الرماية أمل الكويت في ميداليات «لندن»
سيبقى 20 سبتمبر 2000 محفوراً في ذاكرة الكويتيين لأنه حمل في طياته تدوين اسم بلدهم للمرة الأولى في سجلات التاريخ الأولمبي من خلال الرامي فهيد الديحاني الذي انتزع اول ميدالية اولمبية في دورة سيدني وحملت اللون البرونزي في مسابقة «الحفرة المزدوجة»، بيد ان الطموحات ترنو الى اكثر من ذلك على اعتاب دورة الألعاب الأولمبية 2012 المقررة في لندن من 27 يوليو الجاري حتى 12 اغسطس المقبل.
11 رياضياً (ثمانية في فئة الرجال وثلاث لدى السيدات) سيحملون لواء الكويت في اربع ألعاب هي الرماية وألعاب القوى وكرة الطاولة والسباحة، في مقابل سبعة رياضيين خاضوا غمار الدورة السابقة (بكين 2008) بواقع ثلاثة في الرماية واثنين في ألعاب القوى وواحد في كل من السباحة وكرة الطاولة. المشاركون في اولمبياد 2012 هم الرماة فهيد الديحاني (دبل تراب)، عبدالله الرشيدي (سكيت) وطلال الرشيدي (تراب)، فضلاً عن ابراهيم الحسن (كرة الطاولة)، وفي ألعاب القوى هناك علي الزنكوي (رمي المطرقة) ومحمد العازمي (800 متر) وعبدالعزيز المنديل (110 امتار حواجز)، وفي السباحة يوسف العسكري (200 متر حرة أو ظهراً).
لمحة تاريخية -- تأسست اللجنة الأولمبية الكويتية في ،1957 وشاركت في دورة الألعاب الأولمبية فعلياً للمرة الأولى في المكسيك عام 1968 بعد انضمامها الى اسرة اللجنة الأولمبية الدولية بسنتين، وتمثلت بالعداءين عايد منصور وسعود ضيف الله في سباق الماراثون. -- عادت الكويت لتظهر في الأولمبياد التالي في ميونيخ 1972 من خلال ستة لاعبين، اثنان منهم في السباحة والبقية في ألعاب القوى خرجوا جميعاً من التصفيات الأولية. -- في دورة مونتريال ،1976 شاركت بـ18 رياضياً في ألعاب القوى والسباحة والمبارزة والجودو، وتمثلت في اولمبياد موسكو 1980 في رياضات كرة اليد والسباحة والغطس وتألقت في مسابقة كرة القدم، اذ فازت على نيجيريا 3-1 وتعادلت مع كل من كولومبيا وتشيكوسلوفاكيا بنتيجة واحدة 1-،1 فتأهلت الى الدور ربع النهائي حيث خسرت بصعوبة امام الاتحاد السوفييتي 1-.2 -- خاضت غمار اولمبياد لوس انجلوس 1984 في خمس ألعاب هي السباحة والغطس وألعاب القوى والجودو والمبارزة، وتمثلت في الدورة التالية (سيؤول 1988) في سبع رياضات هي ألعاب القوى والسباحة والجودو والتجديف والتايكواندو والمبارزة والملاكمة. وفي اولمبياد برشلونة ،1992 شاركت في كرة القدم وألعاب القوى وحققت ميدالية برونزية لكنها جاءت شرفية على يد محمد القعيمي في التايكواندو التي لا تعد رسمية. |
اما الرياضيات فهن الرامية مريم ارزوقي (البندقية الهوائية عن 10 امتار)، وفي العاب القوى سلسبيل السيار (100 متر)، وفي السباحة فيّ الحسين (100 متر حرة). واعتبر امين عام اللجنة الأولمبية الكويتية، عبيد العنزي، في تصريح سابق لوكالة «فرانس برس» ان «المشاركة النسائية الكويتية في الألعاب الأولمبية طبيعية». وعما اذا كان رياضيو الكويت سيشاركون تحت العلم الكويتي او الاولمبي، كما حصل في الآونة الاخيرة، قال «المشاركة حتى الآن ستكون تحت العلم الأولمبي، اذا حلت المشكلة قبل انطلاق الألعاب سنشارك تحت العلم الكويتي، ولست ادري ما الذي يمكن ان يحصل في الأيام المقبلة».
