الـ «فيفا» يتدخل لإنقاذ حياة لاعـب فلسطيني من إسرائيل
انتقد الاتحاد الدولي لكرة القدم السلطات الإسرائيلية على خلفية مزاعم حول اعتقالات غير شرعية للاعبين فلسطينيين.
وجاء الموقف الصادر عن الاتحاد الدولي ورئيسه السويسري جوزف بلاتر بعد التقارير التي حصل عليها، التي تشير الى خرق إسرائيلي واضح لسلامة عدد من لاعبي كرة القدم الفلسطينيين وحقوق الإنسان التي يتمتعون بها دون منحهم الحق المشروع بالإجراءات المتبعة، خصوصاً المحاكمة.
وتشير المعلومات إلى أن السلطات الاسرائيلية تعتقل بشكل غير شرعي بعض اللاعبين الفلسطينيين، وتتحدث هذه التقارير بشكل خاص عن اللاعب محمود السرسك الذي أصبحت حالته الصحية في وضع حرج للغاية، لانه مضرب عن الطعام منذ نحو 90 يوماً، احتجاجا على ما يزعم بانه اعتقال غير شرعي.
ودعا الاتحاد الدولي نظيره الاسرائيلي الى توجيه اهتمام السلطات الاسرائيلية المعنية الى الوضع القائم، بهدف ضمان سلامة اللاعبين الفلسطينيين وحقهم بالحصول على الاجراءات القانونية المتبعة.
واجرى «الفيفا» مراسلات مع اتحاد كرة القدم الفلسطيني، واطلع على مجموعة من التقارير الاعلامية حول اللاعب محمود السرسك، كما استند الى بيان صحافي صادر عن الاتحاد الدولي لمحترفي كرة القدم.
واعتقل السرسك في يوليو 2009 على حاجز ايريز الحدودي بين قطاع غزة واسرائيل أثناء توجهه الى الضفة الغربية لتوقيع عقد احترافي مع فريق مركز بلاطة الرياضي.
وقامت اسرائيل بسجنه بموجب ما يعرف بقانون «الاعتقال الاداري»، اي دون محاكمة او توجيه تهمة اليه. وبدأ السرسك، البالغ من العمر 25 عاما، اضرابه عن الطعام في 19 مارس، بعد أن قامت اسرائيل بتمديد حبسه ادارياً لمدة ستة اشهر للمرة السادسة على التوالي.
وتدهورت حالته الصحية الى درجة ان عائلته في غزة باتت تخشى وفاته في السجن.
وتقول والدته ام العبد (65 عاماً): «يريدون قتل ابني محمود.. لماذا لا يتحرك العالم».
وشارك السرسك قبل اعتقاله في مباريات عدة مع المنتخب الفلسطيني في دول عربية وأوروبية.
ويقول شقيقه عماد السرسك: «نحن خائفون على حياته ونحمل اسرائيل المسؤولية»، ويتابع «نوجه نداء الى كل العالم عبر الاندية الاوروبية والعربية بالتدخل لإنقاذ حياة محترف كرة القدم محمود.. وضعه الصحي خطير جداً وفي اي لحظة يمكن ان يموت».
واضاف «هم (الاسرائيليون) يريدون قتل حلمه كلاعب بدأ مشواره للاحتراف، ولا نعرف لماذا يواصلون اعتقاله، فلا توجد ضده اي تهمة، ولم يعترف باي عمل ضد اسرائيل، كان كل ما يشغله كرة القدم ولا علاقة له بالسياسة».
ونظم رفاق السرسك الكرويون حملات تضامن معه، خصوصاً على مواقع التواصل الاجتماعي «تويتر» و«فيس بوك» تحمل احداها عنوان «كلنا محمود»، الى جانب فعاليات تضامنية مع السرسك نظمتها اندية في غزة والضفة الغربية تدعو إلى الافراج عنه. وحذّرت وزارة شؤون الاسرى والمحررين في تقرير اصدرته من وفاة السرسك، إثر تدهور وضعه الصحي.
وقالت الوزارة إن الاسرى في مستشفى سجن الرملة إن «محمود كامل السرسك واكرم الريخاوي وسامر البرق يواصلون اضرابهم عن الطعام».
واضافت الوزارة ان المحامي فادي عبيدات التقى السرسك ورفاقه، وقال ان «محمود يرفض ان يفك اضرابه بناء على وعود شفوية باطلاق سراحه بتاريخ 12/7/،2012 وانما يريد وعوداً خطية».
وذكرت الوزارة ان السرسك «يعطى منذ 26 مايو الماضي حقناً وريدية بمعدل أربعة لترات الى جانب فيتامينات وسكر وماء كي لا يموت».
ووجه وزير الاسرى في السلطة الفلسطينية عيسى قراقع، نداء للمؤسسات الحقوقية وللامم المتحدة للعمل على إنقاذ حياة الاسرى المضربين عن الطعام. ولم يتمكن احد من عائلة السرسك من زيارة محمود في السجن.