الملاعب الإنجليزية عنوان الأحداث العنصرية
يثير تنامي النزعة العنصرية في اوساط لاعبي كرة القدم في العالم جدلاً وقلقاً متزايداً في اوساط هذه اللعبة الشعبية وخبرائها لما تشيعه من اجواء توتر وثقافة حقد وكراهية، وباتت إنجلترا عنوان الأحداث العنصرية في الفترة الأخيرة، حيث اتهم كابتن الفريق الانجليزي لكرة القدم جون تيري ونجم فريق نادي تشيلسي بالعنصرية بعد تعليقاته ضد مدافع فريق كوينز بارك رينجرز اللاعب الأسود أنتون فيردناند. كما طفت على السطح في الفترة الماضية الاتهامات بالعنصرية التي وجهت لمهاجم ليفربول لويس سواريز الذي تعرض بسببها للعقاب، خصوصاً أنه غاب عن لقاء ليفربول، أول من أمس، أمام نيوكاسل عقوبة له. وكان سواريز قد تهجم بالسب بكلمات فيها عنصرية تجاه لاعب مانشستر يونايتد الفرنسي الاسود باتريس ايفرا.
وكانت هيئة الادعاء العام الملكية البريطانية قد وجهت اتهاماتها لتيري، قبل أكثر من أسبوع. وقال مسؤولون مناهضون للتفرقة العنصرية ان الإجراءات التي تم اتخاذها ضد تيري وسواريز تطور ايجابي يشجعهم ويعزز موقفهم، لكنهم نبهوا الى ان فرقاً لكرة القدم وجهت أخيراً رسائل مختلطة حول التمميز، رغم الحملة التي تم القيام بها على مدى الاعوام الخمسة الماضية لتقليل المخاوف والمخاطر العنصرية سواء في الملاعب او في المدرجات.
ومعروف عن جماهير بعض الفرق الأوروبية قيامها باستفزاز اللاعبين السود بالموز والمكسرات، ويهتفون ضدهم شعارات وهتافات عنصرية تنطوي على كراهية وتمييز.
وواجه رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السويسري سيب بلاتر، انتقادات واسعة النطاق بعد محاولته الحد من انتشار العنصرية في الملاعب، حينما اقترح ان يبادر كل لاعب يتعرض للتهجم او الهجوم العنصري بإنهاء الموقف ومعالجته بالمصافحة فور انتهاء المباراة. وقال رئيس منظمة «كك إت أوت» المناهضة للتمييز، اللورد هيرمان اوسيلي، التي تتخذ من لندن مقراً لها «تمثل حالتا تيري وسواريز خطوة متقدمة وتبعثان برسائل مفادها انه اذا كان لديك ميل للتصرف بعنصرية فلن تفلت من عواقب هذا السلوك ودفع الثمن، إضافة الى ان في ذلك تشجيعاً ودعماً للاعبين السود من ضحايا هذه التصرفات، الذين يصابون باليأس من امكان معاقبة من يقدمون عليها ويعتقدون انه لن يتم اي تحقيق او اتخاذ اي اجراء وان الأمر ليس اكثر من مضيعة للوقت».
واضاف اوسيلي «علينا الانتظار لنرى ما إذا كان سيتم التطبيق الصارم والدقيق للقرارات التي سيتم اتخاذها، وما إذا كان سيتم اجراء تحقيق شامل وشفاف، وما اذا سيصاحبه تطبيق دقيق للعقوبات والتزام بقبولها وتنفيذها»، ويعد الدوري الرئيس الانجليزي افضل تجمع في العالم يجسد المنافسة في كرة القدم، ويستقطب نخبة من افضل اللاعبين في العالم حيث تصل نسبة لاعبيه المولودين خارج بريطانيا الى الثلثين، لكن الحساسية العرقية في اوساط هؤلاء اللاعبين قد ازدادت بشكل كبير في السنوات الاخيرة، ما يجعل اجواء اللعب اكثر احراجا وحساسية منها في الدوري الاسباني والدوري الايطالي. وهكذا فإن قضيتي تيري وسواريز تشيران الى ان المسؤولين الانجليز يعانون مشكلات السلوك السيئ والعنصري في الملاعب. ويبدو ان تيري (31 عاماً) سيكون اول لاعب يواجه اتهامات جنائية بالعنصرية على حد قول اوسيلي وهوارد هولمز مؤسس منظمة «فوتبول يونايتس رايسيزم ديفايدز - كرة القدم توحّد والعنصرية تفرّق» ومقرها لندن، الذي قال «كانت هناك حالات سابقة تورطت فيها الشرطة وجماهير المشجعين او افراد منهم». ومن المقرر ان تستمع المحكمة لأقوال تيري في الأول من فبراير في الاتهامات المنسوبة اليه بانتهاك القانون البريطاني الخاص بالإخلال بالنظام لعام ،1998 وإذا ما تمت ادانته فإن الغرامة القصوى التي تنتظره تصل الى 4000 دولار، وقد يكلفه ذلك لقب كابتن فريق ناديه تشيلسي والمنتخب الإنجليزي وسمعته وشهرته ويحرمه من كسب المال.