إيبرا غيّر وجه الكرة الفرنسية
استقبل باريس سان جرمان، وصيف بطل الدوري الفرنسي لكرة القدم الموسم الماضي، بعد اياكس امستردام الهولندي ويوفنتوس وانتر ميلان الإيطاليين وبرشلونة الإسباني، النجم السويدي زلاتان ابراهيموفيتش، احد اهم المهاجمين في العالم. وقال ابراهيموفيتش لدى وصوله الى باريس سان جرمان «انهم يعرفون من انا»، وهم يعرفون في واقع الامر لكن لا شك في انهم لا يصلون الى نهاية الادراك.
واكتشف الدوري الفرنسي لاعباً من طينة اخرى على ملعب بارك دي برانس الخاص بفريق باريس سان جرمان في المباراة ضد لوريان في 11 اغسطس.
اظهر ابراهيموفيتش الذي تألق في اسبانيا وايطاليا، في البطولة الفرنسية ملامح عملاق قادم من عالم آخر، وظهر كبيرا وقويا وشجاعا وماهرا لكنه متواضع ما جعل الجميع يفكرون بشخصية من الرسوم المتحركة او العاب الفيديو.
وكان من الصعب ان يتخيل المرء قبل عامين انتقال ابراهيموفيتش الى باريس سان جرمان، لكن المبلغ الخيالي الذي انفقه المالك القطري ناصر الخليفي حلل المحرم، وسجل اللاعب بعد انضمامه قبل أربعة اشهر 19 هدفاً في 21 مباراة بقميص النادي الباريسي (17 منها في 14 مباراة في الدوري) بعد ثلاثيته الأولى في مرمى فالنسيان (في 10 ديسمبر) فضلاً عن تمريرات حاسمة اتت بأهداف عبر زملائه والكثير من الفواصل الفنية النادرة المليئة بالإلهام والموهبة. واول من احتك بعملاق مدينة مالمو (1.95م و95 كلغ) كان مدافع لوريان برونو مانغا، احد اقوياء البنية في الدوري فكان نصيبه اصابة في الركبة ابعدته ستة اشهر، وسجل ابراهيموفيتش ثنائية في بداية مشواره الفرنسي.
وسجل ايضا أربع ثنائيات اخرى في مواجهات مدافعين من الطراز الأول، ففي المباراة ضد ليل تمكن السويدي من هزيمة الثنائي المؤلف من المونتينيغري ماركو باشا والكاميروني اورليان شيدجو وسجل الهدف الأول بعد 27 ثانية فقط. وفي المباراة ضد مرسيليا وصخرة دفاعه الكاميروني نيكولاس نكولو، سجل ابراهيموفيتش هدفين ايضا اولهما من ركلة حرة تبعد 30 متراً، والثاني بقدمه اليمنى من الخلف على طريقة رياضة الكونغ فو بعد ان تخطى الكاميروني بالذات.
والدرس العنيف كان من نصيب نادي باستيا ودفاعه «الساذج»، فأرهقه باختراقاته الفائقة السرعة وسجل هدفين ايضا اضافة الى تمريرتين حاسمتين.
لكن قمة الشهرة اتته من المباراة الدولية الودية التي هزم فيها انجلترا 4-2 بعد ان سجل رباعية وكان اقل ما قاله فيه النقاد يومها (14 نوفمبر) انه لاعب، خارق خصوصاً بسبب الهدف الذي جاء بتسديدة مقصية خلفية جانبية من 30 متراً. ومنذ اللقاء بين سان جرمان ومرسيليا على ملعب الأخير فيلودروم، بدأت بوادر التوتر والحساسية تجاه اللاعب السويدي بالظهور، وبات يتعرض للمضايقات التي كانت صغيرة في بداياتها ثم نحت منحى متصاعداً تدريجياً، وكونه مهاجهاً أحياناً وصانع ألعاب أحياناً اخرى فهو يغيظ الآخرين قليلاً ويغتاظ منهم كثيراً.
وانفجرت العصبية ذات مرة في اللقاء ضد سانت اتيان فوجه ضربة كاراتيه خطرة الى صدر الحارس ستيفان روفيه عوقب على اثرها بالإيقاف مباراتين، لكنه عاد بعد ان امضى العقوبة ولايزال مستمراً في التسجيل. وكان التأهل الى الدور الثاني من مسابقة دوري ابطال اوروبا حافزا دفع لاعبي باريس سان جرمان الى الاجتماع وتحديد الهدف الثاني وهو بطولة الدوري، لكن السؤال هو هل ينجح ابراهيموفيتش في هذا المسعى بعد ان بلغ مأربه وتوج مع جميع الأندية التي مر بها ودافع عن الوانها في البطولات المحلية الاوروبية؟ والإجابة تبقى معلقة حتى المرحلة الاخيرة من الدوري او قبل ذلك بقليل، وقد ينجح السويدي، خصوصاً ان سان جرمان حل وصيفاً في الموسم الماضي من دونه، وتوج بطلاً للشتاء هذا الموسم بفارق الأهداف امام ليون ومرسيليا.