تشافي.. فيلسوف الكرة الإسبانية

تشافي يشارك مع منتخب إسبانيا في يورو .2012 إفي

سيكون تشافي هرنانديز كالعادة القلب النابض لمنتخب إسبانيا الساعي الى ان يكون اول من يتوج بثلاثية (كأس اوروبا، كأس العالم، كأس اوروبا) عندما يخوض غمار نهائيات بولندا واوكرانيا.

لا احد بإمكانه التشكيك في الدور الحيوي الذي يقوم به تشافي، إن كان مع المنتخب الوطني أو فريقه برشلونة، ولا يمكن تحديد أهمية هذا اللاعب الفذ بتمريراته البسيطة والسلسة والمتقنة بحسب، بل إن الذكاء الذي يتمتع به هو ما يميزه كثيراً عن لاعبين آخرين، وهو الذي أسهم في قيادة اسبانيا الى لقب كأس اوروبا للمرة الاولى منذ ،1964 وبرشلونة الى الظفر بستة القاب خلال عام ،2009 و20 لقباً منذ ان بدأ مشواره الاحترافي مع النادي الكاتالوني عام .2007

«ان انتصار اسبانيا مرده الى تبنيها فلسفة تمرير الكرة، ولان لعبي يعتمد على هذه الفلسفة فقد نلت هذه الجائزة»، هذا ما قاله تشافي بعد اختياره افضل لاعب في كأس اوروبا ،2008 إثر قيادته منتخب بلاده للفوز على المانيا 1/صفر في النهائي.

لكن لاعب الوسط الذي يقوم بصناعة الالعاب في صفوف برشلونة منذ أكثر من عقد من الزمن، ليس مجرد ممرر جيد للكرة فحسب، فالى جانب رؤيته الثاقبة وخياله في وسط الملعب، فإن تشافي يبذل جهودا خارقة ولا يتردد في الواجب الدفاعي ايضاً، ويستطيع ان يشغل اي مركز في وسط الملعب، وهو قارئ جيد للعبة، ويمتاز بتسديدات قوية، ويسهم في كثير من الاهداف لفريقه، ويجيد تسديد الكرات الثابتة، ويستطيع التأثير في زملائه، في برشلونة او في صفوف منتخب بلاده.

وبعد أن تدرج في صفوف اكاديمية برشلونة في حقبة المدرب الهولندي الشهير يوهان كرويف وفريق الاحلام، سار تشافي على خطى الرجل الذي كان ملهما لذلك الفريق، وهو مدربه في النادي الكاتالوني منذ 2008 بيب غوارديولا الذي قرر الرحيل عن النادي منذ أيام معدودة.

في الواقع، تشافي هو الذي حل مكان غوارديولا المصاب موسم 1999-،2000 وكان جاهزاً للحلول مكانه بصورة دائمة عندما انتقل الاخير الى الدوري الايطالي.

ومنذ ذلك الحين، ومهما كانت هوية المدرب الذي اشرف على برشلونة، فان تشافي كان الاسم الاول على لائحته، ومهما كانت فلسفة مدرب برشلونة فانه لم يجد لاعباً مثل تشافي القادر في لمحة ان يمرر كرة متقنة باتجاه زميله أو الخروج من موقف حرج بفضل استحواذه الرائع على الكرة أو حتى رغبته في تأمين الحماية لرباعي خط الدفاع.

انضم تشافي (32 عاماً) الى صفوف برشلونة منذ أن كان في الحادية عشرة من عمره، وبقي وفياً للفريق الكاتالوني، وعلى الارجح سيبقى في صفوفه حتى نهاية مسيرته، بفضل الدور الذي يلعبه في صفوف احد اعرق الاندية الاوروبية.

أما على الصعيد الدولي، وبعد ان قاد منتخب بلاده الى الفوز بكأس العالم دون 20 سنة عام ،1999 والى مركز الوصيف في مسابقة كرة القدم لاولمبياد سيدني ،2000 بدأ تشافي مشواره مع المنتخب الاول في نوفمبر عام ،2000 ولم يغب عن اي بطولة كبرى شارك فيها منتخب بلاده.

يعتبر تشافي محرك المنتخب الاسباني، وهو قائد بامتياز، ونادرا ما يخسر الكرة او يقوم بتمريرة خاطئة. انه قائد اوركسترا خط الوسط، ويملك قدرة مذهلة على قراءة اللعبة، ويستطيع أن يفرض بصمته على مجرياتها.

لعب تشافي دوراً جوهرياً في قيادة بلاده لتحقيق حلم الفوز بكأس العالم للمرة الاولى في تاريخها، مؤكداً أن «لا فوريا روخا» تخلص من صفة المنتخب المرشح الذي يخيب آمال مناصريه في النهاية، وأنه أصبح المنتخب القادر على الذهاب حتى النهاية، كما فعل ايضا في 2008 عندما توج بكأس اوروبا للمرة الاولى منذ .1964

ويتحدث تشافي عن نفسه قائلاً «أنا مولع بالابداع في كرة القدم، شأني في ذلك شأن كرويف. نحن نحب هذا النوع من كرة القدم الهجومية والجذابة والجميلة. عندما تربح بهذه الطريقة يكون الرضا مضاعفاً».

ويؤكد النجم المميز فلسفته الهجومية عندما تناول موضوع خسارة بلاده مباراتها الاولى في نهائيات مونديال جنوب افريقيا 2010 امام سويسرا، رغم سيطرتها المطلقة على مجريات اللقاء، قائلاً: «فازت سويسرا باساليبها التكتيكية الخاصة التي كانت تهدف الى ابطال مفعول قوة اسبانيا الضاربة. كان التعادل يكفيهم، لكنهم تمكنوا من تحقيق الفوز. انا لا أعرف ما يعنيه الفوز بهذه الطريقة لاني لم اجربه. دائما كنت ألعب من اجل الهجوم، وفلسفتي في كرة القدم واضحة ومحددة للغاية. لقد نشأت في برشلونة بهذا الاسلوب، وهو الاسلوب الذي يعجبني. اعتقد ان الفوز بهذه الطريقة شيء جيد، فنحن نسعى إلى تحقيق النصر من الدقيقة الاولى في كل مباراة».

تويتر