طائرات وغواصات وصواريخ لتأمين العرس العالمي
الهاجس الأمني يخيّم على أولمبيــاد لندن
تحظى دورة الألعاب الأولمبية التي ستنطلق في العاصمة الانجليزية لندن يوم 27 يونيو الجاري بترتيبات وتدابير امنية غير مسبوقة، ولم يكن لها مثيل في أي مسابقة رياضية من قبل، إذ ستستخدم أسلحة وحاملات صواريخ وطائرات وغواصات لم يتم الدفع بها في أي حدث عالي كبير منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية.
وبات الهاجس الامني أكبر التحديات التي تواجه القائمين على تنظيم دورة الالعاب الاولمبية، وبات معيار نجاح الاولمبياد متوقفاً على نجاح الخطط الامنية التي سيتم تطبيقها اثناء الدورة لتأمين الفرق واللاعبين والاعلاميين والجماهير وكل المشاركين. وتسببت الاحتياطات الأمنية الكبيرة التي تقوم بها السلطات في لندن في انتشار حالة من التذمر والغضب بين سكان مدينة الضباب، الذين باتوا مطالبين بالتعايش مع رؤية المروحيات والطائرات التابعة لسلاح الجو الملكي، وكذلك منصات الصواريخ بجوار منازلهم والسفن الحربية في نهر التايمز.
وسيشارك في تأمين دورة الالعاب الاولمبية نحو 20 ألف عنصر أمني حرموا من الحصول على إجازة حتى تنتهي الاولمبياد، إضافة الى عناصر سرية، وتبلغ تكاليف التجهيزات الامنية حسب تقارير إعلامية بريطانية أكثر من مليار جنيه استرليني.
وتتعدد انواع الاحتياطات الامنية لصد كل أنواع التهديد من اعمال إرهابية عسكرية او جرثومية أو كيماوية، اضافة الى أعمال تخريب لأجهزة الكمبيوتر.
وانطلقت الخطط الأمنية يوم 13 يونيو الجاري وتستمر حتى 13 سبتمبر المقبل، وهي تشمل دروة الالعاب الاولمبية التي ستقام خلال الفترة من 27 يوليو حتى 12 اغسطس، ثم الاولمبياد الخاص خلال الفترة من 20 اغسطس حتى التاسع من سبتمبر المقبلين.
وذكرت وكالة الأنباء الألمانية، أمس، أن منظمي دورة الألعاب الأولمبية في لندن أضافوا 1200 جندي في وضع الاستعداد للقيام بمهام أمنية في موقع إقامة المباريات ، في أعقاب الإخفاق التام لتوفير حراس أمن خصوصيين. وقال وزير الثقافة البريطاني جيرمي هانت «كما قلنا، يجب أن نستعد لكل طارئ».
وأضاف «ستظل القوات الإضافية في مواقعها ولكن يمكن استدعاؤها حال الحاجة إليها خلال الأسابيع المقبلة». وقال هانت: «نأمل ألا تكون هناك ضرورة ولكن الاحتياط واجب».
صواريخ أرض - جو
تم إجراء الكثير من التدريبات لاختبار قدرة القوات المسلحة على مساعدة الشرطة في توفير الأمن للأولمبياد، إذ إنها ستقيم بعض المواقع لنصب صواريخ أرض - جو لحماية أولمبياد لندن، وأكدت تقارير إعلامية أنها ستنصب تلك الصواريخ فوق أسطح مبان سكنية، بحيث تم تطويق العاصمة لندن بستة مواقع لمنظومات صواريخ أرض - جو.
حظر الطيران
ترتيبات على التعامل مع كل أنواع التهديدات، من بينها هجمات من الجو وهجمات بالأسلحة الجرثومية، وحظر للطيران فوق الملاعب الأولمبية لمنع وقوع هجمات على غرار هجمات 11 سبتمبر عام 2001 في الولايات المتحدة الاميركية. وستبني القوات الخاصة مقراً سرياً على ضفاف نهر التايمز، للرد على الهجمات الإرهابية خلال الأولمبياد، وستمارس القوات الخاصة دوراً أمنياً محورياً في دورة الألعاب الأولمبية، وستستخدم نقاطاً أمنية للتحرك بصورة سريعة بالقوارب عبر نهر التايمز عند وقوع أي هجوم إرهابي.
مروحيات خاصة
تستعين السلطات الأمنية بمروحيات ليتل بيرد، القادرة على الوصول إلى مناطق يتعذر على الطائرات التقليدية الوصول إليها، من القوات الخاصة الأميركية، لمساعدتهم على مواجهة اعتداءات إرهابية محتملة على غرار هجمات مدينة مومباي الهندية عام .2008
سفن حربية
ستقوم السفينتان الحربيتان بولوارك وماونت باي، بدوريات منتظمة للمراقبة خلال الأولمبياد، في حين ستوضع القوات الخاصة في حالة تأهب قصوى، فضلاً عن فرق عسكرية ووحدات نزع المتفجرات مع كلاب بوليسية لتفتيش السيارات والمباني. وتم إجراء الاستعدادات المطلوبة للتعامل مع هجوم إشعاعي محتمل في المواقع التي ستستضيف الألعاب الأولمبية، بما في ذلك ملعب أولد ترافورد في مدينة مانشستر، وبراندز هاتش في مقاطعة كنت، ووايموث في مقاطعة دورسيت، خارج لندن.
حراسة تحت الماء
ستكون هناك قناطر تحت الماء ونصب أنظمة رادار عسكرية للكشف عن الطائرات التي تحلق على ارتفاع منخفض، لمنع وقوع هجوم إرهابي على مواقعه. وكشفت صحيفة «صانداي إكسبريس» أن عمالاً متخصصين في الحفريات البحرية يقومون حالياً ببناء كتل خرسانية ضخمة على ضفاف نهر لي، الواقع شمال موقع الألعاب الأولمبية في شرق العاصمة البريطانية لندن، لصد أي هجوم ارهابي عن طريق المياه.
قناصة
تشمل المنظومة الدفاعية مقاتلات تايفون لحماية أجواء لندن، وقناصة في مروحيات لإطلاق النار على طياري الطائرات التي تتعمّد الاقتراب من المواقع الأولمبية، وصواريخ أرض - جو قادرة على إسقاط الطائرات المهاجمة ستقوم بتأمين الحماية للأولمبياد.
هجوم القراصنة والفوضويين
طلبت الجهات المختصة من كل الهيئات المشاركة في أولمبياد لندن تأمين أنظمتهم ضد أي هجوم محتمل قبل انطلاق أولمبياد لندن، إذ يتوقع أن يتابع أحداثه أكثر من ستة مليارات مشاهد على الانترنت، وسيكون أول أولمبياد رقمي، وستحتاج ألعابه إلى معلومات تزيد بنسبة 30٪ عن معلومات أولمبياد بكين عام ،2008 وسيتم تشغيل أحداثه وإصدار التذاكر والدخول إلى القرية الأولمبية بواسطة نظم البرمجيات، ما سيجعله عرضة لهجمات قراصنة الكمبيوتر والفوضويين، علماً بأن أولمبياد بكين شهد وقوع 12 مليون محاولة لاختراق أنظمته.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news