تغيب الكويت عن الألعاب الجماعية في اولمبياد لندن ،2012 ويعتبر املها قائماً في تحقيق ميداليات في الألعاب الفردية وتحديداً الرماية. وكان الرامي فهيد الديحاني انتزع بطاقة تأهله الى لندن بحصوله على المركز الثاني في الترتيب العام لمنافسات «دبل تراب» للفردي في البطولة الآسيوية الـ12 للرماية في الدوحة (12 الى 22 يناير 2012)، وهو يسعى الى استعادة ما حققه في سيدني، حيث تمكن من احراز الميدالية البرونزية وعدم الاكتفاء بمجرد المشاركة الشرفية. وحقق الرامي طلال الرشيدي بطاقة التأهل بعد حلوله في المركز الثاني ونيله الميدالية الفضية في الترتيب العام لمنافسات التراب في الفردي ضمن البطولة الآسيوية نفسها.
وحجز الرامي عبدالله الرشيدي بطاقة التأهل في البطولة عينها بحصوله على المركز الثاني في الترتيب العام لمنافسات السكيت للفردي. وسطرت الرامية مريم أرزوقي إنجازاً لافتاً حيث احرزت ميدالية ذهبية في الدورة العربية الـ12 التي استضافتها العاصمة القطرية الدوحة بين التاسع و23 ديسمبر 2011 في مسابقة البندقية الهوائية عن 10 امتار، قبل ان تضيف ذهبية ثانية في مسابقة البندقية عن 50 متراً على الرغم من مشاركتها للمرة الأولى في هذه الفئة. واكدت ارزوقي أحقيتها بالتأهل إلى أولمبياد لندن من خلال احرازها المركز الثالث، ونيلها الميدالية البرونزية في الترتيب العام لمسابقة الفردي في البندقية الهوائية 10 أمتار، خلال البطولة الآسيوية في الدوحة ايضا.
ويشارك محمد العازمي في سباق 800 متر وعلي الزنكوي في رمي المطرقة متسلحين بخوضهما غمار بطولات الجائزة الكبرى وتحقيق العديد من المراكز المتقدمة في بطولات المحترفين الدولية والبطولات العربية والآسيوية، لكن تحقيق ميدالية أولمبية لأي منهما في لندن يعد أمراً صعباً في ظل مشاركة الأبطال العالميين.
وكان العازمي تأهل الى الأولمبياد من خلال مشاركته في المرحلة الرابعة للدوري الماسي في روما مسجلاً زمناً قدره 1.45.50 دقيقة. من جهته، تأهل عبدالعزيز المنديل إلى دورة الألعاب الأولمبية في سباق 110 امتار حواجز بتحقيقه ذهبية في المرحلة الأولى من بطولة الجائزة الكبرى في اسيا، التي اقيمت في تايلاند مسجلاً 11.58 ثانية. وانتزع لاعب كرة الطاولة ابراهيم الحسن بطاقته بفضل حصوله على المركز الأول في بطولة غرب آسيا التي أقيمت في مدينة الوصل الإماراتية الصيف الماضي، بيد ان اماله في انتزاع ميدالية تبدو صعبة للغاية نتيجة قلة الاحتكاك، بالإضافة الى المنافسة القوية المنتظرة من قبل أبطال العالم من الصين واليابان تحديداً.
اما السباح يوسف العسكري فيخوض غمار الأولمبياد على الرغم من فشله في ملامسة الذهب في سباقي 100 متر و200 متر في دورة الألعاب العربية الأخيرة، إلا انه نجح في تحقيق رقم تأهيلي اوصله الى لندن.