حصلت على 18 مليون يورو من الدعاية.. و2.9 مليون من جوائز التنس في 2011
شارابوفا.. الرياضية الأعلى دخلاً في العالم
تُحسن نجمة كرة المضرب الروسية، ماريا شارابوفا، التوفيق بين متطلبات مسيرتها الاحترافية ومشروعاتها التي تدر عليها ثروات هي اضعاف مضاعفة لما تجنيه من جوائز الدورات. فاللاعبة المصنفة الثانية عالمياً، التي عادت للتألق بعد معاناة مع الإصابات، خصوصاً في الكتف، تعتبر الرياضية الأكثر دخلاً في العالم، اذ بلغت حصيلتها العام الماضي 20.9 مليون يورو، منها فقط 2.9 مليون «جوائز ميدانية».
لكن عقودها الاعلانية والرعائية المتنوعة مع اكثر من ثماني ماركات عالمية تدر عليها ارقاما فلكية.
وتأتي في المرتبة الثانية الصينية لي نا، الفائزة بدورة رولان غاروس العام الماضي (20.4 مليون يورو، منها 3.4 ملايين من جوائز الدورات).
وطبعاً للسوق الصينية الكبيرة فضل في نمو اعمال لي نا، خصوصاً بعد الفوز الباريسي، وقصة شارابوفا مع النجاح عرفت وتيرة تصاعدية عززها جمالها الأخاذ وجاذبيتها، ما جعل منها فاتنة مشرقة تصر على ان التنس اولويتها المطلقة وحتى اشعار آخر. وكانت شارابوفا في السابعة من عمرها حين غامر والدها وانتقل بها من سيبيريا الى الولايات المتحدة وفي جيبه 800 دولار فقط، آمن بموهبتها وأراد ان تصقل اكاديميا فكانت عند حسن الظن على مختلف الأصعدة.
نظام وعزيمة قوية خلف جمالها تخفي النجمة الروسية طباع محاربة شرسة وعزيمة لا تلين، وتفاخر بأنها تنهض في السابعة والنصف صباحاً وتقصد الملعب للتدريب، حيث تمضي ست ساعات، وتخلد الى النوم في التاسعة والنصف مساء. وهو اجتهاد مشروع مهما كانت الظروف في سبيل ان تصبح افضل لاعبة. ومبدأها لم يتغير «التنس أولاً» لأنها بفضله حصدت الشهرة والثروة، والملعب ملاذها وواحتها المفضلة تهرع اليها في الفترات الصعبة ايضا. |
حققت شارابوفا احلامها واكثر، فهي حاليا الأغنى بين اللاعبات، وفي جعبتها ثلاثة ألقاب في «غراند شيليم» (ويمبلدون 2004 والولايات المتحدة 2006 واستراليا 2008). ومن اكاديمية نيك بوليتيري عام 2001 الى ويمبلدون قطعت شارابوفا مسافة طويلة بسرعة كبيرة، ولما سئلت حينها اذا خيرت بين الحصول على 20 مليون دولار او لقب البطولة الانجليزية العريقة، اختارت ويمبلدون «لأن الملايين تأتي لاحقاً»، وهو جواب ينم عن نضج عميق وطموح كبير.
وعلى عكس نمط مواطنتها الحسناء آنا كورنيكوفا، عرفت شارابوفا كيف تحافظ على «الخيط الرفيع» الذي يفصل بين مطبات الشهرة وبريق الملاعب.
فقد جذبت الشهرة والأضواء كورنيكوفا وانغمست في بحرها ولم تصمد في لججه فخفت بريقها في الملاعب الى ان انطفأ. ويؤكد ماكس اينسنبود، مدير اعمال شارابوفا، ما توضحه دائماً عن نمط حياتها واولوياتها، معلناً ان خيارها الأول هو التنس «ولم يتبدل ابدا، فهي رياضية بالدرجة الاولى».
ويوم فوزها المدوي في ويمبلدون عام ،2004 تصرفت ببساطة وعفوية، ومن دون ادنى حرج امام آلاف في الملعب وملايين عبر الشاشات، وذلك حين هاتفها والدها من المدرجات لتتصل بوالدتها في الولايات المتحدة التي كانت تريد تهنئتها، غير ان عطلاً طرأ على هاتفها الذي كان بحوزة شارابوفا، وراحت تفسر الوضع المستجد لوالدها بالإشارات ما اثار ضحك الجميع. وكانت تلك الحادثة الطريفة فأل خير على اللاعبة، اذ سارعت شركة «موتورولا» لتوقيع عقد معها وكرت بعدها سبحة العقود والعروض، وباتت تضم محفظة اعمالها اتفاقات بقيمة 50 مليون دولار على مدى ثماني سنوات.
ويشير اينسنبودن الذي يعرف من اين تؤكل الكتف، الى ان شارابوفا سيدة اعمال ناجحة، فقد استفادت من مرحلة اصابتها لتوثق علاقاتها بالمعلنين والرعاة، وتنتبه كثيراً لتفاصيل دقيقة حتى انها تعمد الى نزع ملصقات ماركات المياه عن العبوات الموضوعة على الطاولات خلال مؤتمرتها الصحافية، اذا لم تكن من الشركات الراعية لمسيرتها.
كما انها تعرف جيداً «اصطياد الفرص»، ومنها العقد مع دار الازياء «كول هان» الأميركية عام 2009 لإطلاق احذية وحقائب تحمل اسمها، مضيفة لمستها الخاصة على خطوط تصميمها، ومنها «بالورينا» يبلغ ثمنها 110 يورو تتصدر المبيعات. كما نسجت شارابوفا على منوال نجم كرة السلة «الأسطورة» مايكل جوردان، فطرحت مع مجموعة «نايكي» ألبسة واكسسوارات للتنس تحمل الحرفين الأولين من اسمها (MS)، واصبحت مألوفة في الملاعب بعدما ارتدتها خمس لاعبات شابات على سبيل الترويج. و«الباقة التجارية» للمنتجات التي تمثلها شارابوافا مزدهرة، خصوصاً ان «حزب» شارابوفا عبر الـ«فيس بوك» يضم اكثر من 6.5 ملايين صديق. واللافت ان «الربان الماهر» اينسنبودن يدير اعمال لي نا ايضا، التي وصلت متأخرة الى الشهرة لكنها تستفيد من نمو سوق بلدها، التي بلغ عدد مزاولي التنس فيها 14 مليون شخص عام .2010
وبفضل فوز «نا» في رولات غاروس (تابعها 116 مليون صيني)، زاد طلب الصينيين على تذاكر مباريات بطولة استراليا المفتوحة في ملبورن هذا العام 30٪، سعياً الى مواكبة لاعبتهم. ومنذ الفورة الملحوظة على صعيد مداخيلها التي باتت تحتفظ بـ90٪ منها، يلاحظ ان «نا» ثامنة التصنيف العالمي باتت تهتم بالأعمال على حساب المباريات، ربما لأن الشهرة اتتها في سن الـ،30 اذ يختلف التفكير والتطلعات. هذه المعضلة تجاوزتها شارابوفا باعتبار ان التنس اولوية في حياتها، علماً بأنها تشارك في 16 دورة سنوياً حداً أقصى.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news