كلمة
روعة التشجيع في أوروبا
كثيرة هي الفوائد التي يمكن أن نخرج بها من بطولة أمم أوروبا، وبعيداً عن الفوائد الفنية والخططية والتنظيمية يمكننا أن نستفيد من مشاهد التشجيع المثالي التي تتخللها روعة وإخلاص وعشق الجماهير لمنتخباتها ومساندتها لها من الدقيقة الاولى وحتى بعد نهاية المباراة، بصرف النظر عن النتيجة التي تنتهي عليها المواجهة.
في ملاعبنا العربية، يذهب المشجع في الغالب إلى الملاعب من أجل المشاهدة والاستمتاع بالمباراة فقط، وإذا تقدم فريقه هتف له وازداد حماسه، وإذا تلقت شباك فريقه هدفاً من المنافس انقلب عليه، وتوقف عن التشجيع، وفي الغالب يغادر المدرجات قبل نهاية المباراة بدقائق إذا ما كان متأكداً من أن فريقه سيخسر المباراة، ولم نر إلى الآن في ملاعبنا قيام الجماهير بتحية الفريق المنافس.
الفارق كبير بين ما نشاهده في مدرجات أمم أوروبا وما نشاهده في ملاعبنا العربية، فالجمهور الاوروبي يحضر مبكراً إلى المدرجات، ويحب فريقه، ويساند نجومه دائماً في الآمال والآلام، والاب يصطحب عائلته في أجواء جميلة ومفعمة بالتفاؤل والإصرار على مساندة فريقه، والهتافات التشجيعية تبدأ قبل بداية المباراة، وتتفاعل الجماهير أثناءها مع ما يحدث على أرض الملعب، وفي النهاية تصفق للاعبين سواء كانوا فائزين أو خاسرين، وتصفق أيضاً للفريق المنافس. أحلم باليوم الذي تكتمل فيه الثقافة التشجيعية عند جماهيرنا، وأتمنى أن أشاهد مدرجات ملاعبنا مملوءة، وأن تخلو الهتافات من عبارات الإهانة للمنافس، وانتظر اليوم الذي أرى فيه الكبار والصغار والنساء والرجال متراصين في المدرجات بطريقة حضارية ومن دون أن يسيء أحد إلى من بجواره ولو بكلمة، وأتمنى أن تسهم مباريات أوروبا في زيادة الوعي عند الجماهير العربية، ليكون دورها أكبر بكثير من مجرد الجلوس على المدرجات.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news