في أبوظبي قبل بداية الدور الثالث من التصفيا، إذ يلتقي نظيره العماني في مسقط في الثاني من الشهر المقبل، ثم يستضيف استراليا في السادس منه في الدمام ضمن منافسات المجموعة الرابعة. وتضم المجموعة ايضا منتخب تايلاند. يذكر ان المنتخب السعودي فشل في التأهل لنهائيات كأس العالم الماضية في جنوب افريقيا عام ،2010 بعد خروجه امام البحرين في الملحق الاسيوي، وذلك عقب ظهوره أربع مرات متتالية في المونديال، بين عامي 1994 و.2006

وربطت بعض الانتقادات استبعاد نور بعودة مهاجم الهلال، المنضم حديثا إلى العين الإماراتي ياسر القحطاني، خصوصا أن القحطاني يغيب عن تشكيلة المنتخب منذ كأس آسيا مطلع العام الجاري، إذ ألمح عدد من مشجعي الاتحاد الى انه «لا مكان لنور بوجود القحطاني، الذي يريد أن يستعيد شارة القيادة التي حملها نور في مباراتي هونغ كونغ».

وكانت الصدمة الكبيرة لمحبي نور بعد ان اكدت تقارير انه يفكر في الاعتزال دوليا، بسبب عدم اختياره ضمن قائمة المنتخب في التصفيات المؤهلة الى كأس العالم .2014

وذكرت تلك التقارير أن نور سيعلن اعتزاله هذا الموسم بعد أن حقق مع الفريق الكثير من الإنجازات محليا وخارجيا، وأيضا بعد قرار عدم اختياره لتشكيلة المنتخب، وسيجتمع مع عدد من أعضاء الشرف بناديه للتباحث حول الموضوع.

ويلعب محمد نور في الاتحاد منذ عام ،1996 وحقق مع الفريق الكثير من البطولات منها سبعة القاب في الدوري، وثلاث بطولات في كأس ولي العهد، وكأس الملك في نسخته الجديدة مرة واحدة عام ،2010 وكأس الاتحاد السعودي مرة واحدة عام .1999

وعلى المستوى الخارجي حقق ثماني بطولات أهمها دوري أبطال آسيا ودوري أبطال العرب، وشارك نور مع المنتخب السعودي في مونديال 2002 في اليابان وكوريا الجنوبية و2006 في المانيا.

ومن جانبها، تعتبر الجماهير الهلالية ان نور لاعب كبير في السن (32 عاما)، وانه لا يصلح ليكون احد عناصر المنتخب السعودي في كأس العالم 2014 إذ سيكون تخطى الخامسة والثلاثين، فيما لايزال المستقبل أمام القحطاني الذي سيبلغ التاسعة والعشرين الشهر المقبل، وبمقدوره أن يعطي حتى مونديال البرازيل.

وأصحاب الرأي البعيد عن الانتماء للاتحاد أو الهلال يؤكدون ان قرار رايكارد «سيجلب مشـكلات كان المنتـخب بمنأى عنها في هذه المرحلة الحرجة التي تحتاج تكاتف الجماهير لا انقسامها، وأن استبعاد نور وهو في قـمة مسـتواه الـفني وانضـباطه السلوكي لابد ان يثير عاصفة من الجدل».

ويشتهر ريكارد بالدفع بالعناصر الشابة إذ كان يعول على تشافي والبرتغالي ديكو والارجنتيني ليونيل ميسي والكاميروني صامويل ايتو إبان إشرافه على برشلونة الإسباني رغم قلة خبرتهم ثم صاروا نجوما لامعين في القارة الأوروبية.

ونجح ريكارد بفضل حماسه ومغامراته الهجومية في الفوز بالدوري الاسباني مرتين، كما قاد الفريق الكاتالوني الى التتويج ببطولة دوري ابطال اوروبا.

ويبدو ان المدرب الهولندي مصمم على النهج ذاته إذ أكد بعد تولي الإشراف على الأخضر أنه «يسعى إلى التعرف إلى المواهب الشابة، ويهدف إلى بناء قاعدة للكرة السعودية».

يذكر ان التشكيلة شهدت أيضا عودة سعود كريري وأحمد الفريدي بعد تعافيهما من الإصابة، فيما خلت من مشعل السعيد وعبدالملك الخيبري وخالد الزيلعي وسلطان النمري.

وأكد ريكارد نظريته بضم الوجوه الشابة والاعتماد على المواهب الجديدة، بالاستعانة بنجوم المنتخب الأولمبي مثل إبراهيم غالب وسعود حمود ويحيى الشهري والحارس حسن شيعان.

الأكثر مشاركة