إفريقيا في .2012. زامبيا تغير الخـريطة الكروية في القارة
دخلت زامبيا تاريخ كرة القدم الإفريقية بتتويجها بلقب كأس الأمم للمرة الاولى في تاريخها بفوزها على ساحل العاج 8-7 بركلات الترجيح (الوقتان الاصلي والاضافي صفر-صفر) في المباراة النهائية في ليبرفيل مطلع العام الجاري. وحفلت النسخة الـ28 التي اقيمت في الغابون وغينيا الاستوائية بالمفاجآت وخيبات الامل وأسفرت عن تتويج منتخب جديد نال اللقب للمرة الاولى في تاريخه هو المنتخب الزامبي.
وأكد المنتخب الزامبي تغيير الخريطة الكروية في القارة السمراء بشكل كبير في الآونة الاخيرة، حيث لم تعد هناك منتخبات صغيرة ومتواضعة وأخرى كبيرة وقوية، والدليل الابرز تتويجه باللقب امام ساحل العاج التي كانت الاوفر حظاً لذلك، لاعتبارات كثيرة ابرزها النجوم والخبرة. وكان المنتخب الزامبي احد سبعة منتخبات في النسخة الحالية كانت تسعى الى لقبها القاري الاول في تاريخها الى جانب ليبيا وبوركينا فاسو وانغولا والغابون ومالي وغينيا.
وبات مدرب زامبيا الفرنسي هيرفيه رينار رابع مدرب فرنسي ينجح في التتويج باللقب بعد كلود لوروا وبيار لوشانتر (كلاهما مع الكاميرون) وروجيه لومير (تونس). وفجرت زامبيا ثالث مفاجأة في نسخة 2012 التي استضافتها الغابون وغينيا الاستوائية، بعدما تغلبت على ثلاثة منتخبات كانت مرشحة للقب: السنغال 2-1 في الجولة الاولى من منافسات المجموعة الاولى، غانا 1-صفر في ربع النهائي، وساحل العاج في المباراة النهائية. ولم يكن اي احد يتوقع تتويج زامبيا باللقب لكنها حرقت المراحل في صمت وحجزت بطاقتها الى المباراة النهائية التي اقيمت في ليبرفيل.
وفي المقابل، فشلت ساحل العاج في التتويج بلقبها القاري الثاني في ثالث مباراة نهائية لها بعدما احرزت اللقب عام 1992 في السنغال على حساب غانا 12-11 بركلات الترجيح الماراثونية (24 ركلة)، والثانية عام 2006 عندما خسرت امام مصر بركلات الترجيح أيضاً. وخالف السودان التوقعات وحقق انجازات تاريخية بتحقيق فوزه الاول في العرس القاري منذ تغلبه على غانا 1-صفر في المباراة النهائية للنسخة التي استضافها عام 1970.
وتميزت نسخة الغابون وغينيا الاستوائية بخيبات أمل مريرة لمنتخبات ابلت بلاء حسنا في التصفيات وهي فضلاً عن السنغال التي اقالت مدربها امارا تراوري، المغرب الذي فقد آماله بعد مباراتين فقط خسرهما امام تونس 1-2 والغابون 2-3، وغينيا التي قدمت احد افضل العروض في البطولة وحققت اكبر فوز فيها وكان على حساب بوتسوانا 6-1، لكن ذلك لم يشفع لها وخرجت بأربع نقاط خلف غانا ومالي. لم تكن حال غانا وساحل العاج افضل وذهبتا ضحية التفوق الزامبي.
وإذا كانت غينيا الاستوائية سرقت الاضواء في اول مشاركة لها في العرس القاري وبلغت دور الثمانية قبل ان تخرج على يد ساحل العاج، فإن بوتسوانا والنيجر خرجتا بثلاث هزائم متتالية. وحققت ليبيا مشاركة مشرفة بالنظر الى الظروف الصعبة التي عاشتها البلاد بسبب الثورة ضد الزعيم معمر القذافي. وتقام النسخة الـ29 في جنوب افريقيا بعدما كانت مقررة اصلاً في ليبيا، بيد ان الاوضاع في الاخيرة دفعت الاتحاد الافريقي الى مبادلة بين ليبيا وجنوب افريقيا التي كان مقرراً ان تستضيف النسخة 31 عام 2017. وستقام النسخة الجديدة بعد عام واحد على النسخة الاخيرة وذلك بعد ان قرر الاتحاد الافريقي اقامة النهائيات في الاعوام الفردية، لكيلا تكون في العام الذي تقام فيه نهائيات كأس العالم.
من ناحية أخرى، على مستوى الأندية أكد الأهلي انه سيد القارة السمراء في مسابقتها العريقة دوري الأبطال عندما ظفر باللقب السابع في تاريخه على حساب الترجي الرياضي التونسي حامل اللقب بالفوز عليه 2-1 في تونس في اياب الدور النهائي على ملعب رادس (جنوب تونس العاصمة التونسية) معوضاً تعادله على ارضه ذهاباً. وسجل محمد ناجي جدو (43) ووليد سليمان (62) هدفي الأهلي، والكاميروني يانيك ندجنغ (85) هدف الترجي.
ويحسب الانجاز للأهلي لأنه حققه في ظروف صعبة للغاية كونه افتقد الى المنافسات الرسمية بسبب توقف النشاط الرياضي منذ مطلع فبراير عقب احداث بورسعيد التي اودت بحياة 74 من مشجعي النادي القاهري عقب مباراته في الدوري المحلي امام المصري.
وخاض الأهلي ذهاب الدور النهائي بحضور جماهيره للمرة الاولى منذ احداث بورسعيد، حيث سمحت وزارة الداخلية المصرية بدخول 20 الف متفرج في الاسكندرية. وواصل الاهلي عقدته للأندية التونسية حيث توج بلقبين على حسابها، علماً بأنه احرز ثلاثة ألقاب في المسابقة على حساب اندية عربية بعد لقبه عام 1987 على الهلال السوداني.
ومثل الأهلي القارة السمراء افضل تمثيل وكان قاب قوسين أو أدنى من بلوغ المباراة النهائية حيث خسر بصعوبة أمام كورينثيانز البرازيلي في دور الأربعة صفر-1، قبل ان يخسر امام مونتيري المكسيكي صفر-2 في مباراة تحديد المركز الثالث ببطولة العالم للأندية التي أقيمت في اليابان.
وهي المرة الأولى التي يحل فيها الأهلي رابعاً بعدما حل سادساً عامي 2005 و2008 وثالثاً في 2006.