بيرلسكوني على طريق العودة إلى عشقه القديم
قد يعود سيلفيو بيرلوسكوني، الذي استقال أول من أمس من رئاسة الحكومة الايطالية، الى رئاسة نادي ميلان لكرة القدم، ذلك النادي الذي يعتبر نفسه «الأكثر ألقابا في العالم»، وواكب منذ 17 عاما الصعود السياسي لذلك الفارس الذي يرى في شخصه «أفضل رئيس وزراء عرفته ايطاليا».
وخلال نحو 20 عاما كمالك لنادي ميلان، ظفر بيرلسكوني بلقب مسابقة دوري ابطال اوروبا، وهو اللقب الاهم في كرة القدم، خمس مرات (اعوام 1989 و1990 و1994 و2003 و2007)، أي اكثر من فوزه برئاسة الحكومة (ثلاث مرات).
وبعد تعرضه أخيرا لصفعة كبيرة في السياسة، قد يعود بيرلسكوني (75 عاما) بدوام كامل الى النادي الذي رفعه الى القمة وجعل منه اسما معروفا في الخارج.
وقد يستطيع بيرلسكوني الذي يعتبره الكثير من الايطاليين «أفضل قائد لنادي كرة قدم في العالم»، تلميع صورته، لأنه يعتبر في هذا العالم الخرافي الذي تعيشه الساحرة المستديرة، «فأل سعد وخير»، بعد ان توج ميلان مرتين بمسابقة الدوري الاوروبي (2003 و2007)، عندما كان رئيسا له.
وبعد لقب ،2003 تخلى بيرلسكوني عام 2004 عن رئاسة ميلان، بعد ان اعتبرت رابطة الدوري المحلي ان هناك صراع مصالح مع دوره كمالك لثلاث قنوات تلفزيونية.
وعاد بيرلسكوني من 2006 الى 2008 الى النادي خلال فترة حكومة رومانو برودي، وأحرز اللقب عام ،2007 وبات انصار ميلان يحلمون بعد استقالته الحالية بإحراز اللقب الاوروبي عام .2012
وأيقظ حلم مشجعي ميلان ما اسر به بيرلسكوني لصحيفة «لا ستامبا» الاربعاء الماضي غداة الهزيمة السياسية «الاقسى» في مسيرته، حين خسر الاغلبية المطلقة من النواب، إذ قال «سأعود على الارجح الى رئاسة النادي».
ويأمل هؤلاء بأن يحقق فريقهم انجازات رائعة ويستعيد امجاده الغابرة، رغم ما اعترف به بيرلسكوني العام الماضي لجهة عدم قدرته على شراء النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، عند انتقاله من مانشستر يونايتد الانجليزي الى ريال مدريد الاسباني مقابل 92 مليون يورو.
لكن مصادر قريبة من امبراطوريته الاعلامية (ميدياست) تهمس احيانا بأنه قد يضخ في موسم الانتقالات الشتوية في يناير المقبل، بعض المال لتغذية ما يعتبره في معظم الاحيان «قضية العائلة أو قضية القلب».
وانتخاب ابنته بربارة (27 عاما)، التي تقيم علاقة مع المهاجم البرازيلي الكسندر باتو (21 عاما)، عضوا في مجلس ادارة النادي العام الماضي ليس الا دليلا على هذا التوجه، وحين لا يكون بيرلسكوني رئيسا مباشرا لميلان، كان ساعده الايمن وحارسه الامين ادريانو غالياني يتولى الاشراف على النادي بصفة «الاداري العام» أو «المفوض العام»، لكن الاخير يستدرك في الملمات والظروف الصعبة ليقول ان «بيرلسكوني هو من يقرر».
وقد يعود «الفارس» بيرلسكوني الى زمن هواياته القديمة وانطلاقة شهرته الدولية عندما كانت ابتسامته البراقة تملأ لوحات الاعلانات خلال البرامج الرياضية في الثمانينات. وكان ميلان يومها تحت اشراف المدرب اريغو ساكي، المبشر بـ«كرة القدم الشاملة»، وقد احرز بطولة الاندية الاوروبية البطلة (دوري ابطال اوروبا حاليا) مرتين متتاليتين (1989 و1990)، وهو انجاز لم يحققه بعد ذلك أي ناد اوروبي آخر.
وسيطر ذلك الفريق الذي كان يضم في صفوفه الثلاثي الهولندي الذهبي المكون من ماركو فان باستن ورود خوليت وفرانك رايكارد، على اوروبا نتيجة وأداء، وقدم عروضا ستبقى خالدة في ذاكرة عشاقه وغيرهم. واحتضن ميلان في عهد بيرلسكوني العديد من النجوم، وتوج أوروبيا عام 1994 بقيادة الثنائي «العظيم» المؤلف من الصربي ديان سافيسيفيتش والكرواتي زفونيمير بوبان، ثم مع الاوكراني اندري شيفتشنكو (2003)، وأخيرا مع البرازيلي كاكا (2007)، أما نجم الفريق حاليا فهو السويدي زلاتان ابراهيموفيتش الذي يعول بيرلسكوني عليه كثيرا في مشوار العودة الى القمة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news