صدمة في السعودية بعد الخسارة القاسية من أستراليا
تلقت الجماهير الرياضية السعودية صدمة جديدة بعد الخسارة الثقيلة لمنتخب بلادها أمام ضيفه الأسترالي 1-،3 في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الرابعة، ضمن التصفيات الآسيوية المؤهلة الى كأس العالم لكرة القدم في البرازيل .2014 وكانت الجماهير تمني النفس بتخطي مرحلة الاخفاقات التي تعيشها الكرة السعودية منذ نحو عامين بالفشل في بلوغ مونديال ،2010 ثم الخروج المدوي من الدور الأول في كأس آسيا الاخيرة، مطلع العام الجاري، بثلاث هزائم أمام الاردن وسورية واليابان.
رايكارد يرفض رفع الراية البيضاء
رفض المدير الفني للمنتخب السعودي لكرة القدم الهولندي، فرانك رايكارد، رفع الراية البيضاء باكراً، على رغم خسارة فريقه 1-3 أمام ضيفه الأسترالي، وقال: «الأمل لايزال متاحاً وسأتمسك به وسأعمل على تحقيقه»، واعترف المدرب الهولندي بأن «المنتخب الأسترالي حقق فوزاً سهلاً، إذ سيطر لاعبوه على المباراة، وكانت سهلة بالنسبة لهم، فيما نحن لم نضغط على لاعبيه ومنحناه فرصة التحرك في الملعب بكل راحة». وأضاف «في الشوط الثاني حاولنا استغلال الفرص، لكن أخطاءنا أهدتهم ثلاثة أهداف قتلت جهدنا في الملعب». من جهته قال المدير الفني للمنتخب الأسترالي الألماني هولغر اوسييك، إن فريقه «خاض مباراة قوية وصعبة احترم خلالها المنتخب السعودي، وتمكن من تحقيق الفوز، لأنه كان الأفضل على مدار الشوطين». |
وكانت الخسارة امام استراليا الأولى لـ«الأخضر» مع مدربه الجديد الهولندي فرانك رايكارد، إذ تعادل في اللقاء الأول مع عمان في مسقط في الجولة الأولى من التصفيات. وتجمّد رصيد المنتخب السعودي عند نقطة يتيمة، بينما رفعت استراليا رصيدها إلى ست نقاط في الصدارة، تليها تايلاند بثلاث نقاط، بعد تغلبها على عمان بثلاثية نظيفة في بانكوك ضمن الجولة الثانية ايضا.
وبحسب ردود الفعل الغاضبة للجمهور السعودي على شبكات التواصل الاجتماعي مثل «فيسبوك» و«تويتر» أو في المنتديات الرياضية، أصبحت هناك قناعة بان تراجع مستوى الكرة السعودية لا يتحمل مسؤوليته فقط المدربون، إذ إن الأزمة الكبرى بحسب معظم التعليقات تعود إلى ندرة المواهب، بعد اعتماد الأندية على اللاعبين الأجانب وعدم الاهتمام بالنشء، ما أدى لعدم القدرة على تفريخ مواهب صاعدة تكمل إنجازات الأجيال السابقة التي بلغت كأس العالم اربع مرات على التوالي، اعوام 1994 (الدور الثاني) و1998 و2002 و،2006 مؤكدين أنه بمجرد غياب المواهب فشل «الأخضر» في حجز مقعده الى النهائيات الماضية في جنوب افريقيا عام ،2010 بعد ان سقط امام نظيره البحريني في الملحق الاسيوي. وارجع الخبراء والنقاد الخسارة المفاجئة أمام أستراليا إلى الضعف الواضح في حراسة المرمى وخط الهجوم، مؤكدين انه لم يتمكن أي حارس سعودي من ملء فراغ غياب عميد لاعبي العالم الدولي السابق محمد الدعيع، إذ يشهد مركز حراسة المرمى اهتزازا كبيرا ويتحمل جزءا مهماً من مسؤولية الهزائم.
هذا فضلاً عن العقم الكبير في خط الهجوم الذي افتقد اللاعب السوبر منذ اعتزال المشاهير ماجد عبدالله وسامي الجابر وفهد الهريفي وسعيد العويران، وغيرهم. وكان ياسر القحطاني الاستثناء الوحيد على فترات في الاعوام الأخيرة، قبل ان يتراجع مستواه، اذ كان امام أستراليا عبئاً ثقيلا على نايف هزازي المهاجم الصريح الوحيد، كما لم يظهر الانسجام مع زميله ناصر الشمراني.
وعلت الأصوات مجددا في الوسط الرياضي السعودي بضرورة عودة لاعب وسط اتحاد جدة المخضرم محمد نور، إذ يرى خبراء أنه الوحيد من لاعبي الجيل الحالي القادر على ضبط إيقاع خط وسط المنتخب السعودي الذي ظهر «مهلهلاً» خلال لقاء أستراليا، فلم يتمكن تيسير الجاسم أو أحمد عطيف من القيام بدور نور الذي يجيد ربط وسط الملعب بالهجوم بتمريرات متقنة، فضلا عن قدرته على تسجيل الأهداف.
وقدم رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، الأمير نواف بن فيصل، اعتذاره للجماهير السعودية عن الخسارة، وقال على صفحته الخاصة على موقع تويتر: «أشكر الجمهور السعودي الرائع وفي الوقت نفسه اعتذر منه، ليس من عدم الفوز فقط، بل لعدم الظهور بمستوى مقبول». وأضاف «الكلام والنقاش الآن سيكون انفعاليا ومتسرعا، ولكن كما تعرفون هناك إدارة للمنتخبات في كل الأجهزة الإدارية والفنية، وستناقش وباهتمام كل الأخطاء وما يجب عمله للمستقبل، وليس أمامنا إلا إعطاءها الفرصة للتصحيح. اني مقدر ومتفهم جداً غيرتكم وحبكم لمنتخبكم، ولكن المنطق يقول إنه إلى هذه اللحظة هذا مستواهم، واتمنى ان يتحسن في أقرب وقت». وشنت صحيفة «الرياض» هجوماً لاذعاً على المنتخب، وعنونت «خيبة أمل مبكرة وتخبيصات تدريبية غريبة.. ثلاثية أسترالية تسقط (الأخضر) وسط جماهيره».