الأردن لا تنام فرحاً بإنجاز النشامى

عبر الأردنيون عن فرحتهم الكبيرة بما اعتبروه «أكبر إنجاز»، بتأهل منتخبهم الى الدور الرابع الحاسم من تصفيات آسيا لكرة القدم، المؤهلة الى نهائيات مونديال 2014 في البرازيل.

وتأهل الأردن الحاسم بعد فوزه على إندونيسيا 2-صفر في الجولة الرابعة من منافسات المجموعة الأولى الجمعة الماضي وهو الرابع له في التصفيات، بعد ان هزم العراق 2-صفر في أربيل، والصين 2-1 في عمان وسنغافورة 3-صفر، ذهابا في سنغافورة.

وعاش الأردنيون فرحة الفوز والتأهل و«أكبر إنجاز» منذ مساء الجمعة الماضي وحتى الساعات الاولى من فجر أول من أمس، وهم يجوبون شوارع العاصمة عمان والعديد من المدن والقرى. وشارك نائب الملك ورئيس اتحاد كرة القدم ونائب رئيس الاتحاد الدولي (فيفا) الأمير علي بن الحسين، الأردنيين احتفالاتهم، وأكد أن «تأهل المنتخب كان مستحقا وفرحة الاردنيين مبررة ومشروعة». وأضاف «أنا فخور بمنتخب النشامى وما أنجزوه وحققوه، وتفوقهم على منتخبات كبيرة وعريقة، ونحن اليوم اكثر ثقة بلاعبينا وهم يتأهبون للمرحلة المقبلة بطموح حقيقي ورغبة مشروعة في متابعة طريقهم الى مونديال البرازيل». واعتبر ان شقيقه الأكبر الملك عبدالله الثاني «الداعم الرئيس لمنتخب النشامى الذي اصبح يشكل حالة وطنية يلتف حولها كل الاردنيين بفئاتهم وأطيافهم كافة، ولمسيرة الكرة والرياضة الاردنية»، مطالبا الحكومة بتعزيز دعمها للاتحاد والاندية وأسرة اللعبة. من جانبه، أكد رئيس الوزراء الجديد عون الخصاونة ورئيس مجلس النواب الأردني عبدالكريم الدغمي اللذان شاهدا المباراة في استاد عمان الدولي مشجعين لمنتخب بلادهما، ان الحكومة «لن تقصر في دعم النشامى وكرة القدم والرياضة الاردنية».

وقال الدغمي «إنجاز منتخب النشامى يحفز مجلس الامة والنواب لتبني تشريعات جديدة لدعم الحركة الرياضية والشبابية».

وخصصت الصحف الصادرة أمس مساحات واسعة من صدر صفحاتها الاولى وملاحقها الرياضية لإبراز إنجاز المنتخب، معتبرة ان التأهل للدور الرابع والحاسم «يشكل بداية المشوار الطويل في الطريق الى مونديال البرازيل». ورأت صحيفة «الرأي» أن ما وصفته بالانجاز «لم يأت من فراغ وليس وليد صدفة وإنما يتوج حنكة وإنجاز الجهاز الفني للمنتخب الذي يقوده العراقي عدنان حمد».

من جانبها، كتبت صحيفة الدستور تحت عناوين عدة «النشامى استحقوا الانضمام الى كوكبة المنتخبات المخضرمة»، فيما قالت صحيفة «الغد»، إن «النشامى يسطرون ملحمة كروية، ويحجزون مكانهم بين كبار آسيا، ويدخلون التاريخ من أوسع أبوابه». وعنونت صحيفة السبيل «المنتخب الوطني يعبر سنغافورة ويصل الى الدور الحاسم بالعلامة الكاملة»، في اشارة الى تحقيقه أربعة انتصارات متتالية.

وأعلن المدير الاداري لمنتخب الاردن اسامة طلال أن قيمة مكافأة التأهل بلغت 5000 دينار لكل لاعب ما يعادل 8000 دولار، ليرتفع بذلك حجم المكافأة التي نالها كل لاعب خلال الدور الثالث الى 15 ألف دينار (23 الف دولار).

وارتفعت شعبية المدرب عدنان حمد مع كل فوز حتى بلغت الذورة بالتأهل، وتجمع بعض الاوساط على ان حنكته وخبرته لعبتا دورا أساسيا في «الانجاز التاريخي»، وأنه بات بنظر المشجعين في مقدمة المدربين الذين تناوبوا الاشراف على المنتخب، خصوصا أنه بدأ مهمته وسط ظروف صعبة.

وبلغة الأرقام، قاد حمد منتخب النشامى في 37 مباراة ودية ورسمية، حقق الفوز في 14 منها، مقابل 14 تعادلا وتسع خسائر، مسجلا 58 هدفا مقابل 41 في شباكه.

ورسميا، قاد حمد المنتخب في 16 مواجهة، حقق الفوز في (9)، وتعادل في (5) مقابل خسارتين.

وأهدى حمد التأهل الى الاردنيين قيادة وشعبا، وأشار الى ان طموحاته الان تكمن في متابعة الطريق الى ما هو أبعد من الدور الحاسم وصولا ولأول مرة الى نهائيات كأس العالم. وأقر بأن المهمة في المرحلة المقبلة لن تكون سهلة بل شاقة ولكنها ليست مستحيلة، بعدما اكد المنتخب في تجارب سابقة قدرته على مواجهة الكبار في المناسبات الكبرى.